9 أبريل، 2024 1:08 ص
Search
Close this search box.

مسرحية الازمة السياسية

Facebook
Twitter
LinkedIn

اصبح الوضع العراقي كالمسرحية المملة ، التي تقمص فيها بعض السياسيون دور الممثلون الفاشلون فيها ، والشعب العراقي دور المشاهد المتململ من ما يجري فيها من احداث .

المشكلة ان ما يبث من سموم في مشاهد هذه المسرحية ، بدأ ينعكس على الجمهور الذي بدأ يعد العدة لانهاء هذه المسرحية بطريقته الخاصة .

المشكلة ان هؤلاء الممثلين لا يعلمون نهاية هذه المسرحية التي قد يوصلوا فيها الجمهور الى حد الانفجار ، الذي يضيع فيه (الاخضر بسعر اليابس) كما يقول المثل .

نعم … في هذه الصورة اتخيل المشهد العراقي بكل ما تحمله من آلام وتداعيات تنذر بخطر ، لم نشعر به نحن كعراقيين منذ زمن بعيد ، بعد ان تذوقنا حلاوة الهدوء والاستقرار النسبي بعد عام 2008 ، اذ ان هناك بعض مراهقي السياسيين الذين قادهم نحسنا بان يكونوا ممثلين لطوائفهم وتخليهم بكل بساطة عن هويتهم الوطنية العراقية التي فيما يبدو لا وجود لها في انفسهم الا بهويات الاحوال الشخصية الخاصة بهم .

هؤلاء هم انفسهم الذين يدعون الى استقلالية القضاء والفصل بين السلطات ، واليوم يأتون بكل وقاحة ويقولون ان القضاء مسيس ، ويريدون التدخل في السلطات … اي عقلية التي تريد ان تحكمنا ، واي اناس تسلطوا علينا .. اناس طائفيون لحد النخاع ، اججوا الشارع بدون اي ذنب لهذا الشارع ، ويريدون اليوم تأسيس دولة تنسلخ انسلاخا كليا عن القسم الذي اقسموه والمواثيق التي قطعوها فيما بينهم .

اسئل .. هل الشعب العراقي هو الذي شرع المادة 4 ارهاب ، او قانون المساءلة والعدالة ، ام انتم ؟ وهل اليوم فقط ادركتم ان هذه المادة وهذا القانون هما مورد استهداف لطائفة معينة ؟ لتأتوا اليوم وتهيجوا الشارع وتوصلوا الاوضاع الى حد كسر العظم ، واي عظم ؟ انه العظم الذي يربط السنة بالشيعة والكرد والتركمان وباقي طوائف الشعب العزيزة .

نعم .. ان هؤلاء يريدون ان يقسموا البلد ، ليس لانهم يريدون مصلحته ، انما يقسموه ليحكموا هم لا غيرهم ، فلوا كانوا هؤلاء مخلصين ، لكانوا غيروا النظام السياسي وتحويله من نيابي الى رئاسي ، اذا رأوا ان النظام النيابي لا يعجبهم وانه يؤدي الى صناعة دكتاتوريات كما يزعمون !!

او ان يحاولوا مصالحة شعبهم بدلا من ان يحثوه على الاقتتال فيما بيه ، بتشريع قوانين تخدم مصالحه وترفع من مستواه المعاشي ، كتطبيق منح حقه من واردات النفط ، وزيادة رواتب المتقاعدين ، والحرص على ايجاد سكن لكل فرد عراقي .. الخ .

الا ان هؤلاء لا يهمهم هذا الشعب ، بعد ان ذاقوا حلاوة الرفاهية ونظارة الوجاهة التي اتتهم على حين غرة بشكل لم تطيقه عقولهم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب