بعد ان دخلت الانتفاضة الشعبية التي بدات في الاول من تشرين الاول شهرها الرابع يتساءل الكثيرون عن مستقبلها .. هل يمكن ان تستمر بعد كل ما يتعرض اليه المتظاهرون من حملات قمع وترهيب باستهداف ناشطين في جميع ساحات الاعتصام ؟ وماهي الوسائل التي يمكن ان يلجأ اليها المعتصمون لاجبار الاحزاب المهيمنة على القرار للانصياع الى ارادة الشعب باختيار مرشح لرئيس مجلس النواب مستقل للفترة الانتقالية ؟ وكيف ينظر المواطن الى المعتصمين والاحزاب ؟ .. اسئلة كثيرة ومشروعة يصعب الاجابة عليها في ضوء لا ابالية واستهانة الكتل السياسية ومعها السلطات ببرلمانها وحكومة تصريف الاعمال بتطلعات المواطنين المشروعة باختيار مرشح مستقل يحظى بالقبول من المنتفضين في ساحات الاعتصام الذين هم الجهة الوحيدة التي تستحق ان تمثل الشعب شاءت احزاب السلطة ذلك ام لم تشأ .
واذ اكد المتظاهرون في اكثر من مناسبة ويؤكدون مواصفات رئيس الوزراء واهمها ان يكون مستقلا ولم يشارك في اي منصب منذ 2003 الى الان ، فان الاحزاب ومن خلال ممثليها في مجلس النواب ، تحاول الالتفاف على المطالب الشعبية وكأ العراق خال من كفاءات مستقلة ..فهي تدرك انها اذا ستفقد امتيازاتها السلطوية بما تمثله من قوة وهيمنة ومال حرام سرقته من الشعب تارة بغطاء قانوني كالرواتب والتخصصيات والامتيازات او بالصفقات المشبوهة التي باتت رائحتها تزكم الانوف ! وبرغم ضعف الدعم الدولي للمتظاهرين ازاء ما يتعرضون اليه من قمع ، فان شباب الانتفاضة السلمية الشعبية مصرون على البقاء بثيات في ساحات الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم مستنيدين على مشروعية تطلعاتهم بوطن يشعرون فيه بكرامتهم وحقوقهم المسلوبة . ومن يزور ساحات العز والكرامة في بغداد والمحافظات الجنوبية يمكن ان يلمس هذا الاصرار البطولي في موقف المنتفضين فجميعهم وبصوت واحد يقولون لا يملك اي واحد منا حق الانسحاب فدماء الشهداء دين في اعناقنا جميعا .. ونظن ان الوعي الذي يمتلكونه كفيل باستنباط وسائل ضغط مناسبة قادرة على انتزاع حقوق الشعب المسلوبة .. وهم يدركون ان الاحزاب تراهن على الوقت الذي قد يصيب البعض باليأس والملل ، غير انهم وفي كل يوم يصرون على سلميتهم وعلى استمرار ثورتهم الشعبية ..
المواطنون من جانبهم وبرغم تضرر مصالح الكثير منهم يعبرون عن وقوفهم مع ابنائهم ويعلنون صراحة ان الاحزاب هي من تتحمل المسؤولية المباشرة عن كل ما حصل ويحصل وعن الفوضى التي يعيشها الوطن وفقدانه السيادة .. وبان هذه الاحزاب التي اسست للفساد غير مبالية بالوطن ولا مصلحة المواطن وبان مصالحها الضيقة وانانيتها هي من يحول دون اختيار رئيس وزراء من خارج منظوماتها .. بل ان هذه الاحزاب تعترف باخطائها وفشلها طيلة الستة عشر عاما الماضية لكنها في نفس الوقت لاتريد ان تترك مواقعها التحاصصيية التي سببت كل هذه الكوارث .
الثورة الشعبية مستمرة ولو كرهت الاحزاب الاسلاموية الفاسدة ودماء الشهداء الطاهرة هي من ترسم طريق انتصار العراق للثوار وانهاء المحاصصة وكل مظاهر الفساد السياسي وغيره .. وحماك الله ياعراق الانبياء والائمة والاولياء والصالحين وحمى شعبك الصابر .