21 أبريل، 2024 6:40 ص
Search
Close this search box.

مسرحية هزلية لمقتدى الصدر!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعمدت أمريكا منذ احتلالها للعراق تمزيقه وإعادته قروناً إلى الوراء، وصدق ثعلب السياسة الأمريكية جيمس بيكر عندما أبلغ الراحل طارق عزيزعام 1991 بأن أمريكا ستعيد العراق إلى العصور المظلمة أو العصور الوسطى.فكانت أول خطوة أقدمت عليها بعد احتلال العراق أنها عمدت إلى إنهاء المؤسسات المدنية التي كانت من أفضل المؤسسات تنظيماً وكفاءة في المنطقة، فسمحت بإحراق الوزارات والأرشيف المدني ثم تصفية ومطاردة الكفاءات الوطنية تحت يافطة اجتثات حزب البعث، فخلت مؤسسات الدولة تماماً من القيادات والكفاءات التي تسير أمور الدولة، وتم الاستعاضة عنهم بمتخلفين كانوا إلى وقت قريب مطاردين بين الدول، إما لخيانتهم أوعمالتهم أو لفسادهم، فضلاً عن حل الجيش العراقي واستبداله بميليشيات إيرانية فتم جمعهم من شتات الأرض، وتقديمهم للشعب العراقي على أنهم من سيخلص العراق من ظلم وطغيان الديكتاتورية، وهم من سيبني العراق ليكون نموذجاً يحتذى به بين الشعوب والأمم.وعمدت أمريكا والصهيونية من خلفها إلى إعداد دستور مسخ مفصل تفصيلاً على مقاس أولئك الخونة والمتخلفين، وليس الغاية منه خدمتهم بل استخدامهم من خلال ذلك الدستور في تمزيق العراق، وإنزال أقصى الضرر في العراق وشعبه، وحبكه الصهاينة حبكاً بحيث يستحيل معه التعديل أو التصحيح، ومتى ما انكشف دورالعملاء وفسادهم، يتم الإتيان بغيرهم ليسيروا على نفس النهج والتغيير المسموح به في العملية السياسية برمتها، في العنوان والشخوص لا في المضمون.وللأسف بعد أن تمكنت الأحزاب الدينية وبرعاية أمريكية إيرانية من إحكام السيطرة على مقاليد حكم العراق يتم اليوم استغفال طبقات كبيرة من الشعب العراقي في كل مرة، لدفعهم للخروج إلى الشارع كنوع من الخداع والتمويه، تحت عنوان كبير هو «محاربة الفساد»، دون التطرق للخيانة والعمالة، فعنوان وهدف المظاهرات التي يزحف البسطاء إليها غير متناسقة تماماً فكيف يطلب من عميل أو خائن أن يعينك على حرب الفساد وهو غير نظيف ذات السريرة واليد؟فتنظيف البلاد من الخونة والعملاء مقدم على القضاء على الفساد، فلا يوجد دولة لا تشكو من الفساد لكن ليس بالضرورة أن يكون الفاسد خائناً أو عميلاً بينما الخائن والعميل لا محالة فاسد.إن أقطاب العملية السياسية في العراق يفتخرون بعمالتهم وخيانتهم وما حصل من فساد في العراق، تزكم منه الأنوف جاء تبعاً لخيانتهم، فمن يخون بلده وشعبه، فبالتأكيد يستمرئ السحت الحرام، بل يعتبره مكافأة واستحقاقاً لخيانته فمن يجلب المحتل لبلده ويتفاخر به تهون عليه كل الموبقات، بل هو يبررها ويعتبرها نوعاً من المكاسب المشروعة. وعليه فإن الشعب العراقي يدور في حلقة مفرغة.ما شاهدناه وسمعناه من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر – الذي ليس له وزن علمي أو فقهي وسط مراجع الشيعة والحوزة العلمية سوى حمله للقب أبيه وأنه يمثل وريث المرجعية العربية اسماً فقط – وتقدمه في قيادة المظاهرات والاعتصامات لأتباعه في ساحة التحرير، وعند أسوار المنطقة الخضراء ثم نصب خيمته داخلها، بعد أن تقدم كبير ضباط حراسات المنطقة الخضراء وأدى له التحية العسكرية وقبله من يده وعمامته السوداء، في مسرحية مضحكة أراد من خلالها وحكومته أن يحققا بعض المكاسب له ولاتباعه ومقلديه، وتخفيف ضغط الشارع بعد أن ضاق الشعب العراقي ذرعاً بهم من الوضع المزري الذي وصل له العراق بقيادة الأحزاب الدينية، وتأييد وسكوت المراجع الشيعية على ما حل بالعراق منذ احتلاله، علماً بأن الكثير من وزراء كتلته ونوابه في البرلمان يتقدمون الجميع فساداً وإجراماً، فلو كان ذلك الصدر صادقاً لبدأ بمحاسبة أتباعه وعزلهم.ذلك الفتى تريد أمريكا وإيران أن تصنع منه نسخة طبق الأصل من دجال لبنان حسن نصر الله لكن عملية تأهيله تعذرت وأخذت وقتاً طويلاً وسنفصل لذلك الموضوع لاحقاً.هذه الطبخة تحمل عنوان «محاربة الفساد»، أو على تسمية مقتدى «شلع – قلع»، والإتيان بحكومة ديمقراطية معدة سلفاً في مطابخ قم وواشنطن، للسيطرة والمحافظة على العملية السياسية من الانهيار، وما يعقبها ربما من انفلات أمني، والذي سيضر بمصالح أمريكا الاقتصادية واللوجستية وسيتم ترميم العملية السياسية بتبديل بعض المواقع والوجوه بأخرى تنتظر دورها ربما تحمل بعض الشهادات العليا، لكنها من نفس مدرسة العمالة والخيانة، وتقف وراءها نفس الكتل الفاسدة العميلة، وبالتأكيد لن تمنعهم من الفساد وسيكون التغيير كمسكن لمريض ينهشه السرطان، وما أن ينتهي مفعول المخدر حتى يلحق المريض بجرعة أخرى. وسيعقبها اعتصامات أخرى، وسيتصدر المشهد شخصيات دينية وسياسية جديدة، تدعي زوراً محبة العراق، وهكذا سيستمر الضحك على البسطاء من الشعب العراقي!!كيف يتصدى للإصلاح من ارتضى الخيانة وبارك الاحتلال وما زالت تقطر أياديهم من دماء الأبرياء وقد ملأت بطونهم من السحت الحرام، ولم تتسع البنوك العالمية لحوالاتهم، ولم يتبق «جنينة» ولا جزيرة في الأرض إلا وانتشرت فيها عقاراتهم وشركاتهم.تفكروا إخواني قبل أن تصفقوا وتهتفوا!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب