7 أبريل، 2024 9:01 م
Search
Close this search box.

مستشفيات البصرة الى أين ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أن العاطفة والانسانية هما صفتان يتمتع بهما البشر منذ نشوء الخليقة على الأرض , وتختلف درجات الناس من حيث تفاعلها مع البشر , وبعد تحرير العراق وزمن الديمقراطية والحرية  لا نجد للأنسانية دورا في مجتمعنا العراقي لا من الاحزاب العلمانية ولا رجال الدين , وحديثنا اليوم هو عن الأنسانية والعاطفة التي يتمتع بها الكادر الطبي والعاملين في مستشفيات العراق والبصرة خاصة , رغم ما يمتازون به أهل البصرة من كرم وضيافة وعطاء ولكن واقع الحال تغير الآن .تحديدا في زمن النظام البائد كان الطبيب الاختصاصي يزور المريض صباحا حيث دوامه الساعة الثامنة صباحا ويزوره بعد العيادة الخاصة ليلا أما اليوم فلا يأتي الى الدوام أصلا وكذالك الخدمة التي يقدمها العاملين هي واجب بدون مقابل مادي  , اليوم أصبحت المستشفيات مراكز للتجارة أبتداءا من الطبيب الى عامل الخدمة , ونظرا للظروف المادية السيئة والبطالة ,لا يستطيع المواطن أن يذهب الى العيادات الخاصة والمستشفيات الأهلية , ولنا قصة في هذا كان لنا زيارة لمستشفى البصرة العام وكان مريضنا بحاجة الى عملية مصران أعور , قبل ليلة جاء أهل المريض به الى الطوارىء وجاء طبيب الخفر في لباسه الأنيق عبارة بنطلون ( كراكسوت رياضي ) وقام بالتشخيص الخاطىء وقال مجرد غازات ولكن مريضنا يصرخ من الألم ولم ينام الى الصباح ولكن تم جلبه صباحا  وتم تحويله الى الردهة الجراحية حيث قال أحد المضمدين من أصحاب الخبرة  وليس الطبيب هذا مصران أعور وأشار بضرورة عملية فورية , المأساة بدأت هل تريد سرير في البداية أو النهاية أو قريب من مكيف جيد؟ الجو حار جدا وأهل المريض يريدون الأحسن ولكن عليك أن تعطي العامليين ( بخشيش) وثم ياتي دور من ينقل المريض ايضا يجب عليك ان تكرمه وثم ياتي دور العاملين في صالة العمليات بعد أنتهاء العملية عليك أن تعطيهم بما أفاض الله عليك من مال وثم دور الناقل من الصالة الى الردهة وأيضا أكرامهم وكذالك عليك أكرام الذين يخدمون المريض رغم أنهم يتقاضون رواتب من الحكومة .
من ميزات مستشفى البصرة العام أنه لا يوجد به تبريد أساسا رغم المئات من أجهزة التبريد المثبته ديكورا فقط وهي لا تعمل أصلا  وحين تسأل يقولون الكهرباء غير جيدة كلمة تتردد على لسان الجميع  رغم وجود مولدات كهربائية ,  ماعدا الجناح الخاص  , ومما يلاحظ أيضا الروائح الكريهه في الردهات لأن معظم مواد التنظيف تسرق أولا ولا يوجد رقيب أو تفتيش ثانيا , وعاملين التنظيف دون سنة 18 سنة  وهذا أكبر مخالفة قانونيية ولكن الجميع مستفيد .
ومما يؤلمنا هو طفح المجاري الذي شاهدناه خلف بناية المطبخ المخصص لتجهيز الغذاء للمرضى , نتسائل أين مضخات سحب المياه وعلمنا هناك محطة بيولوجية لا تعمل أساسا وصرفت عليها ملايين الدولارات وشاهدنا أحد المسؤوليين يتبجح بأنشاء محطات بيولوجية لتصفية المياه الملوثة من الجراثيم قبل طرحها الى الأنهر , ولكن أين هذه المحطات , وهل حقيقة هناك محطات ؟ ,كنا نعيب على المسؤوليين الكبار في السرقة والكذب ولكن وجدنا ان الصغار هم السماسرة للكبار وهم من يخدمون الكبار في مقاولاتهم للحفاظ على مراكزهم تاركين الانسانية جانبا .
نسال المسؤوليين في محافظة البصرة من المحافظ الى أعضاءه هل زرتم المستشفيات وهل سألتم عن الخدمات فيها من تبريد والكهرباء والمولدات والأجهزة التي لا تعمل ونفايات وخدمات ونحن في ظل صيف لاهب وهل عاقبتم مدير أو طبيب أومدير قسم أو فني أو عامل خدمة , أو لأنكم مخلوقين من طينه ثانية والجميع يخدمكم , اتقوا الله في الناس فهم أمانة في أعناقكم , لقد جعلتم الناس تترحم على أيام  العهد البائد , ولكن أملنا بالله كبير , لقد أختفت كلمة الأنسانية من قواميسكم أيها المسؤوليين وأصبحت المجاملات والمقاولات الرديئة وأكل السحت الحرام هو سلوك حياتكم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب