22 ديسمبر، 2024 8:21 م

مستر كوك البريطاني ودوره في سرقة الآثار العِراقيّة!

مستر كوك البريطاني ودوره في سرقة الآثار العِراقيّة!

مع دُخول القوات الأمريكيّة والبريطانيّة إلى بغداد تعرّضت المواقع الأثريّة في العِراق إلى عمليات السلب والنهب من قبل الجهات المحسوبة على القوات الغازيّة التي تم تدريبها في مُعسكرات هنغاريا قبل دُخولِهم إلى العِراق وبات معها تاريخ العِراق غنيمة حربٍ مسروقة يعرضُونها في متاحِف أوروبا التي تدّعي مُكافحة الإتجار بالآثار المسروقة وتدّعي الدّفاع عن حضارة الشرق الأدنى وهي مسرحيّة عِشنا فصولِها الأولى خلال الاحتلال البريطاني للعِراق كما ذكره لنا ساطع الحصري في مُذكراته حيث يقول: ″التنقيبات الآثاريّة في العِراق بدأت مُنذُ أوائل القرن التاسع عشر ولكن الآثار المُكتشفة خِلالها نُقلت بأجمِها إلى باريس وبرلين ولندن وإسطنبول ولم يبقى شيء منها في بغداد أو موصل أو البصرة. والآثار التي تُكتشف صُدفة أو نتائج حفرياتٍ سريةٍ وغير سريّة انتقلت إلى أيدي التُجار وبُيّعت إلى متاحف أوروبا وأمريكا. عندما أستولى الجيش البريطاني على سامراء نُقل الصناديق المذكورة بأجمعِها وأعتبرها غنائم حرب وأهداها إلى المتحف البريطاني في لندن. ولذلك نستطيع أن نقول أنّ جميع الآثار المعروضة أو المخزونة في المتحف العراقي تعود إلى مكتشفات ومُقتنيات الحرب العالميّة الأولى. وقد كانت مس بيل أول مُديرة فخريّة للآثار القديمة وبعد وفاتِها تولّى المُديريّة بالوكالة مستر كوك الذي كان مُستشاراً لوزارة الأوقاف. إن مستر كوك كان يُمارس تصدير وبيع الآثار القديمة. وكان بعض النواب نبهوا الحُكومة لذلك علناً وفي أحدى الجلسات والحُكومة قالت بأنّها لا يُمكن أن تعمل شيئاً للشائِعات ما لم تحصل على دليل لذلك. والدليل الحاسم ظهر على الملأ بعد مدةٍ وجيزة لقد أنكسر في الرُطبة أحد الصناديق التي كان أرسلها مستر كوك كأنّها تحتوي على أشياء ذاتيّة وظهر أنّ ذلك الصندوق كان مملوءاً بالآثار القديمة. عند انكشاف أمر مستر كوك بهده الصُورة سارع المندوب السامي إلى تسفيره على الفور إلى إنكلترا″. (ساطع الحصري، مذكراتي في العراق، دار الطليعة، بيروت، 1967، ص 396 – 397) نعم المندوب السامي البريطاني المُحتل في العِراق عمد على تسفير حرامي الأثار مستر كوك للحِفاظ على ماء وجه بقية سُراق الآثار دون إعادة القطع الأثريّة المسروقة لصاحِبها الاصلي العِراق. أمريكا اعادة كِتابة السيناريو الإنكليزي مع احتِلالِها للعِراق لكن بفارقٍ بسيط إعادة بعض القطع المسروقة مع عدم تسفير السارق مستر كوك الأمريكي!.