23 ديسمبر، 2024 2:03 ص

مستشار لاحدود لصلاحياته

مستشار لاحدود لصلاحياته

الجهات الامنية العراقية، أبلغت النقاط العراقية في المعابر الحدودية مع إيران، بأن الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس،”مسموح له بالدخول للأراضي العراقية بلا جواز سفر، كونه مستشارا لدى الحكومة العراقية”، بحسب ماجاء في التقارير الخبرية المنشورة يوم الاربعاء الماضي، لکن المتحدث باسم ميليشيات الحشد الشعبي أحمد الأسدي، کان قد أکد سابقا بأن”سليماني ليس مستشارا عسكريا للحشد الشعبي فقط بل للجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب العراقي”، وهذا يدل على إن سليماني کما يبدو يحمل مواصفات خارقة للعادة و لايوجد لها مثيل بالعالم.
إسباغ صفة(مستشار الحکومة العراقية)، على قاسم سليماني، جاء بعد الجدل و الشکوك التي أثيرت بخصوص الدور الممثير للشبهات لهذا الرجل المطارد دوليا بصفته إرهابيا، لکن وکما هو واضح فإن منصب المستشار کما نعلم محدود الصلاحية، خصوصا فيما لو علمنا بأنه قد کان هنالك آلاف من المستشارين العسکريين الروس في مصر و غيرها خلال العقود السابقة لکن لم يکن مسموحا لهم أبدا و مطلقا الدخول و الخروج الى البلاد من دون إبراز جواز السفر، لکن لانعلم لماذا منحوا سليماني هکذا حق”سيادي”لايستحقه بأي حال من الاحوال.
مايجب أن ننتبه إليه و نأخذه بنظر الاعتبار، هو التحذيرات المستمرة لساسة عراقيين من وقوع انتهاكات وجرائم ضد المدنيين على غرار ماحدث في الفلوجة إذا ما شارك قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بأية معرکة في العراق، وهنا من المفيد جدا أن نضع معلومات دقيقة لمسٶولين في المقاومة الايرانية بشأن دور سليماني في العراق و المنطقة أمام أعيننا، ومن إنه يسعى من أجل تحقيق أهداف و غايات تخدم مصلحة النظام في إيران فقط، لکن النقطة المهمة هي إن هناك فعلا غضبا و سخطا متناميا في العراق خصوصا و المنطقة عموما من دور سليماني و الصلاحيات الغريبة التي يتمتع بها.
عدم وجود حدود لصلاحيات قاسم سليماني و کونه يتحرك کما يريد و يشاء في العراق بشکل خاص، تٶکد بأن حدود نشاطاته و تحرکاته لاتتفق أبدا مع کونه مستشارا بل و تتعدى ذلك بکثير، ولاغرو من إن سعي الحکومة العراقية لتبرير تحرکات و نشاطات سليماني المشبوهة في العراق من خلال الزعم بإنه مستشار لديها، هو تبرير مثير للسخرية و التهکم و حتى الاستهزاء الى أبعد حد، ذلك إنه”أي سليماني”، يتصرف و کأنه حاکم مطلق للعراق أو بصفة”المندوب السامي”، على أقل تقدير، وإن هذا الزعم من السخف و الضحالة بحيث لايوجد عراقي يمکنه أن يصدق ذلك، طبعا بإستثناء الحکومة العراقية!
 [email protected]