“إن إسرائيل دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بإرادة شعبها ولا تخضع لضغوط من الخارج بما في ذلك من أفضل الأصدقاء، في إشارة إلى الولايات المتحدة”.
هذا التصريح هو تغريدة لنتنياهو يوم الأربعاء الماضي بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لن يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض في المستقبل القريب.
لم تقف حرب التصريحات عند هذا الحد فقد قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء: “إسرائيل ليست نجمة على العلم الأمريكي، نتوقع أن يفهم بايدن هذه النقطة”.
وأضاف: “في حين أن إسرائيل تقدر النظام الديمقراطي هناك، فإن هذه المنطقة بالتحديد هي التي تحتاج إلى فهم أن إسرائيل دولة مستقلة”.
وقال وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار، في تغريدة مساء الثلاثاء حذفها لاحقاً: “من المحزن أن يقع بايدن ضحية الأخبار الكاذبة من إسرائيل، حول التعديلات القضائية”.
الخلافات بين نتنياهو والإدارة الأمريكية تعود لفترة أوباما والذي وصل في سنة 2010 إلى استدعاء سفير الكيان بعدما أعلنت إسرائيل عن بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية حول القدس خلال زيارة قام بها جو بايدن عام 2010، عندما كان نائباً للرئيس أوباما، وقد وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون خطوة إسرائيل بأنها “إهانة”.
ولكن كان لإدارة ترمب رأي آخر في العلاقة والتي وصلت بها إلى مستويات عالية من التأييد لإسرائيل، ومع عودة الديمقراطيين للحكم اختلفت الأمور.
مع بدء حكومة نتيناهو الجديدة بدأت علائم التوتر مع إدارة بايدن والتي كانت واضحة في تأخر بادين في تهنئة نتنياهو على غير عادة الرؤساء الأمريكان، ملفات كثيرة أصبحت محل خلاف منها الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية الأوكرانية والموقف الإسرائيلي من ملف إيران النووي وتهديداتها المستمرة باحتمال التصرف منفردة وتحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف والذي لم تحبذه الإدارة الأمريكية وأبدت رغبتها في عدم ضم بعض الإسماء لحكومة نتنياهو ولكن الأخير ضمهم لحكومته.
زادت حدة التوترات بعدما أعلن الائتلاف الحاكم في إسرائيل خطته لإضعاف المحكمة العليا والمؤسسات الديمقراطية الأخرى فيما يعرف بخطة الإصلاح القضائي التي فجرت موجة التظاهرات غير المسبوقة في إسرائيل والتي لازالت مستمرة للأسبوع العاشر على التوالي والتي صدرت بشأنها ولأول مرة اتهامات من مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بأنه قد يكون هنالك دور لإدارة بايدن في تفجير الأوضاع في إسرائيل!
ومما زاد الطين بلة تصريحات سموتريتش التي اعتبر فيها أن الشعب الفلسطيني كان “اختراعا” ولا وجود له والذي أدانته الإدارة الأمريكية.
وفجرت الأوضاع أكثر مصادقة الكنيست على إلغاء قانون “فك الارتباط” والسماح للمستوطنين بالعودة لمستوطنات شمال الضفة التي أخليت عام 2005، والذي على أثره قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستدعاء سفير الكيان في إجراء نادر يحدث للمرة الأولى منذ 12 عاماً.
من الصعب التكهن بالمسارات التي سيسير فيها مستوى التوتر فالعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل علاقة مميزة وبينهما روابط كثيرة ولكن الوضع الداخلي الأمريكي والأوضاع العامة في العالم سياسياً واقتصادياً وأمنياً بسبب الصراع مع روسيا والصين وإيران والوضع الداخلي الإسرائيلي والصراع الكبير بين اليمين الحاكم واليسار المعارض والمشاكل الداخلية الأخرى في إسرائيل قد توصل التوتر لمستويات غير مسبوقة.