23 ديسمبر، 2024 7:28 ص

مستضعفين ينتظرون المصلح

مستضعفين ينتظرون المصلح

الحسين (ع) المصلح لم يتحدد بزمان ومكان بل كان ظاهرة إصلاحية امتدت عبر البحار والمحيطات وعبرت الأجيال ,كذلك الحال للمصلح القائم من آل محمد ,انتظاره هو صلاح وإصلاح لهذه الشعوب التواقة لرؤيته وبسط يديها اليه تعاهده بأنها ستكون معه في طريق نضاله ضد المفسدين ,الصغار تنتظر ونوح الأمهات الثكلى والأرامل الجميع ينظرون متى تبزغ الشمس وينجلي ليل الظلام ,لا يزال الاحرار يحبسون انفاسهم أملٍ بموعدك البهي ,ولا تزال السلاسل والأغلال والقيود آثارها على أجسادنا ,وأجسادنا ترنوا لشاطئ أمانك ,وتأمل في الركوب بسفينتك وأنت ربانها وسفانها ,كم وكم حراً يحسب الأيام والليالي وجرحه ينزف ألماً ولا يريد دواءاً له ليخبرك ما حل به ؟وكيف صادروا هويته ومزقوا كتبه وكسروا قلمه ,حتى بات يكتب بدموع عينيه ,ويخط محنته بدم وريده ,ليقول لك ألمي ألمك وصبري صبرك ووجعي وجعك ,سبحان صبرك يصعق فينا أيوبَ والعمرُ بالشوقِ يُكوى
يا قرةَالعينِ أين استقرّت … روحُكَ في ذي طوى أم برضوى ,فكرة المخلص موجود في طبيعة النفس البشرية التي ترفض الخنوع والذل وتأبى الضيم ,لكن عندما تكون الظروف قاهرة وقاسية تقصم الظهر وتأتي الدنيا بمهازلها وغدرها بأن ترفع وضيعاً وتضع كبيراً فليس لها أمان .
جميع المستضعفين باختلاف هوياتهم وعناوينهم ومسمياتهم ينتظرون المصلح الذي سيعيد كرامتهم وينصفهم من سطوة الطغاة ,ويرجع لهم الحقوق المغتصبة ,ويعيد الأمور لنصابها الصحيح بعد أن اختلت الموازين ورجحت كفة الباطل وتسيده على الحق ,ينتظر الناس المخلص لأنه أملهم ومنقذهم من الجبابرة الذين هتكوا حرمات الناس واغتصبوا أعراضهم وتلاعبوا بمقدراتهم ,تختلف فكرة المنقذ من ثقافة لأخرى لكن المبدأ هو بمجيء الفرج سيحل النور بعد الظلام ,وسترسم البسمة على شفاه محيا الضعفاء والفقراء من جديد ويأخذ بأيديهم لبر الأمان ,كم وكم أهات ولوعات ووجع وألام لم نجد لها حلٍ ؟ لكن بقدومه ستزول هذه الأوجاع ويشعر المرء بإنسانيته وهويته وعنوانه الذي غيبه الفاسدون في محاولة لإبقاء وجودهم باستعباد مجتمعاتهم ,لكن انتظاره هو ليس بالتقاعس عن أداء الواجبات والصعود على التلِ والنظر من بعيد لما يحدث ,أو أخذ جانب الحياد أو غض النظر عن الإساءة هذه كلها وغيرها مفاهيم خاطئة في الانتظار ,المعنى الحقيقي للانتظار هو بالعمل الصالح مع الناس وإبراء الذمة عندما يمتحن الإنسان بثوابته ومبادئه عليه أن لا يتخلى عنها .
– المهدي في المعتقدات الصينية .
جاء : في كتاب أوبانيشاد. المقدمة صفحة 54 ما نصّه
حينما يمتلىء العالم بالظلم يظهر الشخص الكامل الذي يسمى (يترتنكر: المبشر) ليقضي على الفساد ويؤسس للعدل والطهر… سيُنجي كريشنا العالم حينما يظهر البراهميتون,وجاء: في كتاب ريك ودا، ماندالاي ص (4,24) يظهر ويشنو بين الناس.. يحمل بيده سيفاً كما الشهاب المذنب ويضع في اليد الأخرى خاتماً براقاً، حينما يظهر تكسف الشمس، ويخسف القمر وتهتز الأرض ,فجميع الأديان والملل والنحل كان لها منقذ مستقل أو مشترك سموه باسماء مختلفة منها: آرثر، أودين، كالويبرك، ماركو كر اليويج، بوخص، بوريان بو روبهم و…. يعتقدون أنهم حينما يظهرون يسنشرون العدالة في الأرض.
– المهدي في معتقدات الزرادشتية .
هناك مجموعة من الكتب الزرادشتية جاء فيها من الأخبار الكثيرة حول آخر الزمان، وعن ظهور الموعود الذي سيخلص البشرية من الكبت الحرمان ومن ضغوط الحكام الطواغيت الذين يسعون في الأرض فساداً ومن جملة هذه الكتب:
كتاب أوستا ــ كتاب زند ــ كتاب رسالة جاماست ــ كتاب قصة دينيك ــ كتاب رسالة زرادش,وقد طرحت الديانة الزرادشتية موعودين يطلق على كل منهم اسم ((سوشيانت)). وكان هؤلاء الموعودون ثلاثة، أكثرهم أهمية الموعود الثالث، وقد كانوا يلقبونه ((سوشيانت المنتصر)) وسوشيانت هذا هو الموعود حيث قالوا: إن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة، وبوذا الخامس لدى البوذية، والمسيح لدى اليهودية، وفارقليط عند العيسوية، وبمنزلة المهدي لدى المسلمين, وجاء في كتاب شابوهرجان، من الكتب المانوية المقدسة عندهم: خرد شهر إيزد لابدّ أن يظهر في آخر الزمان وينشر العدل في العالم… سوشيانت، من الكتب الزرادشتية المقدسة جاء فيه: استوت إرت، سوشيانت أو ألمنقذ العظيم. سوشيانس، أو موعود آخر الزمان.. وسيلة وعلاج جميع الالام به، يقتلع جذور الألم والمرض والعجز والظلم والكفر، يهلك ويسقط الرجال الأنجاس..
– المهدي في المعتقدات البوذية .

فقد ورد في بعض المصادر والدراسات أن مسألة الانتظار قضية مطروحة في الديانة البوذية (ففي الأعراف البوذية) كان هناك انتظار، والمنتظر هو بوذا الخامس. إن كل أمة من الأمم وشعب من الشعوب له معتقداته الخاصة وثقافته التي ورثها وأمله الذي ينتظره ليخلصه من محنه وآلامه، فكما أن الديانات الأخرى لها منقذها ومخلصها الذي سيظهر في آخر الزمان، كذلك البوذيين فإن مخلصهم ومنقذهم هو بوذا الخامس.
– المهدي في المعتقدات الهندية .
جاء الحديث حول المنقذ والموعود في أعراف الهنود وكتبهم، مثل كتاب (مهابهارتا) وكتاب (بورانه ها) حيث قالوا:
تذهب الأديان جميعاً إلى أنه في نهاية كل مرحلة من مراحل التاريخ يتجه البشر نحو الانحطاط المعنوي والأخلاقي وحيث يكونون في حال هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضي الأحجار الهابطة نحو الأسفل فلا يمكنهم أنفسهم ان يضعوا نهاية لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذن لابد من يوم تظهر فيه شخصية معنوية على مستوى رفيع تستلهم مبدأ الوحي وتنتشل العالم من ظلمات الجهل والضياع والظلم والتجاوز، وقد أشير لهذه الحقائق في تعاليم كل دين إشارة رمزية منسجمة مع المعتقدات والقيم الأخرى انسجاماً كاملاً.