23 ديسمبر، 2024 7:08 م

مستشاورن … الوجه الخفي لخراب البلد !؟

مستشاورن … الوجه الخفي لخراب البلد !؟

تتناقل وسائل الاعلام بين حين و اخر احاديث على شكل لقاءات او ندوات او تصريحات لبعض المستشارين  لهذا المسؤول أو ذاك وقد تصل احيانا بهذا المستشار الى حد وكأنه هو المسؤول المعني والمباشر عن ماهية عمل المسؤول الحكومي عنه  ! وقد اتضح ومن خلال الاحداث التي مر بها العراق ان كانت قبل الاحتلال أو بعده بأن  ما من مسؤول يخفق بعمله الا و المستشارون من حوله هم السبب الرئيس بوقوعه في دائرة الاخفاق ولربما الآرباك . وقراءه بسيطة لكل المتغيرات التي شهدها العراق يتضح بأن هناك الكثير من المسؤولين واللذين تبوؤا مناصب قد تكون حساسة فشلوا في مهامهم وليس هذا فحسب بل تعدى ذلك الى احالتهم الى القضاء !
أن الواجب الرسمي والمهني يتطلب أن يكون المستشار ذي خلفية مهنية واحترافية بالعمل المناط به وقد يكون خبيرا بالأمور المسؤول عنها المسؤول الحكومي لغرض أنسيابية العمل كما مخطط له .
 أن المشهد العام لكل عمل الوزارات وايضا الى ماهو اعلى من الوزارات يدفع بالتساؤل عن خلفية بعض من هؤلاء المستشارين . فهل هم من اصحاب الكفاءة المهنية أن كان اعلاميا او رياضيا او اقتصادي اوسياسيا أو غير ذلك من الامور التي يجب ان يكون عليها المستشار خاصة في دوائر الدولة العليا ! .
أذن لابد ان يكون المستشار ذي اهلية خاصة تحافظ على عمل المسؤول الحكومي خاصة وان الكثير من المسؤولين جاءوا الى السلطة ضمن مايسمى بالمحاصصة السياسية او الدينية أو غيرها من المسميات التي غطت لوائح العمل الوظيفي في العراق ! من دون المعرفة الكاملة بماهية العمل الذي يجب ان يقوم بها المسؤول . ولذلك يتجه هذا المسؤول أو غيره للأستعانه بمستشارين لاجل انجاح مهمته في هذا المنصب عندها يلجأ الى اقرب الناس له قد يكون صديقا او قريبا  او من كوادر حزبه وذلك من اضعف الايمان! من دون البحث عن أهل الاختصاص . ومن جهة اخرى هناك البعض من يسمون انفسهم بالمستشارين جاهزون لاي وظيفة ان كانو في الزمن السابق أو في المرحلة الجديدة في العراق  انهم جاهزون لاي خدمة ! تراهم يتواجدون في كل المناسبات والاحتفاليات والندوات عارضين خدماتهم – الجليلة – لهذا المسؤول أو ذاك ! يرنون الى الوصول الى المشاركة في دائرة قرار المسؤول والاستحواذ على اكثر عدد ممكن من الامتيازات المادية والمعنوية من خلال التصفيق والمدح والثناء على كل جملة يقولها المسؤول الحكومي حتى لو كانت على خطأ ! . نحن لانريد لمسؤولي البلد أن يعتمدوا على مستشارين كما كان عمل المستشارين في النظام السابق الذين لايألون جهدا في الصدح والمدح على كل صغيرة وكبيرة والى امور لايتخيلها العقل ! ولانريد ايضا من بعض المستشارين الجدد أن يكونوا اشبه ببعض السكرتارية اللذين تكون جل اهتماماتهم بمراقبة هذا الموظف او ذاك ! فالبلد يكتنز بكفاءات نادرة ومن كل الاختصاصات بأعداد غير قليلة يمكن الاستعانة بها أن كانت اعلامية او رياضية او سياسية او من  أختصاصات اخرى . وهذا افضل بكثير من الاعتماد على ماهو القريب من حزب المسؤول او من اقارب الوزير أو الرئيس ! فقرار المسؤول الخاطىء  يضيف كارثة جديدة تطعن بجسد العراق الذي يئن من بعض القرارات المؤلمة !  .
[email protected]