23 ديسمبر، 2024 12:55 ص

مسرحية خطف أبن أيوب

مسرحية خطف أبن أيوب

أشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها يوم أمس في موضوع أدعاء الناشط أيوب الخزرجي الساكن في اربيل بخطف أبنه و وصول رسالة اليه تقول بالنص ولم يتم التاكد من صحتها (تجي لبغداد وراها نتفاهم بشغلة ابنك يا عميل) والطفل تلميذ في الصف الرابع الأبتدائي أختفى بعد ذهابه للدراسة مع أحد أصدقائه وعدم معرفة مصيره والذي أجج الموقف كثيرا تغريدة لجد الطفل نصها (أتركوا حفيدي الوحيد وولدي الوحيد وتعالوا خذوني فأنا من ورثته الثورة) فكانت التغريدات و المنشورات تحت هاشتاك #الحرية_لمحمد_أيوب موجهة تهمة جريمة الخطف الى جهة معينة بالذات وتحميلها المسؤولية كاملة بدون أي أثبات أو دليل والنتيجة أحتقان الشارع العراقي وتأجيجه بشكل هستيري لأن الصورة تتعلق بالطفل ومن المعروف إن أي خبر يتعلق بالاطفال يكون مثير عاطفياً و يلاقي تعاطفاً كبيراً من قبل الجمهور ولا يمكن لأحد التشكيك بمصداقيته والا فسيكون في جانب الجاني حتماً ,وكان هذا التعاطف قد أنجر خلفه الكثير من المدونين والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لأسباب عديدة مما أشعل الشارع ووصلت القضية لأعلى المستويات في الحكومة و أستنفرت القوات الأمنية بكل صنوفها وكانت الأتهامات كما أسلفت كلها من قبل جمهور تشرين والتيار المدني بكل أطيافه موجهة ضد التيار المقاوم وجمهور الفصائل والحشد الذين أتهمهم والد الطفل بخطف أبنه , وبعدها بساعات يظهر على مواقع التواصل و الفضائيات خبر العثور على الطفل وظهور لقاء متلفز مع الطفل وجده الذي ظهر بكل هدوء وأستقرار و ذكر أنه خرج من بيت صديقه الذي كان يدرس معه ورأى الزوار في الشارع ومشى معهم ثم تاه مع الزوار حتى وجده أحد الزوار و أشار لمفرزة الشرطة عليه و التي قامت بإيصاله الى مركز شرطة الأحداث ومعه حقيبته التي فيها كتبه , لتتضح أنها كذبة كبيرة أطلقها والد الطفل أيوب الخزرجي وقد أصدرت وزارة الداخلية بيان بهذا الخصوص

إنها ”تنفي هذه المزاعم والأكاذيب وتبين أن حقيقة الأمر، هو توجه الطفل إلى الزيارة المليونية للامام الكاظم، دون إشعار ذويه، مما لفت أنظار إحدى مفارز القوات الأمنية التي بادرت إلى التحفظ عليه لصغر سنه، وتسليمه إلى شرطة الأحداث، التي بادرت بتسليمه فورًا إلى جده الذي لم يكن يعلم بخروجه للزيارة، مما أثار خوف ذوي الطفل عليه“

ولكن والد الطفل بقي مصر على أن أبنه مخطوف , ولكن المواقع ضجت عليه بتغريدات أتهمته بالكذب و الخداع و أستغلال أبنه الطفل من أجل مكاسب وشهرة وترويج لأسمه خاصة أنه مرشح في الأنتخابات على أحد الأحزاب أو للحصول على لجوء سياسي في إحدى الدول الأوربية كما حصل مع الكثير من الناشطين الذين أدعوا تعرضهم للقمع أو الخطف أو التهديد وبعدها حصلوا على لجوء سياسي ليختفوا في زحمة المدن ولا تسمع عنهم شيء ,وأقبح ما في الموضوع هو أستغلال الطفولة لمآرب سياسية والمتاجرة بأغلى ما يملك الأنسان و هو أبنه الوحيد فأي خسة قد يصل لها الانسان فلو كانت القصة حقيقية والابن مخطوف فعلاً وارسل الخاطفون رسالة تهديد للوالد بأنهم سيؤذون الطفل ان لم يأتي الوالد الى بغداد فهل من المعقول والمنطقي أن يقوم الاب بنشر الرسالة على الاعلام والمخاطرة بحياة أبنه من أجل كسب تعاطف الناس معه والثمن سيكون حياة الابن ؟ فأي مخاطرة هذه و أي ثمن هذا وأي بضاعة تستحق التضحية بالابن بسببها ؟

وعلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمدونين عدم التسرع في تصديق أي شيء ينشر قبل التأكد من صحته والتحقق منه من مصدر رسمي فما حصل هو عبرة للجميع وما زالت سماء العراق محملة بالغيوم والعواصف وتنذر بأحداث متوالية .

ودمتم سالمين .