16 أبريل، 2024 5:04 ص
Search
Close this search box.

مسخرة ” المسحّراتي ” العراقي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس هنالك من لا يعرف أنّ كلمة ” مسحراتي ” مأخوذة من اللهجة المصرية  التي اشتهرت في الوطن العربي من خلال الفن او الأفلام والمسلسلات المصرية .
وحولّ السيد ” المسحراتي او السادة المسحراتيون ” الذي يوقظون الناس في وقت السحور , فوفقاً وحسب الأحياء والمناطق السكنية , فلا زالت مجاميع من الأحداث او الصبيان تقوم بالتجوال في المناطق والأزقّة وتقرع الطبول بصوتٍ عالٍ لإيقاظ الناس ” قسراً ” للسحور . وهذه المسألة غدت مصدر ازعاجٍ كبير للناس او لمعظمهم على الأقل , وهي لا تتعلّق بالجانب الديني او بالعبادة على الإطلاق , فهؤلاء الصبيان الذين فرضوا انفسهم فرضا ” لإيقاظ و حرمان ” الناس من النوم في وقتٍ واحد ! ودون أن يطلب أحدٌ ما او جهةٌ ما منهم القيام بذلك , فلا يثير اهتماماتهم أنّ هنالك البعض ممّن لا يصومون سواءً كانوا من المرضى او عدمه , ولا يكترثون ايضا وجود بعض العوائل من دياناتٍ اخرى كالأخوة المسيحيين او الصابئة او غيرهم , فعليهم ان ينهضوا ” بقوة الطبول ” من اعز ساعات نومهم وسواءً اعجبهم ذلك أم لم يعجبهم .!! , والى ذلك فليست هنالك مشكلةٌ عند ” المسحّراتية ” أنّ بعض او كثير من الناس يتناولون وجبة السحور قبل أن يخلدوا الى النوم بدلاً من النهوض في ساعةٍ متأخرة لذلك , ولكن يتوجّب عليهم الإستسلام لأصوات الطبول المدوّية شاؤوا أم أبوا .
 كما واذا ذهبنا الى ابعد من ذلك , فكلُ امرءٍ يختار الوقت او الساعة التي تناسبه ليفيق من نومه ويبدأ عملية السحور بهدوءٍ مبرمج حتى تحلّ وتطل لحظة الإمساك , لكنّ قانون ” المسحراتية ” الصارم والذي لا يتساهل ولا يجامل ولا يراعي هو الذي يحدد لحظة النهوض الأجباري وفق هواه او وفق هوى الصبيان المؤمنين . . لن نأتي بجديدٍ هنا إذ نقول أنّ هذه الحالة اي حالة الإيقاظ القسري هي قمّة التخلّف والفوضى الأجتماعية وافتقاد الضوابط , كما أنّ كافة المواطنين على دراية كافية ومطلقة بأنّ هؤلاء الصِبية لاهدف لهم من وراء ذلك سوى جمع مبالغ من الأموال كجبايةٍ يأخذونها من كلّ بيت او من كلّ عائلة في نهاية شهر رمضان , وعلى الجميع ان يكونوا ضحايا لذلك , ضحايا عرقلة الساعة البيولوجية في جسم الأنسان المتعلّقة ببرمجة ساعات نومه من الناحية الصحية على الأقل .
  إنّ الزمن الحالي هو بالتأكيد ليس كما كان قبل اكثر من نصف قرنٍ من الزمن , فكلّ شخص بوسعه استخدام ” المنبّه ” في جهازه النقّال او الجوّال او المحمول , او حتى منبّه الساعة التقليدي لكي يحدد الوقت الذي يناسبه لينهض ويقوم بمراسم السحور الغذائية والعبادية دونما حاجةٍ على الأطلاق للسادة المراهقين ” المسحّراتية ” والجميع يعلمون ذلك , ولكن لا أحدَ بوسعه ان يعارض وكأنّ المسألة تُعتبر تجاوزاً على الدين .! , كما لا توجد جهةٌ مسؤولة تتفهّم ظاهرة الأزعاج الأجتماعي هذه , فالى اين المشتكى .!؟
   إنَّ النقدَ الحاد الشديد لا يُوَجّه الى اولئك الصبيان الذين يقلقون راحة الأنسان على مدى شهرٍ كاملٍ من السنة , لكنّما اللوم الأشد ينبغي توجيهه الى اولياء أمور ” المسحراتية ” وعوائلهم بسبب تركهم اولادهم يجوبون الشوارع والطرقات بعد منتصف الليل ويسببون ما يسببون للصائمين وغير الصائمين , وبهذا الصدد فعتابٌ كبير يوجّه الى وسائل الإعلام المختلفة لعدم تعاطيها وتعاملها وتجاهلها لهذه الظاهرة المتخلّفة .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب