عندما كتب الشاعر الكبير الطبيب ابراهيم ناجي قصيدته الاطلال على اطلال قبر حبيبته وهو يخاطبها ويقول لها
كيف ذاك الحب أمسى خبراً… وحديثاً من أحاديث الجوى
واليوم الكاتب ابراهيم المحجوب يخاطب انقاض مستشفيات محافظة نينوى ويقول
كيف ذاك الطب أمسى حْلماً
وحديثاً ميتاً منسي الدوى..
ياوزير الصحة لوكنت من أهالي محافظة نينوى وشاهدت الأنقاض للمستشفيات الرئيسية في المحافظة لبكيت بكاء شديداً ليس كونك وزيراً للصحة لان وزراءنا لايبكون على أحد ولكن كونك طبيب ولابد انك تحمل شيء من الإنسانية ..يادكتور الصحة …اناشدك واستحلفك بمقدساتك أن تنظر الى الصور المرفقة لاطلال مستشفياتنا التي كانت تعالج الآلاف من المرضى وشفي بها العليل من داءه ..
يا معالي الوزير.
إن عيوننا تدمع لرؤية الدمار في مدينتي الموصل الحدباء التي تآمر عليها كل دول العالم وقتلو فيها الطفولة والكهولة .ودمرو المنازل وأبادو الحرث والنسل …
يا معالي الوزير
إن منظر رؤيا انقاض مستشفيات الموصل العام والمستشفى الجمهوري ومستشفى البتول للولادة ومركز مكافحة السرطان ومركز جراحة القلب وطوارئ الموصل والطب العدلي وكل الردهات في المستشفيات المذكورة تناشدك وتناشد الخيرين من أبناء المحافظة مسؤولين كانو ام تجار راعي ام رعية الى الاسراع بإعادة أعمارها .فكل مواطن موصلي له ذكريات في هذه الأماكن الصحية ..فكلنا عانينا من المرض وتعالجنا في إحدى هذه المستشفيات أو زرنا أقارب أو صديق كان يرقد هناك لغرض العلاج…
يا معالي الوزير ..
انني اطلب منك لزيارة هذه الانقاض والإطلال الباقية واصدار اوامركم ببناءها بأقصى سرعة والا سوف تكون بخبر كان وتبقى اراضي مهجورة .وان بناء المستشفيات لن يكلف الحكومة شيء كثير والكوادر الطبية موجودة والمنظمات الإنسانية مساعدة لمساعدتكم اذا كانت النيات سليمة ….
اخاطبكم بصفتك طبيب ولابد أن تكون زرت هذه المستشفيات قبل دمارها أن تلبي طلب أهالي محافظة تعدادها أربعة ملايين شخص وتعيش بلا مؤسسات صحية ..فيا ضمير العالم تحرك وانزع قناعك اللا إنساني فالمريض في الموصل ينتظر رحمة الله بعد أن عجزت معالجته ملائكة الرحمة بسبب عدم وجود مستشفيات …
سلاماً على الموصل وأهلها … سلاماً على اطلال مستشفياتنا وذكرياتنا بها .
سلاماً على الخستخانة التي رقد بها آبائنا واجدادنا ..
سلاماً … سلاماً…. سلام…..