18 ديسمبر، 2024 5:49 م

مستحدثات العملية السياسية في المنطقة

مستحدثات العملية السياسية في المنطقة

لقد فشلت القيادات السياسية التركية رهانها على الحرب في سورية ضد النظام الحاكم فيها وخاصة في مغامرتها بدعم الارهاب (الداعشي) للتخلص من امتدادات حزب العمال الكردستاني وتلقت حكومة اردوغان ضربة موجعة وذلك لعدم قدرتها في ابتزازالاطراف الدولية التي تالفت معها سابقاً وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو ولم تتبنى هذه المجموعة خطة انقرة في مواجهة دمشق بعد الضرر الذي اصابهم من جراء هذه الحرب التي تحولت الى عبثية في نظرهم ولاتجدي نفعاً

ولان الانباء تؤشر ان الامم المتحدة وبعض المنظمات الاوربية التي تدعوا الى السلام في العالم لديها حلول جدية في سبيل توقف الحرب ولو بشكل مؤقت في بعض المناطق التي تشهد قتالاً بين المعارضة السورية والحكومة ومحاولة ايجاد مناطق تتفق مع الحكومة لايقاف الحرب فيها لمدة قصيرة من اجل تقديم المساعدات الانسانية لها ولمدة اطول من التجارب التي اقدمت عليها في المراحل الماضية في حمص ، والجديد منها حلب لاجل ان تكون القاعدة الاساسية التي يمكن من خلالها ادامة وقف اطلاق النار وبعدها في الامكان من ان تبقى الحكومة الحالية برئاسة بشار الاسد في السلطة بعد ان فشلت الجهود السابقة من ان توصل المعارضة السورية الى السلطة لعدم نجاح الخطط التي اقدمت عليها مجموعة الدول التي عملت على اسقاط النظام الحاكم في سورية ومن ضمنهم تركيا بسبب الاختلافات الحادة التي تسود المعارضين وعدم وجود رؤيا مستقبلية معلومة لديهم وفقدانهم الاراضي التي كانت تستقر فيها بعد ان سيطرت عليها في بداية العمليات  وفقدانهم لاستراتيجية واضحة للاتفاق على صيغة عمل مشتركة تؤدي الى نتائج على الاقل لمدة قصيرة يمكن ان تطمئن على القادم لها ، اهم المقترحات الحالية ، ايجاد منطقة حائل تفصل القتال في مناطق محددة (حلب ) وطبعاً يقود هذه الفكرة ممثل الامين العام للامم المتحدة ديستفان دي ميستورا وعلى ضوئها يبقى الرئيس الاسد على رئاسة سورية فعلاً في قيادة البلاد وهي من الاولويات الحاضرة لمثل هذا المقترح لان وجود الحكومة الحالية افضل من ان لاتكون بالنسبة لها حتى لاتعيد التجربة الليبية مرة اخرى في الشرق الاسط , وطبعاً ان التحركات الاخيرة للمؤسسات الاوروبية من اجل دعم المقترح المعد من قبل الامم المتحدة والمنظمات الداعية للسلام بالرغم من عدم دعمها بشكل علني من قبل فرنسا وبريطانية ولكن هي الان رهن المناقشة عند اصحاب القرار وقد حضت بتأييد الحكومة السورية كي تستطيع توحيد تمركزها نحو المناطق القتالية الاخرى لمحاربة المجموعات التكفيرية مثل داعش والنصرة واعلنت عن قبولها للمقترح . المعلوم ان الاستنتاج الجديد هو ان موضوع تغيير النظام في سورية اصبحت من الامور الثانوية او المؤجلة في الوقت الحالي وخاصة اكثر الدول الاوروبية التي تضررت من مجريات العملية في سورية  والعراق والمنطقة بعد ان تجاوزت الحركات التكفيرية الخطوط الحمراء التي كانت معدة لها بعبور الحدود الى العراق لانها بدأت تهدد مصالحها مما حدى بها التوقف عن المطالبة على الاقل في الوقت الحالي بأزالة النظام في سورية .

إلا ان تركيا وبعض دول المنطقة مصرة على تغيير النظام ولازالت تتخبط في خطواتها واصابها القلق من خلال تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وعتبه من التغيير التكتيكي للولايات المتحدة الامريكية في سياستها الجديدة في سورية رغم ان تركيا قد بذلت كل مالديها في سبيل تحقيق هذا المطلب .

ان تركيا في الوقت الحالي تعتبرمن أهم الحلفاء لواشنطن في المنطقة إلا أنها تتمرد على المطالب الأميركية تبعاً لأحلامها في إعادة أمجاد الدولة العثمانية وهو ما لا يتناغم مع مصالح واشنطن التي رفضت حتى الساعة وضع الأولويات التركية على قائمة توجهاتها، حيث أقر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل على أن إسقاط النظام السوري ليس على قائمة أهداف التحالف في الوقت الحالي، فيما باتت خشية الغرب من أن تكون تركيا المصدّر الرئيسي للإرهابيين من العراق وسوريا باتجاه أوروبا. ويمكن الاشارة الى تصريحات الرئيس الامريكي اوباما الاخيرة من ان اسقاط النظام في سورية ليست من اولوياتها في الوقت الحاضر انما جل التفكير هو ايقاف المد التكفيري ومن معه من الارهابيين .                 

وقد عبر أردوغان أخيراً عن إحباطه من عدم قبول واشنطن لشروطه، حيث أشار إلى أن الأطراف الدولية المشاركة في التحالف لم تتخذ خطوات حاسمة في تدريب وتجهيز المسلحين الموالين لتركيا كما أنه لم يتخذ خطوات تتعلق بالمنطقة العازلة والحظر الجوي، من هنا جاء تأكيد أردوغان واضحاً على اقتران القبول بشروطها لموافقة أنقرة على مساعدة التحالف الدولي – الأميركي لمجابهة داعش وهو ان يكون اسقاط بشار الاسد المطلب والهدف الاول في تقديم العون للتحالف الدولي لانهاء الحركات والعصابات الاجرامية والتي جاءت للاساءة للاسلام من خلال اعمالها المشينة والتي تعتمد على الذبح والقتل والنهب والاختصاب تحت غطاء اعادة الخلافة الاسلامية كما تدعي والحقيقة هي العدونة على الرسالة الالهية وبث الفرقة بين المكونات الانسانية في العالم اجمع دون استثناء.