23 ديسمبر، 2024 1:56 ص

مستر بايدن .. صناعتكم رُدتْ اليكم

مستر بايدن .. صناعتكم رُدتْ اليكم

 تحت ستار مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي “داعش “،عاود نائب الرئيس الامريكي جون بايدن من جديد طرح دعواته لتقسيم العراق وفق اسلوبه القديم ،ووجد في المخاطر التي يلقيها هذا التنظيم الارهابي ضالته في اخافة الجميع وتنبؤاته بان العراق لايمكن له ان يبقى موحدا، الا اذا اقيم فيه نظام كونفدرالي يجمع بين الاقاليم السنية والشيعية والكردية..على حد قوله ..
بايدن الذي يوصف هنا في العراق بانه مهندس التقسيم الثلاثي المعروف وتشكيل ثلاثة اقاليم على انقاض العراق ، قال إن العراق بحاجة الى نظام “فدرالي فعال” لمعالجة الانقسامات التي تعصف به، ويقول إن امريكا مستعدة لتوفير الدعم من اجل انجاح هذا النموذج.وسنساله لاحقا كيف ولماذا ..؟؟
 وتحت حجب دخان داعش وحرائقها وِحدِ سكاكينها ومن يتوارى خلفها دعما وتسليحا وامدادات وحواضن ،دعا بايدن العراقيين الى التوحد ليتمكنوا من مجابهة التحدي المتمثل بتنظيم “الدولة الاسلامية.” من خلال مفهوم ثلاث كيانات متساوية في الحقوق وقال “إن هذه معركة يجب ان تقوم على ارض العراق، بمساعدة امريكا والعالم، ، وهي معركة هو قادر على الانتصار فيها ايضا.!! كيف بالله عليك يا مهندس التقسيم وقد تركتم هذا المنظمة الارهابية تكبر وتتغول على حساب شعب وثورة سوريا اولا ،حتى استطاعت ان تدخل العراق بارتالها الاف او الالفين حتى صارت اليوم خمسين
 الفا ..؟؟
 وحينما شعرتم انها ستمس امنكم القومي ومصالحكم تحركتم..!! وانني لأعجب من من المحاذير الذي وضعتها عناوينا في مقالتك وانت تدرك جيدا ان الاف التهديدات والمؤشرات قد وصلتكم حول نواياها واهدافها بل وحتى تهديد خليفتها ايام كان ضيفا لديكم في سجن بوكا ؟؟ السؤال هو لماذا الان التحذير من المخاطر وبعدما سبق السيف العذل كما يقول المثل العربي المقارن..؟ ولماذا تركتم السوريين يقاتلونها بدون سلاح حتى امتلئت مخازن داعش من السلاح الامريكي الذي حصلت عليه من الجيش العراقي المنكوب ..؟ وقتها وقبلها تكتم وتركتم الجيش الحر وحده يقاتل بين فكي
 داعش وجيش النظام..
سيد بايدن اعترافك بان التهديد لأمن المنطقة من قيام دولة ارهابية امسى بلا شك متاخرا والوقائع على الارض تؤيد ذلك انها تمتد بقفزات غير محسوبة ما تقوله اليوم وبحكم المعطيات التي تحدثنا عنها اعلاه وتخليص شعب العراق والعالم منهم فلا يعرفهم مثل هذا الشعب حينما يجد الجد وتكون الثقة موجودة على قدر متساو من المسؤولية بين الجميع..لذا اعترافك وهواجسك هذه اصبحت متاخرة وكانت القشة التي قصمت ضهر البعير كما يقول المثل العربي عندنا، هي حينما قطعت هذه المنظمة الارهابية راس الصحفي فولي الذي كما وجدته غير هيابا من حكم قاتليه بحزراسه ،وواجه
 الموت بشجاعة كما واجه نفس طريقة الموت الالاف من شباب العراق ومن جميع الطوائف وبخاصة الجنود والضباط في قاعدة سبايكرالتي يتحملها القائد العام وقائد القوة الجوية بالدرجة الاساس ..
. ا لواشنطن بوست صحيفةعملاقة وتملك مصادر مقربة وموثوقة في الادارة الامريكية هي التي نشرت لبايدن مقالتة العرجاء التي اعرب فيها عن استعداد الولايات المتحدة “لتعزيز” دعمها للعراق في حربه ضد “الدولة الإسلامية”، وانها مستعدة لحض شركائها الدوليين على فعل الشيء نفسه ايضا…ولكنه نسي ان كل الدراسات والتحليلات السياسية والمخابراتية كانت تشير وتؤكد الى ان معركة تدمير داعش تبدأ على التراب السوري الحاضنة الرئيسة للارهاب بشتى انواعه وان كل ما وفد للعراق كان عبر المعابر السورية مع العراق ..
والدليل ان امريكا ابلغت المالكي ليلة 910 بدخول ارتال سيارات داعش من معبر ربيعة باتجاه الموصل ، لكن الظالم هذا اغفل الامر وربما وجد فيها انها خير وسيلة لتاديب المناطق المنتفضة على حكمه واهل الموصل والانبار بالذات حتى ياتي يوم ليقولوا فيها نرتضي ظلم المالكي ولا ارهاب داعش..الا يستحق هذا الرجل محاكمة على فعلته هذه التي مات بسببها عشرات الالوف ..وفقدت الدولة هيبتها وسقطت معها هيبة الجيش العراقي وحتى هيبة اسلحتكم ودبابات ابرامزالتي صارت تقودها داعش..وفقدت عوائل اهلنا في الناصريةوالديوانية وغيرها خيرة ابنائهم من جنودوضباط
 القاعدةالجوية(سبايكر)ولايعرف مصيرهم حتى الان ..
اذن ايها السيد بايدن اكفنا شر طروحاتك ..وشر ما ينفذ عبر حدودنا الدولية مع سوريا وحتى مع تركيا واتركوا الامر لاهل البلاد ياتونكم برؤوسهم كما ارسلوا لكم راس الصحفي فولي لان العراقيين السنة وكما فعلوها من قبل مع القاعدة يمكنهم ان يكرروا نفس الشيئ مع داعش، لو كفت الدولة يدها وارهاب دواعشهم وعصائبهم وبالتالي لاحاجة لنا الى طروحاتكم حول التقسيم … الا سحقا لاناس ينشرون المرض ويتداعون ويطلبون منا ان نطبق علاجاتهم ..!!
اليس كان المفروض ان تتساءل بعمق كيف لجيش دربته امريكا سبع سنوات ومسلح باحدث الاسلحة يخفق بل ويتراجع مذعورا اما الف من داعش وحتى لو كانوا خمسة الالاف ، فهل يا تراهم كانت تقاتل معهم الملائكة وجند منزلون من السماء حتى تدحر جيشا مكونا من اربع فرق.. !!!! لا يا سيد بايدن صاحبكم هومن خان الامانة وسمح لداعش ان تدخل وتقتل وحينما مسكم جرحها واذيتها وتهديداتها رحتم تولولون على الامن الدولي والمنطقة وامن امريكا .. اليس كان المفروض ان تدعوا بما تملكوه من معلومات موثقة الى محاربة المتسبب ومحاكمته امام محكمة دولية ،اي كان لما تسبب به في نكسة
 العاشر من رمضان ..
اما مفهومك للفدرالية الفاعلة بين السنة والاكراد والشيعة فهذا كلام مضحك جدا واني اتساءل كيف جاز لك ان تتحدث عنه بمثل هذه البساطة..!! فهل تعلم كم حربا ستستعر في المديات القريبة والبعيدة في العراق بسبب اشبار من الارض ومزارات دينية وانهر وحافات مياه واثار وادعاءات لا اول لها ولا اخر .؟؟ يبدوا انك لاتعلم …واود ان اقول لك مخلصا وضعها (حلق) في اذنك مثلما يضع البعض هناك حلق في آذانهم..ان العراقيين كانوا موحدين ولاتفرقة بينهم ربما فعلها الساسة ولكنهم كشعب لم يكونوا يمارسوها ..اما قولك ان هذه الفتنة الطائفية هي من فتتت عزم الجيش العراقي
..فاجيبك نعم لانه كان جيش ملة واحدة لاتوازن طائفي فيه كما دلل على ذلك هذا الدستور الملعون ومن وضعه..؟
 فهوعلى مستويات قادة الفرق وحتى اصغر ضابط وهوامر فصيل كان يميل الى جهة واحدة ولوكان هناك قانون علم واحتياط ما كان حصل ذلك والسبب الساسة ومجلس النواب والاجندات ..؟ومع انكم تعرفون ذلك جيدا تركتموه يتمرغ بدمائه يوم اصابته داعش وغير داعش ومنعتم تزويده بطيران فاعل ..!! انتم سيدي من تتحملون وزر تدمير الجيش لانكم سمحتم لحكومة طائفية وعلى مدى ثماني سنوات من ان تفعل فعلها فيه وتضعفه وتحوله الى مليشيات لاتحمل عقيدة قتالية ولاؤها للعراق ،حتى اتت اكلها وسحق الجيش وصار الامراليوم ليس اكثر من مليشيات ترتكب كل الاثام ولاتختلف عن داعش في
 غبار حروبها وظلامية تاريخها وحتى في قطعها للرؤوس….!!
شكرا سيد بايدن على نصائحك لان المناطق المنتفضة وحدها قادرة ان تكفيكم شر داعش وغيرها لوكففتم يد مليشيات الحكومة والباقي مسؤوليتكم وليكن بعلمك لا طيرانكم ولا صواريخكم تستطيع ان تنهي داعش، فاهل مكة ادرى بشعابها وهم وحدهم حينما تتركون لهم الامر ويجدون حكومة وحدة وطنية حقيقية وليست كاذبة ومسخرة من اجندات اجنبية سيعودون امة واحدة، وسيعيدون هولاء البرابرة الى اواسط اسيا وجبال تارا بورا.وستمتلئ الصحارى والفيافي بجثثهم العفنة .. فانظر ماذا ترى ..

كاتب مستقل من العراق
[email protected]