10 أبريل، 2024 3:03 ص
Search
Close this search box.

مستشفى اليرموك بؤرة للقذارة والفساد  

Facebook
Twitter
LinkedIn

لن اكتب مقدمة لهذا المقال وسأدخل مباشرة في صلب القضية التي شدتني للكتابة عنها برغم اني كثيرا ما رغبت بإهمالها وتناسيها لكن كما يقول المثل الدارج ( البيك ما يخليك ) و بطبيعتي لا اترك أمرا الا بعد ان اشفي غليلي بالكتابة عنه لإراحة ضميري، و عسى ان تصل هذه السطور الى اذهان المعنيين بكلماتها ، واوجاعها التي عسى ان تسمع من به صممُ ، فقد قادني حظي العاثر الى مستشفى اليرموك لاجل إنجاز اجازة مرضية خاصة بموظفي الحكومة و يا ليتني لم ادخل أروقتها و غرفها التعيسة والقذرة ، وسط زحمة المراجعين بمختلف أعمارهم وبطش بعض الأطباء والمعاونين و المضمدين بعد تحولهم الى شياطين عابثة ، وعمال و عاملات النظافة الذين يطلق عليهم بـ ( المقطاطة ) لقطهم المرضى والراقدين،  اذ لن يقوموا بواجبهم الا بعد حَلب جيوبهم وجيوب مرافقيهم وأقاربهم وصولاً الى الظهر السابق للمريض ، بلا إنسانية وبلا ضمير و مفتقدين للرحمة والشعور بالمسؤولية .
قادني فضولي الصحفي الى التجوال في باحات وأروقة مستشفى اليرموك المملوء قذارة لأطلع عن كثب عن ما في هذا المكان ومن خفايا عظيمة ، لاصدم بما شاهدته من مأساة حقيقية يعانيها المراجع من الباب الى المِحْراب، و ابسط مقومات النظافة تفتقر لها هذه المؤسسة التي توصف بالصحية في وقت اضحكتني كثيراً ( لافتات ) هيئة النزاهة ومكتب المفتش العام لوزارة الصحة، المعلقة على الجدران الخارجية و الداخلية لهذا المشفى الحكومي التي تشدد على النزاهة و النظافة ،،، 
هذا المكان الذي ربما لم تطأه اقدام الوزيرة الميدانية جداً السيدة عديلة ولو كانت هناك متابعة حقيقية و حرص وطني و شعور بالمسؤولية لما وصل الحال بهذا المكان الى المأساوية مع احتفاظي بالصور التي سأسلمها لمن يرغب بها باستثناء هيئة النزاهة ، و الكارثة الاخرى والأكثر ايلاماً ان مستشفى اليرموك متوقف عن استقبال حالات الولادة لعدم وجود ( البنج ) وهذا ما اعترفت به احدى العاملات في جناح الولادة في مستشفى يقع ضمن الإطار الحكومي و هو بلا بنج منذ اكثر من شهر ، ولكم ايها السيدات والسادة ان تقدروا حجم الفساد والاهمال و القتل المشرعن الذي يمارس في هذا المكان الموبوء و القذر .
كل دول العالم تبحث عن ما يضمن صحة وسلامة ابناء شعوبها و توفير بيئة صحية سليمة ، الا المسؤولين في العراق جل همهم كيف يشغلون المواطن المغلوب على أمره بالأزمات والضيم والعوز والحرمان وافتقار ابسط الخدمات برغم الأموال المرصودة والتي رصدت للقطاع الصحي في العراق ، وربما مستشفى اليرموك مثال بسيط جداً عن الواقع الصحي المزري في بلدٍ يزخر بالطاقات والخبرات المهمشة والمحاربة من قبل الجهلة والعصابات والأحزاب المخربة والكتل الكونكريتية السياسية و دعاة الوطنية المزيفة ، فهذا واقع الحال الصحي في العاصمة بغداد وسط صمت المسؤولين و رافعي يافطات العفة و النزاهة زوراً و بهتانا ، وانا الله وانا اليه راجعون [email protected] 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب