18 ديسمبر، 2024 6:51 م

مستقبلنا مع مجالس ” من هذا المال… ” !!

مستقبلنا مع مجالس ” من هذا المال… ” !!

ليس تعميماً ، فالتعميم فكرة خاطئة وغير منصفة في مجالات الحياة كافة ـ وإن كانت الاقرب الى الحقيقة في المجال السياسي وفي وضعنا العراقي خصوصاً !
مرشحون فازوا ..
مرشحون خسروا ..
غالبية الخاسرين أهالوا التراب على العملية الانتخابية واصفين ايّاها بمختلف النعوت ” الديمقراطية ” بل اشبعوها سباً وشتيمة ، حتى اعتبروا ان ابو جعفر المنصور المسؤول الرئيس عن كل خراب البلاد ، وهذا يؤكد لنا روحهم ” الديمقراطية ” التي خاضوا بها الانتخابات !
غالبية الفائزين من المتهمين بحصد الاصوات من خلال المال السياسي الفاسد بشراء البطاقات بل وشراء مراكز انتخابية كاملة ، على ذمة احد المهتمين للصورة الانتخابية ، وهذا من اخطر المؤشرات على تحول الفساد السياسي الى فساد مالي واداري بعد الجلوس الرسمي على الكراسي ، سيمنع أي تحوّل في طبيعة اداء المجالس كحلقة فساد زائدة !
النموذج الثالث من الفائزين يحتفل في اجواء عائلية وعشائرية رائقة بإطلاق الرصاص الحي ، وهذا مؤشر على ان هذا المرشح القادم الى مجلس المحافظة لايحترم الحكومة ولا الدولة بخرقه العلني لقوانين رسمية تعاقب على فعاليات من هذا النوع ” السلمي ” فكيف سيحمي القانون ويطبقة ” الله أعلم ” !!
الرابع الكارثة وهو خاسر من الخاسرين ، والذي أراد أن يشتري اصوات ناخبين بمحولة كهربائية لإحدى القرى ، اكتشف بعد خسارته ان هؤلاء المواطنين لايستحقون المحولة ، فأعادها الى بيته على الاغلب بانتظار جولة انتخابية قادمة !
السؤال :
من أين أتى هؤلاء ؟
لا جدال بانهم اتوا من رحم الاحزاب الفاسدة والرثة التي حكمت البلاد والعباد منذ 2003 ، بكل فسادها و ” ديمقراطيتها ” وعشقها للسلاح المنفلت واحتقارها لجمهور تريده زبائنياً بامتياز ، أي قابل للبيع والشراء في سوق النخاسة السياسية !
على المستوى الأعلى وفي قمة الهرم السياسي تشتغل الآن ماكنة شراء المقاعد وصفقات الاقصاء وتغيير النتائج على هزليتها ، لنخرج بنتيجة واحدة لاتقبل التأويل ينطبق فيها علينا المثل الشعبي العراقي ” يم حسين كنت بوحده صرتي باثنين ” أي مجلسي النواب والمحافظة !!!
وتوّجت مفوضية الانتخابات كل هذا التدوير السياسي ، باضفاء شرعية كوميدية سوداء على نسب المشاركة التي قالت بانها 41% والحقيقة ان النسبة ، مع التصويت الحكومي ” الخاص ” والعقائدي ” الاحزاب ” والزبائني ” شراء الاصوات ، لم تصل الى 20% ملتحقة بجدارة بنسب انتخابات مجلس النواب 2021 !!
هذا هو الحال وهذا هو المال حتى تصمت شهرزاد عن الكلام المباح والمباح فقط !!