23 ديسمبر، 2024 5:45 م

مسرحية كردية داعشية برعاية صهيونية

مسرحية كردية داعشية برعاية صهيونية

يبدو أن مسرحية الموسم التي يجري تمثيلها في العراق بسيناريو صهيوني واخراج امريكي وبطولة رموز كردية وتركية وداعشية وبعثية وتمويل خليجي وتسويق اعلامي سعودي قطري، يبدو أن هذه المسرحية لم تنته فصولها ولم يتم اسدال الستار عليها فما زال في جَعبة كاتب السيناريو الصهيوني الكثير من المفاجآت والمشاهد الخادعة التي تشد المشاهدين والمتابعين وتلهيهم عن حقيقة ما يجري وابعاده واغراضه التي لم تعد خافية وصولاً الى تحقيق الهدف النهائي وهو تدمير العراق وتفكيكه كأولوية في الإستراتيجية الصهيونية عبر انشاء الدولة الكردية في سياق مشروع الشرق الاوسط الكبير الملتهب بالصراعات بين مكوناته الطائفية والمذهبية والعرقية والحزبية وحتى العشائرية المختلفة ليتوسع الكيان الصهيوني ويتمدد ويحقق حلم “اسرائيل الكبرى” التي ستواصل وظيفة ادارة الصراعات و خلق مبررات ادامتها وادارة الفوضى الخلاقة للواقع الجديد في المنطقة.

ما يجري اليوم من مواجهات بين الفيلقين العسكريين – الأداتين بيد الصهاينة – البيشمركة الكردية من جهة وداعش التكفيرية من جهة ثانية (على حدود الأقليم الكردي وبعض قرى الموصل) بتخطيط صهيو-اميركي، له اكثر من دلالة وبعد، غايته الرئيسية تضخيم حجم الاكراد وامكاناتهم وقدراتهم والنفخ في بالونهم واظهار الضعف الحكومي لتهيئة مبررات اعلان الدولة الكردية عن طريق ما يلي:

أولاً: ابتزاز بغداد سياسياً وعسكرياً عبر الانسحاب من بعض قرى الموصل وترك الباب مفتوحاً لسيطرة داعش عليها وعلى سدة الموصل الاستراتيجية التي من شأن فتح بواباتها او تفجيرها اغراق بغداد التي ستصل اليها المياه المتدفقة خلال ثلاثة ايام ما دفع الحكومة لتقديم الاسناد الجوي للبيشمركة.

ثانياً: تقديم الإثباتات للرأي العام الذي يسيطر عليه ويوجهه الاميركان والصهاينة في أن بغداد في غاية الضعف كما أكد البارزاني سابقا وفي اسوأ حالاتها وهي غير قادرة على حماية شعبها ولا المحافظة على وحدة بلادها ما يبرر الانفصال عنها.

ثالثاً: اقناع سكان المناطق المُهدَّدة من داعش بأن اقليم كردستان فقط هو القادر على حمايتهم في محاولة للتمسك بالاراضي التي استولى عليها الاكراد بعد أحداث الموصل و توسيع نطاقها.

رابعاً: تقديم المبررات لواشنطن الباحثة عن حجج لتقديم الدعم العسكري الامريكي وتوفير الغطاء من خلفه للدعم الصهيوني المتواصل للأكراد بحجة مواجهة العدو الداعشي المتوحش كمقدمة لإنشاء جسر جوي بين واشنطن واربيل يُمِدها بإكسير الحياة بعد اعلان الدولة الكردية المحاصرة اقليمياً من العراق وايران وسوريا ولاحقاً ستنضم اليهم تركيا بعد ان تكتشف خطأها الإستراتيجي بالسماح لانشاء دولة كردية داخل الحدود العراقية فقط مقابل الشراكة النفطية التي تقضي بتحويل تركيا الى محطة لتصدير النفط لا دولة تقاطع لخطوط النفط والغاز فضلاً عن الهيمنة الاقتصادية على اقليم كردستان.

خامساً: كما لا نستبعد أن يكون الفصل الجديد استكمالاً للمسرحية التي مثلها الاكراد والبعثيون في الموصل والتي عطلتها وأوقفت عرضها واربكت اطرافها والمشتركين فيها من لاعبين كبار وصغار مفاجأة المرجعية الدينية في النجف الأشرف عبر اعلان فتوى الجهاد الكفائي، إذ يتمثل هذا الفصل الجديد بالانقلاب على الدواعش بعد استخدامهم في الاستيلاء على الموصل وفي الحرب النفسية كأداة ارعاب وارهاب ثم التخلص منهم لتهيئة الوضع للبعثيين والمتمردين السنة ليهيمنوا على الاوضاع في الموصل خاصة مع ظهور تسريبات تتحدث عن امكانية تسوية سياسية مع الاكراد حول كركوك وحقولها النفطية واحتمالية تشكيل ادارة مشتركة مع الحكومة المركزية من جانب وتسوية الاوضاع مع الجماعات البعثية والسنية المتمردة مع جانب آخر.

الصهاينة نجحوا في “أسرلة” القيادة الكردية التي تشتغل بعقلية صهيونية بحتة على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية ما يعني انهم أداة اساسية في الاستراتيجية الصهيونية لتحقيق حلم “اسرائيل الكبرى” الذي لن يتجسد واقعاً دون انجاز مشروع الشرق الاوسط الكبير، الذي يبدأ بتقسيم العراق أما الدواعش فهم اداة ثانوية تكتيكية تُستخدم لارهاب وارعاب الخصوم واستنزافهم ومشاغلتهم وإشعال ساحاتهم لتمضي هي في تحقيق مشاريعها.