جلست على سفح تل قريب من بيتنا لأكتب قصة قصيرة، كانت تأملاتي في ماء البحيرة الواسعة ببعض سعة حلمي تجذب نظري بين الفينة والأخرى ثم أتخلص من جمال يستولي على أحلامي، مر راعي غنم على مقربة من موضع جلوسي، كان مرياعه قد أخبرني بحضورهم قبل ذاك بوقت طويل من جرس معلق على رقبته ويختفي وراء راسه الكبير وكم الصوف الذي يبدو انه تراكم لإعفائه من حفلات جز الصوف، انتبهت إلى معزة تسير كعادتها متلفتة جميلة، تخيلتها تقترب مني لتقول علمني كيف نعيش عطشى وقربنا الماء. فالحمار يجد المسير ومالكي يريد الحليب، نهق الحمار فنظرت إليه وجدته مبتسما وكأنه يشير إلى الراعي الغافي وانه من يقود الغنم.
انتبهت بيد اني شككت أن هذه الحيوانات فعلا تفهم وتتكلم، لكن شكي ازداد عندما شاهدت كبشا يعدّ أوراقَ عملة خضراء فصرخت بالراعي فرفع عنه غطاء راسه وابتسم فاذا هو قرد من نوع الشمبانزي ملثم، لم أك قد أخذت أي عقار أو حتى حبة باراسيتول رغم الالم فهل أنا في هلوسة؛ برز لي مذيع من تلفاز الراعي ليقول لي إن هذه هي الحقيقة، فجمهورية النيجر أطاحت برئيس مازال يتبادل المكالمات مع سبايدرمان، فما بالك لو كان السيد سوبرمان أو الوطواط الذي سيطر زمنا على گوثام بل العالم كله، يبدو أن قواعد اللعبة قد تغيرت أو أن قناع سبايدرمان سقط فاراد أن يرتدي تمثال الحرية لكنه انشغل بقطعة من جبن سرقتها فئران ملأت وكره، ومازال سوبرمان يدور حول العالم يدمر المدن ويشرد الناس وهو ينشر السلام.
أسرعت بالنهوض لأستيقظ مما ظننت انه كابوس ثقيل فرأيت المنظر يعاد من أوله، قلت كانت رؤية وها هي تتحقق، شعرت بالاختناق فاستيقظت، كنت احلم أيضا فعاد المشهد من أوله.
يئست وانا أكرر المشهد أن استيقظ لأتخلص من هذا الكابوس الذي يتحول إلى صور مرعبة كلما عاد، ومازالت وانا اكتب ما رأيت لا أدري إن كنت مستيقظا فاني ارى الشمبانزي راعي الأغنام بابتسامته البليدة التي باتت تغيظني، لا شك أنها كوابيس الواقع في عالم اليقظة لاني مع كل كابوس أكبر سنينا وعندما بدأت كتابة قصتي كنت شابا واليوم عجوزا لكن نسيت عصاتي أو ربما سرقها كلب الراعي وانا احلم بمستقبلي الزاهر في خضم كوابيس متداخلة حطمت كل شيء لكن لم تنسني الكوابيس إنني إنسان وإيماني لم يزل إيمان، لكني ادركت اني مستقبل الحالمين وليس مستقبل العاملين.