22 ديسمبر، 2024 2:42 م

مسرحية بائسة … حبكة درامية فاشلة

مسرحية بائسة … حبكة درامية فاشلة

من مقومات العمل الادبي المسرحي ان تكون الحبكة الدرامية مترابطة والى حد ما واقعية وكذلك تكون ذات اهداف صادقة ، ويركز ادباء المسرح على هذه النقطة المحورية في العمل الادبي لما لها من اهمية والتي تمثل محور العمل الادبي المسرحي.

ومن اساسيات العمل الادبي عموما والادب المسرحي بشكل خاص ( لما له من قرب من جميع شرائح المجتمع – المثقف وغير مثقف- كون الجميع يشاهد المسرحيات على العكس من الكتب الادبية الاخرى) ان يعالج هذا الادب مشاكل الحياة اليومية ويعرض (في اغلب الاحيان بشكل ساخر ونقدي) هذه المشاكل والمعوقات والمعاناة ، والاديب المتمكن والامين على رسالته في المجتمع  يقدم اسباب هذه المشاكل وينتقد بشكل مباشر مظاهر الانحطاط والتسافل التي تعصف بالمجتمع.

عودة على بدأ ، الوضع السياسي في العراق هو اشبه بلعب في عقول الناس ، محاولة لجعل الشعب دمية يتم التحكم بها من خلال خيوط متعددة ، وهذه الايدي غير امينة وتسعى بكل قوة الى تدمير ما بقي من هذا الشعب والبلاد بشكل عام.

ولا احسبهم (اي الساسة) يعيرون اهتمام الى مستقبل العراق ، شعبا وارضا ، و لا احسن الظن باي نوايا تطلق من هنا وهناك ودموع التماسيح التي تذرف بين كل حين واخر، ارى بين انيابهم لحم العراق يؤكل وارى في عيونهم دموع مزيفة ، اسمع اقوالهم وارى افعالهم ، من نهب وسلب ، تدمير وحرق ، قتل ونحر واغتيال ، ارى بلدي ينحدر الى الهاوي ، ومازلت الشعارات الرنانة والاصوات الجهورية التي صكت اسماعنا منذ عقود، شعارات القومية العربية والاشتراكية ومن قبلها شعارات العمال وحقوق البرولتاريا (التي هجرها الحزب الشيوعي العراقي والتي لم اعد اسمعها منهم)، والتي انقلبت بقدرة ساحر  متمرس الى شعارات دينية طائفية ، لا ارى للعراق فيها اي ناقة او جمل، ارى فيها ناقة دول الجوار ، ارى فيها اموال العراق تحمل على ظهور العراقيين ليعمر فيها بلاد من دمر العراق، ارى فيها ارصدة في بنوك الغرب لاشخاص دخلوا العراق على ظهور المحتل ، ارى فيها ان من كان يقتل العراقيين على مدى 40 عاما يتنعم باموال العراقيين وهو في الخارج، ارى فيها ان من ذبح الجيش العراقي والقوات الامنية يتم التفاوض مع هؤلاء القتلة على حساب هذه الدماء، ارى فيها النفاق والدجل ، ارى فيها الكذب والخداع ، ارى فيها مستقبل غامض ولا توجد نهاية وضوء في هذا النفق المظلم.

نعم ان مسرحيتكم سادتي ، هي مسرحية بائسة … والحبكة الدرامية هي حبكة فاشلة…

وللحديث بقية … اذا بقيت للحياة