23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

مسخرةٌ السياسة الأمريكية في العراق .!

مسخرةٌ السياسة الأمريكية في العراق .!

1 – على الرغمِ منْ أنّ مصير العراق , ومستقبل العراق , وحتى إعادة تشكيل العراق بالشكلِ الذي يُرادُ له أنْ يتشكّلْ .! قد صار يرادُ له ” دبلوماسياً ” لأن  يرتبطُ < عِبرَ الإعلام > بالمدعو ” جو بايدن ” الذي اضحى بقدرةِ قادر نائباً للرئيس الأمريكي , وهو الشخص الذي يظنُّ نفسه يرسم ويقرر مصائر الشعوب والدول ” وذلك خللٌ بائن في الإتّزان الفكري ” لكلِّ مَنْ خالَ نفسه كذلك – وكأنَّ العراق ليس كياناً اساسياً في الأمة العربية وفي الشرق الأوسط , وكأنّ العراق ايضاً ليس اقدم من امريكا بنحو 10000 آلاف عام , ودونما سردٍ وخوضٍ لتأريخ العراق الذي كان يدرسهُ بايدن في مدرسته حين كان تلميذا صغيرا , ولعلّه لمْ يُركّز أنَّ لا هولاكو ولا مرادفاته تمكّنوا من تقسيم العراق رغم تباين الظروف الزمنية والسياسية
  كلّنا نتذكّر كيف أنّ ” بايدن ” هذا , وحين كان خارج السلطه , وكانَ نصف او ربع مغموراً على كلا الصعيدين الإعلامي والسياسي العالمي , وشقّ طريقه عبر تبنّي نهج التطرف وِفقَ مقولة ” خالف تُعرَف ” وذلك بالتناغم مع ميوله الصهيونية ,  نتذكّرهُ جيدا كيفَ ضَخَّ وروّجَ وهيّجَ الإعلام لفكرة تقسيم العراق الى اقاليمٍ , وكيف ايضا تحرّج من مشروعه وابتلعَ الصمت حين جرى تعيينه نائبا للرئيس الامريكي .. والآن : وبعد سنوات التشرذم السياسي ومضاعفاتها الحالية التي يشهدها القطر , فأنّ اوباما لمْ يُعلنْ , ولا زوجته ميشيل قد صرّحَتْ .! وحتى مستشار الأمن القومي الأمريكي قد تَطَرّقَ او تفوَّه , بل والأهم انّ لا وزارة الخارجية الأمريكية ولا السفارة الأمريكية في بغداد قد طرحتا مشروعاً لتجزئة وتقسيم العراق الى 3 أقاليم , ولأنّ جميعهم لا يستطيعون مناقضة تصريحاتهم الرسمية حول الحفاظ على < وحدة العراق .!! > لكنهم جميعا متفقون جميعا ” فكريا وحسابياً ونفسياً ” على عكس ذلك .! , فقد إبتكرتْ الدبلوماسية الأمريكية ابتكارا جديدا يدلّ على ضحالة التفكير وتدنّي مستواه , ويدلّ ايضا ويعكس الأستخفاف بالشعوب والرأي العام ولا سيما في العراق , إنّ آخر ما توصّلت له الدبلوماسية الأمريكية .! هو انْ تدع ” جو بايدن ” هذا , ليكتب مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز يدعو فيه الى مشروعه السابق الى تقسيم العراق وتفكيكه .! وهنا تتداعى وتتوالى اسئلةٌ تلو اسئلهْ : هل يجوز لنائبِ رئيسِ دولةٍ كبرى انْ يكتب في اهمّ صحيفةٍ امريكية ما يُخالفُ به سياسة بلده .؟ ثمّ : مَنْ ذا الذي قال للأمريكان انّ اللعبة غير مكشوفة , ولا مستورة , بل وعارية . وهل ظنَّ المسؤولون الأمريكان أنّ الرأي العام العربي والعراقي لم يلحظ وبعناية أنّ ايّاً من مسؤولي الأدارة الأمريكية لمْ يعترض على مقالة بايدن , بل لمْ يُعلن احدهم او من اقاربهم بأنها تُمثّل رأيه الشخصي .! < علماً انه من غير الجائز لا بروتوكوليا ولا رسمياً أن يُعرِب ويُعبّر ويعرض ثاني مسؤولٍ في الدوله بآراءٍ تخالف وتناقض سياسة دولته > , ثمّ ايضا : هل ظنّ كبار المسؤولين في الأدارة الأمريكية بأنّ الأجواء التمهيدية لمقالة بايدن ومتطلّبات اللعبة لم تكن ظاهرةً للعيان عِيرَ تحريك داعش في شمال العراق لكي تنهمر شحنات الأسلحة من دول اوربا وامريكا ذاتها لتهيئة الأعلان عن الجزء الأول الذي سينفصل عبرَ مشروع التقسيم , أمّا القسمين الآخرين من مخطط التقسيم فهما اوضح من شمس الظهيرة في فصلِ صيفٍ عراقي .! وما اكثر جنود الشطرنج وآلات التنفيذ البشرية في المنطقة في هذه الأيام .!!
  ولكننا نقول , وفي اسوأ الأحتمالات , بأنه لو حدثَ سيناريو التقسيم هذا في المستقبل المنظور , فأنه كما للحياةِ سُنّه , فأنَّ للتأريخِ سُنّةٌ ايضا , وكذلك لمصائر الشعوب , والأمثلةُ كثار , فالمانيا عادت لوحدتها , وامريكا التي احتلتها بريطانيا اولاً عادت لكيانها , وسيتلاشى بايدن عاجلا أَم آجلا كما تلاشوا موسوليني وهتلر وجنكيز خان والأسكندر المقدوني وغيرهم.