مقدمة تعرفها فطيمة ام اللبناذا كان نهب العراق وتدميره قد جرى بطريقة غير معقوله فان عملية الاصلاح تجري بطريقة غير معقولة ايضا.
الفساد موجود في كل العالم وبدرجات مختلفة ولكنه فساد ( معقول ) لايؤدي الى نهب كل ثروات البلد (شلع قلع ) وقد سمعنا وقرأنا عن فضائح فساد متنوعة جرت في انحاء العالم ولكننا لم نسمع بحالة فساد اتت على كامل ثروة البلد وساهم فيها جميع المشتركين في تقاسم السلطة الى درجة لم يعد بمقدورك تبرئة اي من السياسيين الذين اشتركوا في الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 والى الان.
اما طرق ووسائل الاصلاح التي يجري الحديث عنها الان في العراق فانها لاتقل غرابة ولامعقولية عن طرق ووسائل الفساد ، فالسياسيون الفاسدون وناهبو ثروات العراق والمسؤولون عن كل نكباته هم انفسهم سيقومون بضرب مصالحهم وتسليم انفسهم للقضاء،والحزب الذي قاد الخراب في العراق هو من سيقود الاصلاح ويسلم قياداته لحبال المشانق ..مشاهد لم تخطر ببال صموئيل بكيت رائد المسرح اللامعقول (العبث).وباختصار فانها كوميديا سوداء حيث اللصوص هم الشرطة التي تبحث عن اللصوص ، والذي فيه الخصام هو( الخصم والحكم) .
المسرحية
ملاحظتان غير ضروريتين:
الاولى : مثلت هذه المسرحية كاملة على مسرح كبير جدا يقع جنوب غرب قارة اسيا
ثانيا :النص الحالي هو ليس نصا مسرحيا بل مجرد استذكارات موجزة ولايحتوي على حوارات او بناء درامي لان المشاهد (بظم الميم ) قد شاهد مشاهدهاعلى ارض الواقع وعليه تقع مهمة تنشيط ذاكرته
الفصل الاول
المشهد الاول :
فوضى عارمة وعمليلت فرهود واسعة تعم انحاء المسرح وتجري امام انظار الجنود الامريكيين الذين يجلسون في وسط المسرح خلف مائدة كبيرة يحتسون البيرة المثلجة
احد الجنود ينظر الى النهّابين فيرفع ابهام يده اليمنى باتجاههم ويصيح : كود الي بابا (good ali baba ) ) فتزداد الفوضى ويزداد النهب .
ينهظ القائد العسكري للمجموعة الامريكية ويتوجه مع ثلة من الجنود نحو مجاميع الغوغاء فيلقي القبض على عدد من زعماء اللصوص والنهابين فيصابون بالرعب وتكاد ان تقع اشتباكات مسلحة بين الطرفين ولكن الموقف يميل الى الهدوء بعد ان يعرف زعماء اللصوص ان القائد الامريكي لاينوي اعتقالهم بل تسليمهم السلطة..ينظم القائد العسكري الامريكي حفلا راقصا بمناسبة استلام زعماء اللصوص للسلطة وبحضور عدد من الفنانات الغجريات فيستبد الطرب باحد المعممين فينزع عمامته ويشد بها وسطه ليشارك غجرية جميلة رقصتها .ينتهي المشهد بالاتفاق على اختيار الشيخ الاميري رئيسا لعصابات اللصوص وسيد جودة وسيد فهيم نائبين له
المشهد الثاني
تزداد عمليات النهب والفرهود ولكنها تصبح منظمة وسلسة بعد ان يتفق زعماء العصابات على : اولا تقاسم المنهوبات سلميا .ثانيا : تحديد مناطق النفوذ لكل عصابة . ثالثا: تقوم كل عصابة بانشاء قوة مسلحة لحفظ الامن في منطقة نفوذها. رابعا : توزع الغنائم على رؤساء العصابات حسب عدد افراد القوة المسلحة التي يمتلكها زعيم العصابة. لكن وبعد وقت قليل تشتد الصراعات بين زعماء العصابات بحجة عدم عدالة توزيع الغنائم فتدور معارك طاحنة بين عصابة سيد جودة وسيد فهيم تنتهي لصالح سيد فهيم بعد انحياز الشيخ الاميري لعصابة سيد فهيم ويجبر سيد جودة على تجريد عصابته من السلاح.
الفصل الثاني
المشهد الاول
يعم القحط والخراب في انحاء المسرح ، وتمحل الارض وتختفي المصانع ويجف النفط ويعجز زعماء العصابات عن ايجاد شيء يسرقونه فيتجهون الى بيوت المواطنين ينهبون مايمكن نهبه من دجاج وفتيات وغلمان، فيعم الاستياء بين الناس فتمتلي الشوارع بالجياع المطالبين بالخبز فتتصدى لهم عصابات الشيخ الاميري بالتواثي واعقاب البنادق والاغتيالات فتجفل الناس وتخلو الشوارع من المطالبين بالخبز الا قلة قليلة كانت تظهر ثم تهرب عند قدوم عصابات الشيخ الاميري . وعلى غير المتوقع تنزل جماعة سيد جودة شاهرين اسلحتهم معلنين مساندتهم للمطالبين بالخبز ومرددين (سلمية ..سلمية ) فيختفي حملة التواثي فتصبح الشوارع آمنة وتزدحم بالشعارات المطالبة بالقصاص من زعماء العصابات التي نهبت ودمرت كل شيء ..
ينتهي المشهد بحظور سيد جودة الى خشبة المسرح عاريا الا من وشاح ابيض مقلدا المهاتما غاندي.ويعلن الراديو عن (صوم الغاندي) لحين توزيع الخبز على الجياع
المشهد الثاني
في هذا المشهد يختلط الحابل بالنابل فعلى جوانب المسرح ينتشر المتسولون والباحثون عن شيء ياكلونه في صناديق القمامة وهم مصطولين فاغرين افواههم بعد ان فقدوا القدرة على النطق.
في وسط المسرح يظهر زعماء العصابات على اختلاف ازيائهم وهم منهمكين بتمثيل ادوار المصلحين الهنود ، فبعد ان قرر سيد جودة تمثيل دور غاندي بادر سيد فهيم الى تمثيل دور انديرا غاندي فوضع شالا هنديا على راسه وصار يحيّي افراد عصابته بضم كفيه وتقريبهما الى انفه ، اما الشيخ الاميري فقد امر وكيله ( الشيخ الدودي ) بتمثيل دور جواهر لال نهرو .
يزدحم المسرح بزعماء العصابات وهم يرتدون ازياء هندية..
ينتهي المشهد بعد ان تصدح الموسيقى الهندية بشكل صاخب فيصيب الذعر الجياع ويهربون من المسرح في حين تتشابك اذرع زعماء العصابات ويشتركون بانشاد اغنية : ماننطيهه
لاتسدل الستارة[email protected]