19 ديسمبر، 2024 4:14 ص

مسرحية ” الشحن الأسلامي ”  في قتل  ” د. فرج فودة “

مسرحية ” الشحن الأسلامي ”  في قتل  ” د. فرج فودة “

أستهلال :
بمناسبة مرور 24 عاما على ذكرى أستشهاد رائد الكلمة الحرة ، القامة الفكرية الفريدة ..الدكتور فرج فودة ، أقدم هذا المقال .
المقدمة :
كانت مناظرة معرض الكتاب / مصر ، يوم  1 يونيو 1992 ، المتابعين الفئة الأولى أعتبرت المناظرة عرسا فكريا تحديدا للذين ينظرون أليها ، من الناحية الشكلية عامة ، ولكنه كان للذين لهم أفقا مستقبليا و نظرة فاحصة دقيقة للوقائع والأحداث ، ومعرفة وعمقا تأريخيا للجماعات الأسلامية ودورها التكفيري لرجال الفكر والأدب ، ومن أبرز هذه الجماعات هي الأخوان المسلمون ، أعتقد أن الأمر كان مختلفا ، لأنها / المناظرة ، كانت بداية النهاية لفارس نبيل فريد ، عبق الكلمة ، حر المنهج ، صادق شفاف علمي البحث ، ألا هو ” د . فرج فودة ” .

المسرحية :

   كانت المناظرة أشبه بمسرحية أخوانية / بالنسبة للقتلى ، نظمت الكلمات والتعقيبات والملاحظات وجمل الشحن بشكل حرفي وخطابي مثير ، بينما كان الشهيد ، كما عودنا شفافا عذبا مؤدبا ، مباشرا حينا وهامسا ملمحا بالمعلومة حينا أخر ..

أبطال المسرحية ، هم على فئتين ، نقيضين من بعضهما ، وهما أولا – القتلى :

1. الشيخ محمد الغزالي ( 1917 – 1996 ) ، وهو أحد مريدي المرشد الأول للأخوان المسلمين حسن البنا ، وكان من معاصريه الشباب ، ( .. وقد انضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثَّر بمرشدها الأول الإمام حسن البنا  ،  ويقول الشيخ الغزالي عن هذه الفترة من حياته : “وإني أعترف – رَادًّا الفضل لأهله – بأني واحد من التلامذة الذين جَلسوا إلى حسن البنا ، وانتصحوا بأدبه ، واستقاموا بتوجيهه ، واستفادوا من يقظاته ولَمَحَاته” .. ) / نقل عن موقع قصة الأسلام .

2. المستشار مأمون الهضيبي ( 1921 – 2004 ) ، وهو المرشد السادس لجماعة الاخوان المسلمين ،  وكان من بصماته في أيدولوجية الاخوان ( “الشورى وتعدد الأحزاب في المجتمع المسلم”، و”المرأة المسلمة في المجتمع المسلم”، وصدرتا في مارس 1994م ، ولاحقا ” المشاركة في الحكومات الائتلافية”.)

/ نقل بتصرف من ويكيبديا الأخوان المسلمون .

3. د. محمد عمارة ، غير مستقيم الفكر والنهج والأنتماء ، حيث تحول من الماركسية الى الأسلام ، الأمر الذي يجعلني أن أصنفه في مقام رمادي الأتجاه ، الى أن تأسلم فكرا وقالبا ، وهو من الأسلاميين المستقلين      ( .. مفكر ومؤلف إسلامي مصري ؛ عرف تحولات فكرية نقلته من الاتجاه الماركسي إلى المعسكر الإسلامي . اشتهر بكونه من “الإسلاميين المستقلين” الذين دافعوا عن رسالة الإسلام وأمته وقضاياها المعاصرة ، وزادت مؤلفاته وأبحاثه على المئتين .. ) / نقل من موقع الجزيرة الألكتروني .

في الطرف الثاني ، جبهة التنوير والفكر الحر / العلمانيون .. :

1.     الشهيد د. فرج فودة ( 1945 – 1992 ) ، فارس الكلمة المستنيرة ، ورائد من رواد الفكر الحر ،

( .. وقد أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين ، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة و الدولة وليس عن المجتمع .. ) نقل من الموسوعة الحرة .                2. د. محمد أحمد خلف الله (1904- 1989) ، أحد المفكرين والمنظرين العلمانيين ، ” .. باحث ، أصدر العديد من الكتب عن الدين الإسلامى ، و((أحد رموز الفكر العلمانى)) و((من المُنظرين الأساسيين للفكر التوفيقى بين الماركسية والقومية العربية)) ، فاهتم بالدفاع عن الإسلام من منظور عاطفى لا علاقة له بلغة العلم مثلما فعل فى كتابه (القرآن والثورة الثقافية) .. ” / نقل بتصرف من مقال لطلعت رضوان –  موقع مصر المدنية .

بالنسبة لفصول المسرحية ، سأعرضها على شكل أضاءات :
الأضاءة الأولى – للأطلاع على المناظرة التي تسببت في اغتيال فرج فودة .. والتي ضمت كلا من ( د.فرج فودة مع د.محمد أحمد خلف الله والشيخ محمد الغزالي ومحمد عمارة والمرشد مأمون الهضيبي ) ، يرجى متابعة الموقع التالي ، المناظرة القاتلة / www.youtube.com/watch?v=O0nfgkmb_E . تميزت المناظرة بتشويش جماهيري واضح وجلي على مشاركات د.فودة و د. خلف الله ، وذلك من قبل الحشد الجماهيري المعبأ من قبل الأسلاميين . 

الأضاءة الثانية – كانت المناظرة أشبه بمسرحية مأساوية من أجل أعطاء دليل أسلامي كي يقدم الدوافع والأسباب والموجبات الى تكفير د. فرج فودة  ، وأعلان ردته ثم قتله أي أغتياله . المناظرة / المسرحية ، حيكت بشكل خبيث ، كانت في بعض من مفاصلها تنم عن شحن شعبي ضد فودة ، وقسم منها قدمت الأفكار الموجبة لتأسيس دولة دينية ، من باب أن الأسلام هو الحل . بينما كان فودة ورفيقه خلف الله ، يقدمون الحجج على دولة مدنية ، فكان يقول د. فودة ( .. أن التاريخ اللإسلامي الذي تريدون إحياؤه  اليوم  إجتماعياً وسياسياً وتشريعياً  لم يكن  وردياً بهذا الشكل ، لقد كان مليئاً بكذا وكذا وكذا ، أفيقوا فالقوانين الوضعية ليست بذلك السوء والهدف من الشرائع بغض النظر عن اساليب تطبيقها  في النهاية هو الإنسان ) / من وحي المناظرة .

الأضاءة الثالثة – ليست هذه المرة الأولى التي تحيك الجماعة بخبث الشحن الجاهيري الأسلامي / وخاصة تنظيم الجماعة ، من أجل الدفع نحو هدف معين وهو التصفية الجسدية ، وهذا ما حدث سابقا ، في واقعة الأغتيالات التي نفذتها الجماعة ، ومنها أغتيال النقراشي باشا ، ( .. «الجهاز السرى الذى أنشأه حسن البنا مؤسس الإخوان ، للقيام بالاغتيالات السياسية ، هو المسئول عن قتل النقراشى باشا ، سواء كان البنا هو من أصدر الأوامر أم لا ، ففى كل الأحوال كان هو صاحب هذا الوحش المرعب وقتها ، المسمى بالجهاز السرى ، والذى أنشأه ورباه ، وباغتيال النقراشى انتهى حسن البنا نفسه ، فبعد شهرين فقط من اغتيال النقراشى ، لقى البنا نفس المصير ، بنفس أسلوب الاغتيالات الذى انتهجته جماعة الإخوان المسلمين ، فقد اغتالوا النقراشى لأنه وقف لهم بالمرصاد ، بعد أن مزجوا الدين بالسياسة » .. ) / نقل من موقع – أهل القرأن ، عن مقال لصفية ابنة النقراشى باشا لـ«الفجر» : حسن البنا قتل والدى ، اضيف الخبر في يوم السبت 14 ابريل   2012 نقلا عن:  الفجر .. ويضيف شامل أباظة زوج أبنة النقراشي باشا ، لنفس المصدر السابق ( .. « الإخوان اغتالوا أحمد باشا ماهر رئيس الوزراء الأسبق ، وأحد أعز أصدقاء النقراشى باشا ، كما قتلوا القاضى أحمد بك الخازندار ، ﻹصداره أحكاما قضائية بإدانة عدد من أعضاء الجماعة ، ثم اغتالوا حكمدار البوليس ، وهو ما دفع رئيس الوزراء وقتها محمد فهمى النقراشى باشا إلى إصدار قراره بحل الجماعة ، وفى هذا اليوم كان النقراشى باشا يدرك أن الجماعة ستلاحقه ، ورغم ذلك لم يتخذ أى احتياطات أمنية .. ) ، أذن كان للجماعة و ” جهازها السري ” دور كبير في الأغتيالات ، التي كانت تجرى ، أضافة الى عمليات العنف .

الأضاءة الرابعة – المستشار مأمون الهضيبي ، يشيد بالجهاز السري ، خلال المناظرة ، وكأنه يؤكد بشكل مباشر بأنهم ليس براء من عملياتها القذرة ، وبنفس الوقت كأنه يرسل رسالة واضحة مباشرة الى د.فودة أنه عند الحاجة نحن قتلى ، وليس فقط دعاة ، أما اليوم تملك الجماعة ليس جهازا بل مؤوسسة من الأجهزة التخريبية التي تحاول بها تدمير مصر ، وهذا ما عبرت عنه قيادات الاخوان في المناسبات السياسية المفصلية ، ( فعلى سبيل المثال لا الحصر ، دفعت أداة التخويف والترهيب عضو مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» عاصم عبدالماجد أكثر من مرة إلى التلويح بالحريق . فمرة هدد بحرق «بطاطين الخير» التي تم جمعها لأهالي الصعيد في أواخر عام 2012 لأنها «مغازلة ليبرالية غير مقبولة لصعيد مصر»، ومرة أخرى دق على أوتار الحرائق في مؤتمر «لا للعنف» في حزيران الماضي بتأكيد أنه سيتم حرق من يقترب من الكرسي الذي كان يجلس عليه الرئيس المعزول محمد مرسي ) ، وبنفس الأتجاه يؤكد خيرت الشاطر(  وعلى رغم أن القيادي «الإخواني» خيرت الشاطر لم يتلفظ بكلمة «حريق» في حواره مع الكاتب الأميركي دافيد اغناثويس في الأيام السابقة لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين مرسي وأحمد شفيق في حزيران  2012 ، إلا أنه أكد أن «الثورة المقبلة ستكون أقل سلمية وأكثر عنفاً في حال فاز شفيق»، ثم تبعه آخرون من أنصار الجماعة وأتباعها ملأوا السمع والآذان والأبصار حديثاً في تلك الأثناء عن حرق مصر لو فاز شفيق مستخدمين كل تصريفات الكلمة من «سنحرق مصر» و «سيحرق المصريون» و «ستحترق مصر» و «ستحرق مصر» في حال فاز شفيق . ولم يفز شفيق ، لذا لم تحترق مصر في حينها.. ) / نقل بتصرف من موقع الحياة – من مقال بعنوان ” حرق مصر بين الوفاء بالوعد والهوس بالنيران ” . أذن الأسلاميون وخاصة الاخوان المسلمون ليس عندهم من رادع في تحقيق مصالحهم من حرق مصر ، ” للأستزادة من الموضوع يرجى الرجوع الى موضوع لكاتب المقال بعنوان ” الأخوان المسلمون صعود مثير وسقوط مدوي ” .. فكيف بهم بموضوع ، في حساباتهم بحجم كاتب كالدكتور فرج فودة ، تحدى مؤسستهم الدينية الفكرية بطرح موضوع الدولة المدنية ، فمن المنطقي / حسب أيدولوجيتهم السوداء ، أن يقتل !                       الأضاءة الخامسة – كان لمحمد عمارة ، وهو المتكلم المفوه ، الدور الأكبر في تأليب الحضور على فرج فودة ، من خلال طروحاته وتعليقاته الحادة ، وكان للهضيبي والغزالي دورا أخرا أقل قوة منه ، بينما كان لفودة ورفيقه خلف الله طروحات وتعليقات وحجج هادئة رصينة تنصب على تأسيس دولة مدنية ، من خلال فكر عقلاني ، حيث شدد فودة بأن (  بأنتهاء الوحي أنقطعت صلة السماء بالأرض .. كما بين أنه الأسلام لا يعرف واسطة بين الله وعباده ) وبين أيضا ( أنه لا خلافة في الأسلام ولوكانت كذلك لكانت الخلافة ركنا من أركانه ) .                الأضاءة السادسة – أنتهى كل شي يوم 8 يونيو 1992 ، أي بعد أسبوع من تأريخ المناظرة ، ( .. حيث تم قتل فرج فوده ، بعدها  بأسبوع فقط بواسطة سماك  بعد نشر جريدة النور الإسلامية لفتوي دينيه تبيح دمه بعد انتصاره الساحق علي مناظريه وعجزهم عن تفنيد حججه ، اعترف القاتل ” عبد الشافي رمضان ” أنه تلقي أوامر بقتل فودة من المحامي صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة الاسلامية والذي كان محبوساً وقتها بتهمة إغتيال رئيس مجلس الشعب الاسبق رفعت المحجوب .. ) / نقل بتصرف من موقع شباب الشرق الأوسط ، لمقال ” لماذا قتلوا فرج فودة ؟ ” .. وانتهت فصول المسرحية حسب نظرهم ، ولكن فكريا أن فارسا ترجل الى عليين ، أما هم برجالهم في الدرك الأسفل .

قراءة :

1. دائما يقتل المفكر ، ولكن تبقى أفكاره ينابيع خير تستنير بها الأجيال ، هكذا كان هذا الرجل ، معطاءا متنورا مفكرا محاورا مجادلا ودودا ، لا يحمل الضغينة لأحد .. أما في عملية قتله فالافكار والتساؤلات تتزاحم في عقلي ، وأنا أؤثر أولا على وصف أغتياله بالقتل وليس بالأغتيال ، لأن القتلى والمحرضين والمنفذين معلومين ، وهم الأسلاميين ، وثانيا ، أقول لم القتل عندما تغيب القناعات ، لماذا هذا العنف بعيدا عن التحاور والنقاش ولماذا أستبعاد قبول الأخر بل ألغائه ، لذا أرى على الأخوان المسلمين أن يغيروا من شعارهم من   ” الأسلام هو الحل ” الى ” القتل هو الحل ”  .

2. الذي أثار أنتباهي وصدمني هو ما حصل من قبل الشيخ محمد الغزالي ، المعروف بوسطيته ، بعد قتل   د. فودة ، وهو الذي حاوره وناقشه وجادله وجها لوجه ، ولكن الحقد الدفين وصل بهذا الشيخ الى مراحله السوداوية حتى بعد قتله ، حيث ( .. تطوع الشيخ الغزالى ، الأزهرى ، بالتوجه إلى النيابة للشهادة دون طلب أو استدعاء ، ودون أن يكون طرفًا مباشرًا فى القضية ، وبمنطق أقرب إلى الحسب والوصاية والكهنوت الدينى ، وخلال الشهادة التى سجلها الغزالى أمام النيابة ، قال نصًّا : “ إنهم قتلوا شخصًا مباح الدم ومرتدًّا ، وهو مستحق للقتل ، وقد أسقطوا الإثم الشرعى عن كاهل الأمة ، وتجاوزهم الوحيد هو الافتئات على الحاكم ، ولا توجد عقوبة فى الإسلام للافتئات على الحاكم ، إن بقاء المرتد فى المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام ، فيجب على الحاكم أن يقتله ، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس”) / نقل من موقع بوابة اليوم السابع التعليمية والمعرفية ، تعليقي على هذه الشهادة ، هو أنها فعل مستغرب ومستعجب بل فعل مستهجن ، فأذا كان الأسلاميون  يقولون أن الحاكمية لله ( وتشكل هذه المقولة ومايتفرع عنها من آراء وأطروحات محوراً أساسياً في نقاشات وأدبيات واجتهادات مفكري ودعاة الإسلام السياسي بمختلف مسمياته وأحزابه وتنظيماته وتفرعاته . وينعقد إجماعهم على مبدأ الحاكمية ، الذي يفترض السيادة المطلقة لله في الكون  ، حيث ليس هناك من مشرّع إلا الله./ نقل من موقع النسور ) ولكن هنا لاحظنا أن الحاكمية للبشر ، فالغزالي موكلا عن طريق الله أفتى بأن فودة هو مقتول لا محالة ، ولكن رأيه كان يجب أن يقتل من قبل الحاكم ، وليس من قبل العامة ، ويضيف الغزالي بفعل أكثر تعاسة وجبنا وهو ( .. نشره  بيانًا مساندًا لـ “محمود المزروعى” نائب رئيس جبهة علماء الأزهر والذى دعا بشكل صريح إلى قتل فرج فودة – قبل أن يهرب المزروعى إلى السعودية بعد عملية الاغتيال بشهرين تقريبًا –  وقد وقّع على بيان الدعم والتأييد لقاتل فرج فودة ، إلى جانب محمد الغزالى ، كل من :الشيخ محمد متولى الشعراوى ، ومحمد عمارة ، وآخرون من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ، وأعضاء الجماعة الإسلامية ، ومن جبهة علماء الأزهر .. ) نقل من نفس المصدر الأسبق  .. هذا الفكر الظلامي يبين لنا كيف أن الجماعات الأسلامية ، يشحنون ، يفتون ، يقتلون ، يساندون ، يشهدون مع القاتل ضد الضحية ! .

3. متى ينتهي التكفير وحكم الردة على المفكرين الذي طال قامات / أذا تكلمنا مصريا على أعتبار أن فرج فودة مصري ، فقد أفتى على المفكر د. نصر حامد أبوزيد ( 1943 – 2010 ) بالردة ، من قبل الدكتور عبدالصبور شاهين ، الذي أنكر الأمر لاحقا ! ( .. 15 عاماً ما بين خروج الدكتور نصر حامد أبوزيد من مصر إثر الحكم بردته وتفريقه عن زوجته ، ثم وفاته فيها بعد فترة مرض قصيرة لم تمهله طويلا ، في هذه الفترة التي شهدت في بدايتها حالة جدل شديدة لم تقتصر على مصر فقط بل امتدت عربياً وعالمياً خصوصاً بعد خروجه اختياريا إلى هولندا مع زوجته وزميلته في جامعة القاهرة الدكتورة ابتهال يونس ، كانت قصة التكفير أهم ما فيها ، فهي أشهر قضايا تكفير الكتاب في القرن العشرين ، إذ صدر فيها حكم قضائي نص على تفريقه عن زوجته بناء على دعوى حسبة اعتبرته مرتداً.. ) نقل من موقع العربية الالكتروني ، فراج إسماعيل وأميرة فودة / القاهرة . وكذلك كانت هناك محاولات بنفس المنطق / الردة والتكفير ، للمفكر الدكتور سيد القمني .

4. كان أسلوب فرج فودة ، يتميز بالبساطة الفكرية ، وممكن أن نقول أنه ” السهل الممتنع ” ، فأسلوبه  لم يكن نخبويا ، بل كان شموليا عاما موجها لأكثر طبقات المجتمع ، لذا كان حضوره الجماهيري طاغيا ، خلاف مفكرين أخرين  ، من طراز ” طه حسين الذي يتميز بأسلوب أكثر عمقا ، متبعا النهج الديكارتي / من خلال الشك يتوصل الى اليقين ” ، لذا وجب على الأسلاميون تصفيته ، خوفا من تغلغل أفكاره جماهيريا ، ومن ثم تسلل أفكاره لطبقة النخبة .

5. الهدوء والرصانة الفكرية والعلمية في طرح الفكر والحجج التي أمتاز بها فودة ورفيقه خلف الله ، جعلت المناظرة تذهب بنتائجها لصالحهما ، وهذا لم يرضي الأخوان ، لأن الجدل والمحاورة الفكرية ليست من أساليب الأخوان ، بالرغم من تأكيد القرأن عليهما ، كقوله تعالى ” وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم ” ( فُصِّلَت:34 ) وقوله تعالى ” ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ “(125  النحل) لهذا أعدوا له العدة لتصفيته ونسوا أن ” المفكر يموت ولكن الفكرة لا تموت “.

أحدث المقالات

أحدث المقالات