الحشد الشعبي الوليد الشرعي لفتوى الجهاد الكفائي, والركيزة الأساسية لإنقاذ الوطن والمقدسات من الإرهاب, ولولا ما كان موطن اسمه العراق.
وبعد عام كامل على انطلاقته, اثر الفتوى التاريخية, أعقاب سقوط الموصل, وتهديدات داعش لبغداد ومدن المقدسة, لبى آلاف العراقيين نداء الإمام السيستاني, بالتوجه لساحات الجهاد, عبر السرايا القتالية ليحققوا بطولات رائعة, بتحريرهم مدن حزام بغداد (الضابطية والبو عيثة والضلوعية) وديالى وجرف الصخر وبلد وآمر لي وبيجي, ليأتي تصنيف ابرز مراكز الدراسات الأمريكية, بأن الحشد الشعبي هو رابعة أقوى قوة قتالية في العالم, حيث تأتي القوات الخاصة للبحرية الأميركية نيفي- سيل في المرتبة الأولى, وفرقة “إلفا الروسية” في المرتبة الثانية, وفرقة ايكو- كوبرا النمساوية في المرتبة الثالثة, والكل يعرف أن الحشد الشعبي لم يكن مستعد للقتال قبل 13- حزيران, إذ لم يكن لديه تدريب كافي ولا مجهز لوجستياً, ولم يستلم حتى رواتب لأشهر عدة, ألا أن هناك إرادة غير منظورة, هي التي تميز بها هذا الحشد المقدس, وهي؛ الإيمان بالله والقوة العقائدية, وفيهما سطر ما لم تحققه جيوش مستعد للحرب لسنوات.
ألا أن ما ينظر له في مستقبل الحشد الشعبي, هو وجود عدة ملاحظات أهمها؛ تعدد القيادات الميدانية, وكثرت الرايات القتالية, وهذا خلاف توجهات المرجعية الدينية العليا, حيث أخذت هذه الظواهر تربك القرارات داخل هيئة الحشد الشعبي, مما يؤثر سلباً عن معنويات المجاهدين في ساحات القتال, وأيضا ازدياد حركة تلك الفصائل في العاصمة بغداد والمدن الآمنة, والعبث بآمن المواطنين العزل والاستهانة بتطبيق القوانين العامة, ما يتعارض مع القوانين الحكومية, التي تحمي أرواح الناس وممتلكاتهم, ناهيك عن الإساءات من خلال التجاوز على التجهيزات العسكرية واللوجستية, مما يؤثر على قوة وتماسك المتطوعين أنفسهم, الذين يعملون بالتكليف الشرعي, غير مبالين للتحذيرات الأسبوعية للمرجعية العليا, بعدم انجرار وراء أهواءهم وغاياتهم الشخصية, لذا بات ضروري انتباه الجميع لما يحصل من استغلال لهذا الاسم المقدس (الحشد الشعبي) في تحقيق الغايات السياسية والانتخابية.
لذا فأن الحشد الشعبي الذي أنجبته فتوى نائب الإمام الحجة عج, لابد أن يبقى مقدساً, ليدافع عن الوطن, ويصون أرواح أبناءه, ويحافظ على المذهب ومقدساته, وأن لا يتحول لمؤسسة ذات مضمون شكلي, لتحقيق إغراض دنيوية, ما يفقده هيبته وإرادته العقائدية.