18 نوفمبر، 2024 1:31 ص
Search
Close this search box.

مستقبل ذي قار، الوصل بـ “علي” وأفعال معاوية !!

مستقبل ذي قار، الوصل بـ “علي” وأفعال معاوية !!

لربما  تكون لغة المصالح هي المبدأ الفاعل في السياسة حول العالم، حيث ُ تعتمد تلك السياسات على مقولة ميكافيلي الشهيرة، فالغاية تبرر الوسيلة، ولذا فأنك ستجد ان القوى السياسية مهما كانت توجهاتها، فأنها ميكافيلية بمستوى معين.

ولكن هل يمكننا ان القول بأن القوى السياسية الإسلامية وخصوصاً الشيعية، وبالرغم مما تصدع رؤوس انصارها به من مقولات عن الثوابت والمبدئية الاسلامية وغيرها من الشعارات الرنانة، الا ان افعالها تنطبق انطباق الحذو للحذو كما يقال مع كل ما اورده ميكافيلي ومن قبلهِ معاوية من حيل والتواءات وتوظيفات للقداسات والمقولات المثالية، في سبيل الكسب السياسي.

أسوق هذه المقدمة لأعرج على ما جرى منذ مطلع العام الحالي، ولغاية الآن في ذي قار كنموذج حي على ميكافيلية التيارات الحزبية الاسلاموية، وكيف أنها تدعي وصلاً بعلي، وتمارس خطى معاوية، فالكل يعلم ان قوى الائتلاف المعارض بشقيه المجلس الأعلى والتيار الصدري، وبرئاسة شكلية من عضو الحزب الشيوعي، كانت ترفع شعارات المعارضة البراقة، وتنوح على مبكى مصالح  المواطن، الا انها من ان تمكنت من استمالة بعض ائتلاف ابناء ذي قار، لغاية ضيقة ومصالح فئوية حتى تنكرت لكل تلك الشعارات، وصار مبدأ الضم بغض النظر عن التهم، هو سيد الموقف، فمثلاً حزب الفضيلة الذي كان يسيطر على الشق الاهم في الحكومة، واعني به الشق الفني، وعلى الرغم من كل الاتهامات للمعاون الفني لمحافظ ذي قار بالفساد والمحسوبية والرشى، وكذلك لرئاسة الدائرة الفنية في مجلس المحافظة، الا ان هذا الحزب وتحت شعار مع السلطة ادسم، قفز الى جانب تلك القوى التي فتحت ذراعيها بقوة لاحتضان عناصر هذا الحزب لتمرر الصفقة بتقاسم كعكة المحافظة، وتوزيعها بين تلك الاطراف المتغانمة.

مرت الصفقة تقريباً، واتضح ان المعارضة بكل شعاراتها لم تكون سوى ظاهرة صوتية، تبكي على السلطة، بدموع المواطن، وتنوح على فقدانها المصالح، وما ان تمكنت حتى كشرت عن انيابها الفاسدة، منذ 2003، وهي تنهب المواطن نهاراً جهاراً، تحت غطاءات المرجعية وحقوق الشيعة، وغيرها، فيما ينام قادتها على وثير السلطة.

ان ما سُمي بمستقبل ذي قار، ما هو الا غطاء لتمرير صفحة اخرى من صفحات الفساد والمحسوبية وإعادة المحافظة لبيت الطاعة المجلسي – التياري، بعد ان انشغلاً بتقاسم المصالح، فيما يقود الشرفاء معارك الدفاع الوطني المقدس، ولكن عليهم ان يبدؤا بجردة حساب سريعة ليكتشفوا  ان ما غنموه هزيل، حين اضاعوا الوطن.

أحدث المقالات