14 أبريل، 2024 5:38 م
Search
Close this search box.

مسبار الأمل أي أمل ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

إنطلق يوم الأثنين 20 تموز مسبار إماراتي تحت مسمى (مسبار الأمل) والذي كلف الإمارات مبلغ 200 مليون دولار ، يقال أنه تم تجميعه في الإمارات وتم إطلاقه في اليابان ، وليس دافع كتابتي لهذه المقالة هي الحسد ، حسنا ، ربما قليلا ، لكن إعتراضي هو على توقيت الإطلاق وسط الفوضى المالية العالمية ، وتفشي الفقر والبطالة والجوع الذي إجتاح كوكب الأرض ، ودول بأكملها يموت مواطنوها بالجملة لعدم إمتلاكهم الأدوية والأجهزة اللازمة لمواجهة جائحة كورونا ، وفوق كل ذلك المجاعة التي تهدد عشرة ملايين من جارهم العربي اليمن ، والإمارات هي المساهمة الفاعلة في تكريس هذه الكارثة من خلال مشاركتها في ما يسمى تحالف العار العربي ، وحرب الإبادة التي لا هوادة فيها على الحفاة العراة هناك ، والتي بددت فيها الإمارات ومعها السعودية مئات المليارات من الدولارات ، بعد أن رموا بكل ثقلهم في حرب الإبادة هذه منذ أعوام دون أدنى فوز بهذه الحرب يلوح في الأفق ، سوى جبال من المآسي والموت والدمار والجوع على الشعب اليمني .

وجهة هذا المسبار دراسة كوكب المريخ ! ، يا سلام !! المريخ مرة واحدة ! ، ترى ماهو دور ناسا ووكالة الفضاء الأوربية في جمع معلومات لكوكب يبعد عنا أكثر من 400 مليون كم ! ، لسبر أجواء هذا الكوكب ، وهم لم يسبروا حتى دواخل أنفسهم ! ، ولم يسبر الإنسان أغوار كوكبه ، إذ إن 80% من محيطات العالم لم تُستَكشف بعد ، قد يحتج البعض من أن هذا القمر الصناعي هو الأول عربيا ، لكن قنوات الإمارات الفضائية صدعت رؤوسنا بهذا الخبر وأنا أرى مئات الخبراء الأجانب الذين يصولون ويجولون في مختبراتهم ، وهذا يذكّرني ببرج (خليفة) ، الإستثمار الفاشل والذي لا زال شبه خاوٍ ، وكلّف أكثر من مليار دولار فقط لكسر الرقم القياسي العالمي في الإرتفاع ! ، وأقول أن دولتنا الكريمة جدا بإمكانها إنشاء 50 شبيه لبرج خليفة فقط من الأموال المهدورة في وزارة الكهرباء ! وهنالك متحف اللوفر ابو ظبي ، الذي كلف أكثر من 650 مليون دولار ، لجمع مقتنيات ، وأيه مقتنيات يا حسرة ! ، فمحمد بن سلمان إشترى لوحة (سلفاتورمندي ، أي مخلص العالم ) الأصلية للفنان الإيطالي الشهير (ليوناردو دا فنشي( ، بمبلغ يزيد عن 450 مليون دولار ! ، يا بلاش ! ، لتبقى حبيسة أحد جدران قصوره ! ، أو لتعليقها على أحد زوايا المتحف المذكور، بينما أرى متاحفنا نهبا لكل من هبّ ودب .

يذكرني ذلك بتصريح (ترامب) منذ حوالي العام وهو يبتزّ ملك السعودية علنا ، وخارج كل الأعراف الدبلوماسية ، بل الإنسانية منها وحتى الأخلاقية ، تصريح ملؤه الإستصغار والتعالي ، عندما صرح في البيت الأبيض (إتصل بي ملك السعودية ، فقلت لمن أجاب على الإتصال : قل له إني مشغول ـ ليتصل بي بعد اسبوعين ! ، وبعد إسبوعان تكلم مع الملك قائلا بالحرف الواحد وبأسلوب غير مؤدب ، وبلغة لا يتعاطاها حتى إبن الشارع :

((Hey King ,everybody knows that you won’t last one week without us , I’m losing my ass defending you, you’ve got to pay !)

يعني ( يا ملك –وليس أيها الملك- الجميع يعلم انك لن تدوم لأسبوع واحد بلانا ، أنا أفقد (مؤخرتي) دفاعا عنك ، عليك أن تدفع !) ،

ولو كانت لهذا الملك ذرة من الكرامة والأمانه والمسؤولية كونه يقود أهم دولة إسلامية ، وقبلة المسلمين ، فأقل ما يفعله هو قطع علاقته الدبلوماسية مع هذا البلد برئيسه غير المؤدب ! ، ولكن هيهات ! ، فكل ما قاله ترامب حقيقي ، ترامب الذي قبض مئات المليارات من السعودية على شكل أتاوات ، الجزء الكبير منها لشراء السلاح ، ولكن ضد مَن ؟ ، ولسان حال ترامب يقول (عليكم شراء السلاح ، أفرغوه برؤوس مَن شئتم ! ) ، وترامب هذا نفسه غض الطرف عن جريمة إغتيال خاشوقجي رغم الأدلة الدامغة على تورط العائلة المالكة ، ولسان حاله يقول (لا شأن لنا بالحقيقة ، المهم هو الحلب ، أقصد الدفع )! ، هؤلاء قد حباهم الله بنعم وثروات ، وها هم يبددونها فقط لإسترضاء وتملق الغرب ، والظهور بمظهر المتحضرين والمصلحين ، وفي تقرير للأمم المتحدة تحدّث عن ان نصف ثروات العالم مكدسة بيد 26 فردا فقط ! ،وأكثر من نصف الكرة الأرضية يعاني الجوع والحرمان ، لكن هؤلاء فاتهم ، أن كل نعمة قابلة للزوال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب