من خلال خبرتي في ميدان حملات الحرب النفسية ، إذ لي كتابان مؤلفان بشأن توجهات ومضامين وأهداف حملات الحرب النفسية إستقيتها كخبير إعلامي منذ أكثر من أربعين عاما ، أخوض فيها هذا الميدان وأعرف أسرارها وتوجهاتها وأبعادها..أضع بين أيديكم أسباب ودوافع كل تلك الحملات الظالمة التي تعرضت لها وزارة الداخلية منذ سنوات قبل مجيئكم وهي تستهدفكم الآن شخصيا في المقام الأول ، وخلال فترة توليكم المنصب وكالآتي :
1. من وجهة نظري فإن إستهداف كل تلك الأعداد من كبار الضباط في وزارتي الداخلية وحتى في وزارة الدفاع كان لأغراض شخصية (إنتقامية) ، وغالبا ما يقوم بها ضباط من داخل الوزارتين ، ولكن في وزارة الداخلية تحديدا هو الغالب ، بسبب طبيعة عملها الأمني المتخصص، حيث كان للواء الدكتور سعد معن دورا كبيرا وفاعلا بل ورائدا في إنجاح أكبر واجهة لوزارة الداخلية في مهمتين أساسيتين هما علاقات الوزارة مع المجتمع العراقي عموما ، والجانب الإعلامي الأمني في إستهداف كل تلك المجاميع الإرهابية التي عبثت بالأمن الداخلي وأشاعت أجواء الإرهاب في البلد، إضافة الى المهمة الأساسية التي حاول من خلالها اللواء الدكتور سعد معن أن يؤشر نجاحات كبيرة في الإعلام الأمني، قلما سبقه آخرون بتلك المهام ، وأقام علاقات واسعة مع نخب إعلامية وثقافية وأساتذة وخبراء إعلام واوساط إجتماعية وسياسية مختلفة من مستويات رفيعة وحولها الى جهات مساندة لعمل الوزارة ، وأرسى دعائم دائرة للعلاقات والإعلام فيها خبرات متقدمة في الميدانين الأمني والإعلامي ، وهو من وضع خارطة طريق عملها ورسم منهجها حتى وصلت الى كل تلك النجاحات التي تفتخر بها وزارة الداخلية إضافة الى مهمته في ترؤس خلية الإعلام الأمني وما أنجزته من مهام عديدة ، وكل تلك المهام والإنجازات هي من رفعت من شأن وزارة الداخلية وحققت لها رسم صورة إعلامية وأمنية إيجابية متقدمة لدى الرأي العام العراقي ، أبعدت سمعتها أن تبقى في دائرة (إرهاب الآخرين) ، وخففت لدى أوساط إجتماعية كثيرة مخاوفها من الإقتراب منها، وقد حققت تلك المحاولات نسب نجاح متقدمة في عملها الأمني ، وكان لمعاليكم شخصيا وللواء الدكتور سعد معن وضباط آخرين أكفاء الدور الأساس في تحقيق كل تلك السمعة العالية التي ربما لم تحض بها وزارة الداخلية من قبل.
2. إن أغلب إستهدافات الرموز الناجحة في وزارة الداخلية يأتي في أغلبها من ضباط تأخذهم (الغيرة) والإنتقام من آخرين داخل الوزارة ، تحاول بأساليها الخبيثة فبركة ونسج إفتراءات حول الشخصية المطلوبة بهدف الإيقاع بها ، وأكثر من إستهدفوا اللواء سعد معن هم من ضباط كانوا في الواجهات الخلفية وسعوا للبروز واحتلال الموقع بأية طريقة حتى وإن كان بطرق غير أخلاقية، فالمهم لديهم إحباط تلك النجاحات من خلال علاقات مع جهات سياسية وجماعات مسلحة تتدخل في عمل وزارة الداخلية لكي لايتم تعقب أفعالها في أن يكون لها دور فاعل في التأثير على مجريات وعمل وأساليب وزارة الداخلية لتشكيل ما يشبه كيان دولة داخل الدولة الواحدة ، وهناك حتى جهات أمنية منافسة أو ضباط غادروا الوزارة بسبب عقوبات سابقة تعرضوا لها لتحقيق مثل تلك الاغراض الخبيثة.
3. إن من يعرف اللواء سعد معن وقد عاشرته عن قرب في عمله بوزارة الداخلية لسنين طويلة أن لديه تعاملا راقيا مع كل العراقيين وليس لديه نفسا طائفيا ، ويعمل بمهنية عالية وحرص على جماعته في إعلاء شأنهم ومكانتهم وحثهم على أن يبذلوا كل مايقدم خدمة للدولة ونجاح مهام وزارة الداخلية ، وهناك الآلاف مثلي قد يشهدون بنزاهة الرجل وإبتعاده عن الساقطات والفاشنتسات ومن على شاكلتهن.
4. كنت قد حذرته قبل سنتين من أن حملة ( المستوى الهابط ) إذا ما إستمرت على هذا المنوال فقد (تنقلب) عليك وبالا، لأنك إستهدفت المنحطات من سفلة المجاميع وهن الفانشستات ومن على شاكلتهن ، فهن الوسط الأكثر وباء والذي إنتشر بصورة مرعبة في بغداد بطريقة أثارت حملات حرب نفسية شعواء ضد كل من إستهدفهن من خلال علاقاتهن مع اوساط وقيادات سياسية وأمنية ووجهن سهام غدرهن والايقاع بآخرين لمن حاول الحد من أدوارهن وسقوطهن وتسبب المجتمع العراقي بضياع نسيجه الأخلاقي وإنحدار قيمه بطريقة تفوق كل وصف وهن من أسهمن في تشويه سمعة كبار شخصيات البلد من ضباط وقوى سياسية حاولت التقليل من دورهن أو الحيلولة دون تفاقم إنتشار ظاهرة تسلطهن على الحياة السياسية والإجتماعية بدرجة تفوق كل وصف وأصبحن وكأنهن (الحاكمات بأمر الله) ، وأصبحن أحيانا هن من ينصبن هذا الضابط او يرفعن من شأن هذا المسؤول أو يحطن من دور آخرين ناجحين بناء على نزوات شخصيات أخرى تريد من خلالهن تنفيذ أدوار إستهداف للناجحين من الضباط وكفاءات البلد، لمجرد ان يحصلن على الاموال المهولة التي يغدقها آخرون والعروض المغرية التي تقدم لهن ، بالتعاون مع ضعاف نفوس تعاونوا معهن على (عمليات إستدراج) والعمل على (إصطياد الفريسة) التي تقع ضمن دائرة الإستهداف المطلوب ليتم إفتراء وإختلاق الحالة الموهومة للأغراء والإثارة والتشهير بالآخرين عبر وسائل تواصل إجتماعي لمن يصعب إزاحته من أمامهم بسبب نزاهته أو تحقيقه لنجاحات متقدمة في عمله الأمني والإعلامي، ولهذا ينبغي وضع سياقات للحد من إدوارهن وتطويق تلك المؤامرات الخبيثة قبل أن تحدث أثرها التخريبي المدمر على الشخصيات المستهدفة لأنهن أكثر من ينشرن وباء الإستهداف لتخريب المجتمعات والحط من كل دور ومهمة لإصلاح المجتمع وإشاعة قيمه الإيجابية.
5. إن إستهداف اللواء سعد معن هو إستهداف لكم أيضا معالي الوزير ولسمعة وزارة الداخلية عموما ، فأنت ليس بخارج عن دائرة الإستهداف هذه ، وإسقاط الناجحين من ضباطك ومنتسبيك هي مهمة جهات عديدة أخرى لأنك حققت نجاحات كبيرة في وزارة الداخلية وحولتها من وزارة أمنية الى وزارة مجتمعية يسهم المجتمع العراقي وكل أخيار العراق في إعلاء شأن تلك الوزارة لتنجح بمهامها، ويفترض أن لاتقبل أن يصل الإستهداف الى أقرب مقربيك وأجنحتك الذين تعتمد عليهم في عمل الوزارة، وكنت قد عملت بهذا المبدأ بعد إعفاء اللواء سعد معن من مهمة إدارة دائرة العلاقات والإعلام في الوزارة وقربته أليك مستشارا أمنيا تقديرا لدوره الذي أنت على تماس معه منذ أن كان الرجل ناطقا بإسم عمليات بغداد ومدير علاقات الوزارة ، وحسنا فعلت، لكن الإستهداف الأخير باحالته الى الأمرة كان الاكثر خطورة على مستقبل الوزارة، وإنكم قد دخلتم دائرة الإستهداف الشخصي من خلال ضرب عناوين ناجحة مقربة لكم وبكل تلك الحملة المسعورة في وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام يؤشر مخاطر إستهداف جمة لم يسبق لها مثيل، وهذا ينبغي أن يكون (الخط الأحمر) الذي لابد وان تتوقف عنده لكي لاتدخل الجهات التي تستهدفك من خلال توسيع دائرة المستهدفين المقربين لك من وجهة نظرها ، لكي تكون أنت الحلقة المقبلة لدائرة الإستهداف الأكثر خطورة ، وأنت ومكانتك ودورك العسكري والأمني الكبير بالرغم من أنه يشفع لك ، لكن الجهات الحاقدة لايروق لها أن ترى الناجحين يتسلقون الأدوار نحو نجاحات أخرى مبهرة تغيض الأعداء والمتربصين بكم من جهات وشخصيات عسكرية حاقدة على مسيرتكم ونجاحاتكم المظفرة .
6. إن الإتهامات التي قيل أنها طالت ( 14 ) ضابطا رفيعا في الوزارتين إطلعت عليها من خلال الإعلام ، أنهم يعملون من خلال صفحات وهمية نحو إستهداف ضباط في وزارتي الداخلية والدفاع ، يدخل في هذا الإطار، وهو إستهداف من الجهات نفسها التي أشرت لها قبل قليل ، بأن حركت بعض خبرات الفنيين من داخل الوزارة ومن خارجها ممن لديهم خبرات في هذا المجال في الفبركة وإختلاق الصور والفيديوات لعمل واجهات لمواقع ربما تستهدف ضباط آخرين ولكن من الجهات الحاقدة نفسها على الضباط الناجحين ، بالرغم من أنني أقر أنه قد تكون هناك محاولات من هذا النوع من بعض القيادات الأمنية ضد زملائهم بهدف (الإنتقام) ممن أسهموا بإيذائهم وإستهداف دورهم وسمعتهم ومكانتهم قبل فترة ، وهو (نزوع بشري) جراء حملات حقد مسعورة تعرضوا لها وأرادت تشويه سمعتهم والحط من مكانتهم ليس أمام المجتمع فقط ، بل تسقيط سمعتهم مع عائلاتهم ، وهذا هدف خطير ينبغي وضع حد له لكي لاتبقى وزارة الداخلية (مركزا للإستهداف الخطير المستمر) من جهات تملأ الأحقاد قلوبها ونفسياتها المريضة لإستهداف كل طاقة عراقية لها أدوار محورية وأسهمت بتحقيق نجاحات متصاعدة على أكثر من صعيد.
للتفضل بالإطلاع..معالي الوزير.. راجيا من سيادتكم بذل أي جهد ممكن للحيلولة دون ان تبلغ تلك الحملات المسعورة أدوراها واهدفها الخطيرة في إستهدافكم شخصيا أولا ، ومن ثم إستهداف قيادات الضباط الكفوءة من الرتب العالية وبخاصة اللواء الدكتور سعد معن ، الرجل النزيه المنزه عن كل فعل يخدش الحياء، ولاتجد فيه الا الروح الإنسانية الطيبة التي تدافع عن كل من يتعرض للظلم وتقف الى جانبه وتقدم حتى العون لمن يحتاجه داخل الوزارة وفي خارجها ، ان كان الأمر يتطلب ذلك ، وله صفحات مشرقة ومشرفة في هذا المجال يشهد بها ملايين العراقيين الذين يعرفون سعد معن الرجل والإنسان عن قرب.. والواجب الوطني والأخلاقي ينبغي أن نقول كلمة الحق ونحذر من مخاطر نوايا وجهات الإستهداف الشريرة وطرقها الخبيثة في إبتكار الفبركات وحملات الإختلاق والإثارة الرخيصة لتشويه سمعة الآخرين ، دون وازع من ضمير أو رادع خلقي.. والله من وراء القصد.