_توماس فريدمان..يتوقع..حرب على الأبواب بين إسرائيل وإيران، بعد أن تمنح إسرائيل حرية التعامل مع إيران..وهذا..خطر كبير على منطقة الشرق الأوسط!
_هنا يأتي الخبر الجديد..هو موضوع دخول قوات عربية إلى سوريا يكون ضمن المخطط!
_الحرب هي التي ستحل كل مشاكل المنطقة وتفرض واقع جديد يرغم الجميع على القبول به..لكن.. لااحد يتكهن في معرفة نتائج الحرب وتوسعها وآثارها المدمرة؟
_النتيجة..التقسيم واقع وهدف أساسي ..وسينتج عنه الحرب الإقليمية المتوقعة أو اتفاق كبير بين الدول..الموقف حاليا.. يتعلق بمايجري تحت الطاولة من تفاهم؟
_المؤامرة كبيرة..وتقسيم العراق ليست اليوم..بل..مخطط له من قبل عام 2003 وهناك بعض الدول العربية أكبر داعم لهذا المخطط!
_هناك مسارين فقط..مسار سياسي ومسار عسكري، لابد من تغليب أحداهما!
لكن الحقيقة هي؟
قوانين الأشياء لا تسمح أن تستقر الشواذ والتناقضات في كيان لا ينسجم معها..ولذلك تحدث الحركة بفعل التنافر والتضاد في عملية خلق استقرار أو انسجام فيما نسميه الواقع. الحرب رغم بشاعتها تعتبر من الوسائل التي تنتج الحل عندما تتعقد الإشكالات وتعجز العقول عن ايجاد صيغة لمعادلة مقبولة من خلال السياسة. وفي خضم التشابك القائم حاليا.. تعتبر امريكا موضوع التقسيم من أهم المشاريع التي وضعتها للمنطقة، ومما لا أحد يعلم به أن شرط الانسحاب الامريكي من العراق تضمن الموافقة على تقسيمه وفق مخطط وضعته الإدارة الأمريكية..وقد..تم الاتفاق عليه بين أمريكا وإيران وبموافقة بعض دول الخليج ووقع عليه كبار الساسة ممن يديرون العملية السياسية في العراق..بضمنهم..الحزب الإسلامي واياد علاوي والاكراد وجميع القيادات السنية والشيعة بمختلف أحزابهم.
المهم..إن التقسيم تم جعله واقعا على الأرض سواء في سوريا أو العراق..ثم..يليه تقسيم لكل المنطقة وفق خطوات أخرى.
لكن السؤال..متى ولماذا التأجيل؟
في قرأة الواقع السياسي العراقي، تمثل التنظيمات المسلحة في المناطق الغربية العائق الأول وأهم سبب في تأجيل قرار التقسيم..لكن..ليست المقصود بالتنظيمات الإرهابية المجرمة اللقيطة مثل،داعش والقاعدة..فهؤلاء..عبارة عن أدوات أمريكية وإيرانية يكمن من خلالها تنفيذ أجندة التقسيم، سيما أن اللعبة مكشوفة، إيران تستخدم الدعشنة أو القاعدة على كل فصيل مسلح ضد مشروعها التوسعي في العراق، حيث أن كل قوة مناهضة للمشروعين الأمريكي والإيراني متهمة بالإرهاب، بينما داعش الحقيقي هو تنظيم استخباري تديره امريكا.
ماهو القادم؟
القادم سينفذ ضمن مشروع الحل الشامل الذي تجري حوله مباحثات سرية بين الدول الكبرى، بيد أن تكون سوريا والعراق في(سلة واحدة)..ولديهم خطط واستراتيجية في هذا الموضوع، ولم تتضح خطواتهم لحد الآن..لأن.. روسيا وإيران تعرقل المخطط، أما بالنسبة لتركيا، فالسلطان العثماني المزعوم يلعب على كل الحبال. وفي النتيجة أما أن يتوصلون إلى اتفاق كامل يلبي الشروط وأما أن يذهبوا إلى الحرب! في الوقت ذاته علينا أن نعترف بأن هناك وساطات دولية تحاول تأجيل حتمية التصادم والذهاب إلى حرب إقليمية لإعطاء فرصة من أجل الوصول إلى حل سياسي.
أما قضية المحور الروسي الايراني فهي؟
في الحقيقة لايوجد اصلا حلف بين روسيا وإيران..وكل..مايربطهما مصالح مشتركة في سوريا وبعض العلاقات الاقتصادية.
روسيا عندما دخلت سوريا كان هدفها الضغط على أمريكا واوربا في ملفات أخرى تخص اوكرانيا وغيرها. ومن الطبيعي روسيا لاتريد أن تخرج من سوريا بدون تحقيق أهدافها..والف باء العلوم السياسية تقول ان الروس لديهم مشاكل كثيرة مع أمريكا والغرب، وتحاول تصفيرها على حساب سوريا، لاسيما أن روسيا تستخدم إيران في هذا الموضوع..ومتى..تتحقق أهداف روسيا ستترك إيران. لقد خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل فترة وصرح علنا..إذا ماتعرضت إسرائيل لأي عدوان عسكري ستكون روسيا إلى جانبها..وهذا تدركه إيران وتعي جيدا ماهو الموقف الروسي. في الجانب الإيراني..إيران تراهن على قوتها ورصيدها المتقدم من الميليشيات وخصوصا في لبنان وحماس في غزة وحشود الميليشيات في سوريا وقوات بشار الأسد. وإذا تطورت الأمور لديها صواريخ تهدد دول الخليج والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.
أخيرا…الأمريكان يكذبون بكل شيء..وانهم يخشون انهيار العملية السياسية في العراق..ولاتريد امريكا أن تعترف بالفشل..وسياستها المجرمة في أن يبقى العراق مدمرا متخلفا..لأن..الديمقراطية الأمريكية عنوان للفساد والإرهاب وجرائم الإبادة..وكل ماجرى من فوضى وسلب ونهب وقتل وتهجير كان مخطط له أمريكيا وضمن منهجية، يجب وضعه في سياق تناول احتمالات الحرب الأهلية…
بقلم..الكاتب والباحث السياسي