تمر الاحزاب السياسية في العراق بمرحلة تحول وتحديات كبيرة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003. فالنظام السياسي الحالي في العراق يعتمد على تعددية حزبية لكن هذه الأحزاب تواجه العديد من المشاكل والتحديات التي تؤثر على دورها ومستقبلها.
في البداية نتحدث عن المحاصصة الطائفية والعرقية والتقسيم الطائفي ، لان معظم الأحزاب السياسية في العراق تأسست على أساس طائفي أو عرقي مثل الأحزاب الشيعية والسنية والكردية وهذا التقسيم يعزز الانقسامات الاجتماعية ويضعف الوحدة الوطنية والتركيز على المصالح الضيقة.
وغالبًا ما تركز الأحزاب على مصالح طائفية أو عرقية ضيقة بدلاً من المصلحة الوطنية مما يؤدي إلى تعزيز الفساد وضعف الحوكمة. ولهذا فأن الفساد وسوء الإدارة تتجه اليه العديد من الأحزاب وهي متهمة بالفساد بما في ذلك اختلاس الأموال العامة واستغلال المناصب لتحقيق مكاسب شخصية. وهناك ايضا تأتي ضعف الكفاءة ويؤدي الفساد والمحاصصة إلى تعيين أفراد غير أكفاء في المناصب الحكومية مما يؤثر سلبًا على أداء الحكومة.
وكثير من الشعوب عندما ترى هذا الواقع تتجه الى الاحتجاجات الشعبية ولذلك شهد العراق احتجاجات واسعة النطاق في عام 2019 ضد الفساد وسوء الإدارة وعدم توفير الخدمات الأساسية وهذه الاحتجاجات كانت بمثابة صفعة قوية للأحزاب السياسية التقليدية، حيث طالب المحتجون بإصلاحات جذرية في النظام السياسي بما في ذلك تقليل تأثير الأحزاب الطائفية وزيادة الشفافية والمساءلة.
وفي ظل هذه الظروف لاننسى ان العراق يواجه تحديات أمنية كبيرة بما في ذلك وجود تنظيمات إرهابية مثل داعش مما يؤثر على استقرار البلاد وقدرة الأحزاب على الحكم بشكل فعال وهناك التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية التي تؤثر على السياسة العراقية، حيث تدعم بعض الدول أحزابًا معينة لتحقيق مصالحها.
ولابد ان يكون المستقبل السياسي في الإصلاحات المطلوبة حيث يحتاج العراق إلى إصلاحات سياسية جذرية بما في ذلك إصلاح النظام الانتخابي وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد. وهذا الدور يلعبه الشباب العراقي ولابد ان يكون دورًا متزايد الأهمية في المطالبة بالتغيير والإصلاح وقد يكون لهم تأثير كبير على مستقبل الأحزاب السياسية وأن يتم تنفيذ إصلاحات جذرية تتحول نحو الإصلاح .
وفي حالة نجاح الضغوط الشعبية والإصلاحات قد نشهد ظهور أحزاب جديدة تعتمد على البرامج السياسية بدلاً من الانتماءات الطائفية.
فالأحزاب السياسية في العراق تقف عند مفترق طرق والمستقبل يعتمد على قدرة هذه الأحزاب على التكيف مع المطالب الشعبية للإصلاح وعلى قدرة النظام السياسي على تجاوز المحاصصة الطائفية والفساد وبدون إصلاحات جذرية قد تستمر الأزمات السياسية والاقتصادية في العراق مما يؤثر على استقرار البلاد ورفاهية مواطنيها. وحمى الله العراق والعراقيين من الفاسدين والمنافقين .