11 أبريل، 2024 6:16 م
Search
Close this search box.

مستقبل الصحافة في العراق ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان من المتوقع لمستقبل البلد في أذهاننا ان تكون صورته ابهى وأجمل من الواقع بكثير .. وربما توقع البعض ألاسوأ ، ولكن لم نكن على دراية بان ينحصر القلم والفكر بأيدي الجهلة والنصابين والمتسلقين الجدد .
حقيقة الامر المفجع هو عندما تفكر في أن يكون الأدب والكلمة بأيدي الطارئين والرجعيين ، والأكثر خوفا ، هو ان تراه أمامك وتخشى او لا تبالي بنقده او تغييره ، كل هذا جاء من الفراغ الذي خلفه الاحتلال ومن جاء على الدبابة الأمريكية ، حيث أعطوا لكل شيء طابعه وعطفه على المناصب المجانية الاخرى او ما يعرف بالصعود السريع ، وبات المتسلقون يتملقون ويسجدون تحت أقدامهم لأجل المنصب وتحقيق الغايات الغير نزيهة ، والتي لا تصب إلا في خانة المصالح الشخصية .
وأصبح الأمر واقعا وكانت أرادة هؤلاء الجهلة في السيطرة على كل شيء ينبض بالحياة في البلد وتحويله بصيغة دينية وطائفية ورجعية ، حتى وصلوا إلى الفكر والأدب والفن ، الذي بات مهددا منذ لحظة أن تكلم الأديب والفنان العراقي حتى قبل المرجعيات الدينية والسياسية ، وقال ؟؟ أن هذا احتلال ، فبات الأمر خطير منذ تلك اللحظة ، وصار أمر الثقافة في العراق شبه المحسوم بتحويله إما تبعية سياسية دينية ، او دينية طائفية ، وبالتالي محو الفكر من الأدمغة التي تحمله ، حيث ثقافة التهجين كما يحدث في دول كالسعودية وإيران ، وكانت أمريكا من خلال إذنابها في البلد سريعي الخطوات في تصدير ثقافة الرعب للكلمة والفكر والحضارة ، وكانت النتائج كارثية .
فقبل عدة أيام قدم لي صديق في محافظة البصرة دعوة للحضور والاستمتاع بأجواء المدينة التي كانت حاضنة وعلى مر التاريخ للشعر والأدب والثقافات المختلفة التي مرت بها المدينة ، وانا بدوري لبيت الدعوة ، وبعد وصولي المدينة وأثناء تنزهي في شارع يدعى الجزائر ، ظل يكلمني عن الوضع الاقتصادي والسياسي والثقافي للمدينة ، وتطرق لموضوع الصحفيين والأدباء في المدينة ، ولا اخفي عنكم فهو صحفي معروف ، فقلت له يا سيدي ( بعد شتريد وزعولكم قطع أراضي ) ، فضحك ضحكة طويلة بعد ان نظر إلي مباشرة قائلا ، ( أنت مخبل ينطوني ) ، فقلت له لماذا ؟؟ لا يعطوك ، أجابني بأننا في العراق وليس في أوربا ، وأنا لم احصل على هوية النقابة حتى اللحظة ، ففي الحقيقة ان نقيب صحفيي البصرة ، وهو شخص كان يعمل مفوض شرطة في مكافحة أجرام العشار ، ولا يمت للصحافة بصلة بتاتا ، ولا يستطيع ان يكتب كلمة استفهامية واحدة ، فتعجبت من أمره وقلت له وكيف وصل مثل هذا الشخص ، لمثل هكذا مكان مهم في عصب التوجه الإعلامي للبلد ، أجابني قائلا ، انه جاء بتوصية من حزب (…؟) في العراق واتفقت عليه عدة أحزاب اسلامية حينها ، وكأن الصحافة في المدينة والعراق هي تبعية سياسية دينية ، وبات الأمر واقع بعد تثبيته من قبل الرئيس السابق للنقابة السيد التميمي رحمه الله ، وجاء خلفه حيث كان وضعه هو غير طبيعي في الدخول لهذا المجال واقصد ( اللامي ) ، الذي أحب ان اذكر لكم طرفة حقيقية عنه ، حيث في احد الأيام تعطلت سيارتي في بغداد ، فذهبت الى كراج للتصليح ،فأخبرته عن العطل اي ( الفيتر ) ، وبعدها رن هاتفي وأجبت الاتصال وكلمت احد الأصدقاء بخصوص الصحافة ، حينها فاجأني بالقول أنت صحفي فقلت له كلا ولكن اعرف بعض الأشخاص بهذا المجال ، فقال لي انا صحفي وابرز لي هوية النقابة التي لم يحصل عليها صديقي في البصرة وغيره من الصحفيين المعروفين في المدينة المبدعة ، ولم يحظ بقطعة ارض أو أن تشمله مكرمة المالكي للصحافة والأدباء التي وزعت على أشخاص ليس لهم علاقة لا بالأدب ولا بالصحافة ولا بالإعلام ، ولا بالقراءة والكتابة ، فضحكت ولليوم أنا اضحك عندما أتخيل الأخ اللامي وهو يختم ويوقع على هوية نقابية لشخص كان يجب أن ينتمي إلى نقابة ( الفيترية ) إن وجدت ، وليس الى مقام رفيع كنقابة الصحفيين … أنا اعتقد أن على اللامي وحيدر المنصوري أن يستحوا ويقدموا استقالتهم لو كان فيهم قطرة دماء ، لأنه من العيب والخجل ان أضع نفسي في مكان وانا أعرف ان الجميع ( يتهامس ) في حديثه المضحك عني ، وانا أقف بين هذه الناس كالأبله .
اذن لا باس ان يتدارك اللامي هذه المهزلة وياتي الى البصرة ليسأل عن ركائز الصحافة ويتحرى بنفسه عن هذه الاسماء المنسية ؟؟ او التي يتناساها الاخرون .
فكيف ؟؟ يمكن لنا ان نعيش حياة طبيعية بعد الذي رايته في هذا البلد المسكين ، والشعب السكران .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب