لا اعرف على من يكذب سياسيو العراق الجديد منذ العام 2010 ولغاية اليوم ؟؟؟ هل يكذبون على أنفسهم أم على قواعدهم الشعبية إن كانت لهم قواعد شعبية أصلا؟؟؟ نخرج من مسرحية لندخل في مسرحية أخرى … بدءنا بمسرحية الانتخابات وقرارات المحكمة الاتحادية وسرقتها للنتائج علنا وسط صمت جبان من جميع الأطراف لتنتهي هذه المسرحية بفوز الائتلاف الوطني بتشكيل الحكومة وبعدها وصلنا لمسرحية تشكيل الحكومة التي لم تنتهي إلا بخداع الشركاء السياسيين وتشكيل الحكومة بموجب وعود سُجلت على قوالب من الثلج البني وليس البلوري وسرعان ما ذابت هذه القوالب وتبخرت معها كافة الوعود لندخل بمسرحية جديدة اسمها تطبيق اتفاقية اربيل ووليده الميت أصلا مجلس السياسيات الاستراتيجية لتبدأ فصول معارضتها للدستور وتطبيل البعض لها وعِواء الآخرين ضدها لتنتهي برفض بطلها المشرح هذه المهزلة وتمييع بنودها من الخصوم!!! لندخل بعدها إلى مسرحية جديدة اسمها المؤتمر الوطني لجمع الفرقاء السياسيين وسمعنا تصريحات الساسة فمنهم من يصفه بالمؤتمر وغيرهم من يصفه باللقاء وآخرين يصفونه بالاجتماع وانتهت المسرحية ولم يتحقق أي مؤتمر أو اجتماع أو حتى لقاء !!! ودخلنا بمسرحية جديدة أخرى اسمها ورقة الإصلاح السياسي التي علقت على الرفوف ووضعت بين الأدراج كسابقاتها انتظارا للعودة الميمونة لحامي الحمى السيد الرئيس حفظه الله ورعاه من رحلته العلاجية التي استهلكت ثلاثة اشهر من عمر وأرواح العراقيين ليعود ومعه الآمال الخاوية والهاوية للعراقيين بان تحل عودته هذه المشاكل المتناسلة (للعَمّة والجَنّة) ولو إننا نعتقد بان عودته لاتقدم ولا تؤخر شيئا فسيادة الرئيس إن حضر لا يُعد وان غاب لا يُفتقد وكلمته لا تُسمع مادامها تعارض الأهواء السياسية للشلة الحاكمة في قلاع المنطقة الخضراء، فكلمته لاتسمع لسبب واحد هو أن هذه الشلة التي ترفع الإسلام والمرجعية شعارا لها لم تحترم إسلامها ولا مرجعيتها بيوم ما وبالتالي لايمكن لها أن تسمع لمن لا يمثل مرجعاً أو إسلاماً وهما ستار هؤلاء في حكم العراق اليوم.
هذه المسرحيات والمهازل استهلكت من عمر العراقيين وأرواحهم ودمائهم قرابة الثلاث سنوات فلا هَمَّ للسياسيين غير ترسيخ جذورهم في الحكم مهما كان الثمن وما ورقة اربيل والمؤتمر الوطني وورقة الإصلاح إلا مهازل لاستهلاك الوقت والتمهيد والتأسيس لمرحلة القائد الأوحد ورجل المرحلة ومختار العصر !!! وياليتنا نرى في هذا المختار مختاراً لهذا العصر بحق.
فمن يكذب ويخدع ويسرق ويتستر ويكيل الأباطيل لا يكون مختاراً إلاّ على شِلّته من الكذّابين والخدّاعين والمزوّرين والسرّاق والقتلة … ولا نعرف ماهي المسرحية الجديدة التي ستظهر إلينا بعد أن دخلت ورقة الإصلاح غرفة العناية المركزة وسيعلن عن دفنها قريباً بعد أن أُعلن عن موتها سريرياً من قبل بعض أركان هذه الحكومة المهلهلة.
[email protected]