صرح رئيس الوزراء نوري المالكي أمس انه سيبني لأهل الانبار أحياءا جديدة ،تعويضا لهم عن الأحياء التي دمرها القصف الوحشي بالصواريخ والبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة والطائرات من قبل جيشه وقواته وأجهزته الأمنية وميليشياته الطائفية،هذه الأحياء الجديدة هي بمثابة مستوطنات يسكنها أهلها الجدد ممن سيرسلهم إليها المالكي من العوائل الإيرانية الفيلية المهجرة وغيرهم من الميليشيات التي قاتلت في الانبار لأهداف طائفية بعيدة المدى وزرع فتنة طائفية للمد الطائفي التي تعمل حكومة المالكي وبتخطيط إيراني فرضه بالقوة على المحافظات المنتفضة الرافضة سياسة المالكي الطائفية ،وكما يحصل هذا واضحا في نينوى(تسمية مدرسة الخميني في ناحية برطلة) وتلعفر وسامراء وديالى وغيرها ،تماما كما فعلت الأحزاب الكردية في كركوك ،بداية الاحتلال وما زالت لتغيير ديموغرافية كركوك وجعلها (كردية ) وهي عراقية لا كردية ولا عربية ولا تركمانية ،إذن هناك مخطط أصبح واضحا لكل من كانت على عينيه غشاوة طائفية او عنصرية قومية أن المخطط ألتقسيمي على الأسس الطائفية والقومية والاثنية للعراق ،أنفضح الآن على يد الأحزاب الطائفية والقومية التي من مصلحتها أن يتقسم العراق إلى طوائف ودويلات قومية وعرقية وطائفية وتنصيب أمراء الحرب عليها ملوكا وأمراء خسئوا ،ولكن لنعد إلى مخطط المالكي الاستيطاني في الانبار ، ونقول لماذا في هذا الوقت يعلنه المالكي ،وماهي أهداف هذا الإعلان ،وما موقف حلفاؤه الغادرين في حكومة الانبار المحلية ،يقنا من يهن يسهل الهوان عليه فحكومة الانبار هي إحدى أدوات المالكي في الانبار ،بغض النظر عمن يقاتل في الانبار ،ولا نختلف عليه هناك حرب واعتداء وحشي على الانبار وأهلها وهناك مخطط لتدميرها بحجة وجود (داعش) على أرضها ،وهي حجة مفضوحة دحضها الواقع والإعلام ،وبانت كذبة المالكي وارتدت عليه، وعلى قواته المنهارة التي قدمت آلاف الضحايا وعشرات الطائرات، دون ان تستطيع حسم المعركة هناك بالرغم من شنها أكثر من أربعين هجوما (عزوما )باربع فرق عسكرية وطائرات وراجمات ومدفعية ثقيلة وميليشيات ،اذن نوايا المالكي التي أعلنها ويتباكى بها على اهل الانبار ويريد ان يعقد لهم مؤتمرا للمصالحة وانهاء الازمة وبناء احياء جديدة لهم (هو اعتراف بتدميرها)،وتخصيص اربعة مليارات دولار ،هي نوايا مخطط لها من قبل وتم تنفيذها لغرض توطين من سيجلبهم اليها من العوائل الايرانية المهجرة في الانبار اولا وثانيا لان الانبار هي رأس النفيضة في مواجهة المشروع الصفوي التوسعي في العراق ،وتركيع أهلها يعني نجاح هذا المشروع ألصفوي في العراق كله،وثالثا هو الثأر من أهل الانبار لموقفهم الوطني إبان أحداث صفحة الغدر والخيانة وتسميتهم من قبل قيادة العراق(المحافظة البيضاء)،هذه هي أسباب توطين المالكي في أحياء جديدة تعويضا عن التي دمرها الجيش هناك ،أما موقف حكومة الانبار من حلف الغادرين فهو موقف التابع الذليل لسيده ،بل والداعم له ولا غرابة فالخيانة ليست وجهة نظر هي موقف يتخذه الأدنياء ضد وطنهم ،ولكن هل يقبل أهلنا في الانبار إبدال أحيائهم وترك بيوتهم المدمرة ،بأحياء المالكي ومستوطناته ،يقينا من خبر اهل الانبار يعرف الجواب،فمن يقاتل منذ خمسة أشهر ترسانة أمريكا وأسلحتها وصواريخها ومدفعيتها وراجماتها ،وميليشيات إيران ،لا يقبل بمستوطنات حقيرة يبنيها لهم المالكي على مزاجه ،فأهل الانبار من الكبرياء والأنفة والذكاء ما لم يستوعبه عقل المالكي وأسياده في إيران،فمن الغباء أن يعرض المالكي مثل هذا العرض المهين المفخخ بالطائفية العفنة ،التي يرسلها لهم مع صواريخه وبراميله التي كتب عليها شعاراته الطائفية وهوسات جنوده المرعوبين عند إطلاق قذائفهم على الفلوجة وصيحاتهم المهووسة الطائفية الكريهة ،وهو يعرف تمام المعرفة رجولة وكبرياء وبطولة وكرم وشجاعة أهل الانبار ،هذا العرض البائس جوبه بالاستهجان والسخرية من هل الانبار قبل العراقيين ،وتم قبره بلحظته ورفض رفضا قاطعا من ثوار وعشائر الانبار وتعبروها اهانة لهم ولشهدائهم وقالوا البيوت يعوضها المالكي باحياء ولكن كيف يعيد لنا شهدائنا الذي قتلتهم صواريخه وبراميله وطائراته ومدفعيته وميليشياته ،هذا هو رد أهل الانبار على (مكرمة المالكي) في بناء مستوطنات بديلة لأهل الانبار ، هكذا يقتل المالكي القتيل ويمشي بجنازته كما يقال ،المالكي الآن في ضعف حالاته ومتورط إلى أذنيه في الانبار ولا يستطيع التخلص من هذه الورطة لو بنا لهم مدنا بأكملها وليست أحياء،هذا من الجانب العسكري،ومن الجانب السياسي فهو في حالة انهيار بعد رفض شركائه في التحالف الشيعي(الوطني) لإعادة تنصيبه لولاية ثالثة رغم فوزه بأعلى المقاعد تزويرا،فالشركاء والكتل كلها أجمعت على رفضها للولاية ،رغم الضغوط الدولية والإقليمية ،وهذا يعني إن المالكي بات بحكم المؤكد لن يبقى رئيسا للوزراء في الولاية الثالثة ،بالرغم من إذن لا نعول أبدا على من يأتي بعده ،فكلهم نتاج مصنع واحد هو الاحتلال ،ولكن من باب أن بعض الشر أهون ،وعليه لا توجد مستوطنات مالكية في الانبار، ولا نجاح لمؤتمر(وطني) في الانبار ،الانبار تكتب تاريخ الأمة والعراق من جديد في مواجهة الطغيان الطائفي والمخطط الامريكي- الإيراني في العراق ،وهذا هو مجدها الآن وفي المستقبل بأنها حافظت على وحدة وتماسك العراق من التجزئة والتفتيت والتفكك وإجهاض مشروع بايدن اللئيم.