ليست هذه هي الإهانة الأولى التي يوجهها المسؤولين الإيرانيين للحكومة بالأخص والمجتمع العراقي بالعموم،ولن تكن الأخيرة، وبما ان هناك من رؤساء الأحزاب والتكتلات السياسية والميليشيات المسلحة والمسؤولين من يدين بالولاء الكامل والشامل وبدون أي مناقشة أو حتى اعتراض لإيران ولاية الفقيه من الناحية العقائدية والدينية والطائفية !!؟.تاريخ معاملة العراقيين اللاجئين من قبل المسؤولين والحكومة الإيرانية وقياداتها الدينية كانت هي الأسوأ على الاطلاق في كافة مناحي الحياة وبالأخص ظروفهم الحياتية اليومية والاقتصادية والاجتماعية في معسكرات اللجوء الإيرانية التي كانت تمتهن كرامتهم وانسانيتهم وأدميتهم , ومع العلم جميعهم كانوا من سكنة مناطق وسط وجنوب العراق, حيث شهدت ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وبداية عام 2000 عندما فجع العالم في حينها على واحدة من أسوأ الكوارث البحرية في تاريخه حين تحطم زورق مزدحم باللاجئين قبالة سواحل جزيرة Java مما أسفر عن وفاة 374 ممن كانوا على متن الزورق غرقا معظمهم من العراقيين الشيعة الذين كانوا لاجئين في إيران ,مما أضطر على هول الكارثة هذه أن يستنكر المرجع الشيعي العربي الراحل محمد حسين فضل الله في بيان مشهور له أصدره مكتبه في لبنان وطالب الحكومة الإيرانية أن يتم توفير أبسط مقومات الحياة لهم لكي لا يضطروا الهروب إلى مصير مجهول طلبآ منهم للأمان والاستقرار!؟.ولعلى بداية هذا الخضوع والخنوع وبدون أي خجل أو حياء قد دشنه بعد الغزو والاحتلال بأشهر رئيس ما يسمى بمجلس الحكم عبد العزيز الحكيم عندما تم عقد مؤتمر صحفي في حينها في لندن مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بقوله:” أن إيران تستحق تعويضات من العراق بمبلغ 100 مليار دولار عن الحرب العراقية الإيرانية:”. حتى في زيارة المسؤولين في حكومة المنطقة الخضراء لإيران فأنهم يترجمون هذا الخنوع والخضوع وامتهان كرامتهم بصورة فجة ومزرية لأسيادهم يتمثل على سبيل المثال وليس الحصر بظهور رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أثناء لقائه بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي من دون ربطة العنق التي يرتديها عادة في جميع لقاءاته الرسمية وفي جميع المناسبات التي يحضرها!؟.المسؤولين الإيرانيين المتنفذين بالحكم بعد غزو واحتلال العراق أصبحوا يعتبرون المجتمع العراقي وبالأخص الشيعة منهم مجرد ” قطعان في مزرعة عبيد” لهم ولمشاريعهم الاستعمارية التوسعية في المنطقة، ولعلى تصريح علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة أمام مؤتمر بطهران ونقلتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية بإن بلاده:”كانت منذ ولادتها إمبراطورية وأن العراق ليس جزء من نفوذنا الثقافي فحسب! بل من هويتنا.. وهو عاصمتنا اليوم.. وهذا أمر لا يمكن الرجوع عنه لأن العلاقات الجغرافية والثقافية القائمة غير قابلة للإلغاء.”وأخر هذه الإهانة التي وجهها للعراقيين هو عضو البرلمان الإيراني عن مدينة أرومية غرب إيران عندما كشف في مؤتمر انتخابي جماهيري علنآ :”عن قيامه مع المجموعة التي كان يقودها بقتل حوالى 700 أسير عراقي إبان الحرب العراقية الإيرانية وقال النائب نادر قاضي بور عن التيار المتشدد في تصريحات ومقطع فيديو بثته مواقع إخبارية إعلامية خلال الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية التي جرت في 26 من الشهر الماضي :” أنه كان خلال الحرب قائداً لمجموعة من الجنود الإيرانيين مؤلفة من 12 شخصاً وكان في الطريق الرابط بين محافظة البصرة والعمار جنوب العراق حيث سُلم نحو 700 أو 800 جندي عراقي لنا ولم تكن لدينا الإمكانيات من وسائل نقل لاستيعاب عدد الأسرى لكننا قمنا بتصفيتهم جميعًا خدمة للإسلام والثورة والمرشد الأعلى الخميني “.حالة التباهي والنشوة بالنصر لهذا المسؤول الإيراني الإرهابي الوقح والذي لغاية كتابة هذا المقال وبعد البحث في المواقع والقنوات الإخبارية والتلفزيونية والفضائيات التابعة للتحالف الشيعي في حكومة المنطقة الخضراء لم تكن لديهم أي ردة فعل تذكر او حتى تعليق خجول لما تفوه به هذا المجرم بحق جنودنا العراقيون الأسرى البواسل ,حتى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية تخلوا مواقعهم من اية بينات استنكار او اعتراض لغاية هذه اللحظة !!؟.تخيل معي السيناريو الحالي أيها القارئ العراقي بالأخص والعربي بالأعم لو كان ما صرح به هذا المسؤول الإيراني ولنعكس الصورة تماما بكافة أبعادها ـ مع الاعتذار له مسبقآ من شخصه الكريم ولكنا ضربنا مثل ـ أن السيد العميد أحمد حسن عسيري مستشار مكتب وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية والمتحدث باسم القوات المشتركة في عاصفة الحزم حاليآ هو من صرح بهذا التصريح وخصوصآ أنه شارك بعمليات حرب الكويت عام 1991 في حينها ,كيف سوف يكون رد هؤلاء في التحالف الشيعي العراقي ,وكيف سوف يكون ردة فعل الوزراء والنواب والأحزاب الشيعية التي ولدت في ايران من خلال زواج السفاح الطائفي والمذهبي وخرجت من رحم ولاية الفقيه , إلا يقمون بالدعوة لخروج مظاهرات واحتجاجات جماهيرية صاخبة والمطالبة بالمحاكم والمشانق للسعودية ,وسنرى إعلامهم الطائفي المقيت كيف يتفرغ كليآ لعقد الندوات الحوارية مع الابواق النشاز والتي تجيد العزف على وتر الطائفية ,والدعوة بعمليات استباقية وانتقامية وسوف نرى كيف ردة فعل ميليشيات الحشد الشعبي وهي تحرق السفارة السعودية في بغداد وتقوم باقتحامها كما حدث في ايران عندما اعدمت الحكومة السعودية باقر النمر!؟أردنا في هذا المقام أن تكون لدينا مقارنة كيف ستكون ردة الفعل عندما تصدر من المسؤولين الإيرانيين أهانه تجاه الشعب العراقي وبما قد يصرح به أي مسؤول سعودي أو عربي تجاه الشأن العراقي،وهذا ما حدث عندما صرح السفير السعودي حول جرائم ميليشيات الحشد الشعب تجاه مكون عراقي معين,وهي حقيقة واقعة على الأرض ومنقولة للعالم بالصوت والصورة وموثقة إعلاميآ ولا يستطيع أي شخص أنكارها !.
[email protected]