في مؤشر لآخر مؤتمرات “دافوس ” أن سنغافورة هي المتقدم الاول عالميا في مجال التربية والتعليم وتأتي فلندا وسويسرا بالمرتبة الثانية والثالثة وقطر بالمرتبة الرابعة عربياً ومبارك عليهم الأشقاء العرب وتهانينا القلبية لهم , بعد أن كان حملة “البكالوريوس ” العراقيين إبان السبعينيات هم أكثر من نفوس قطر , وأن أول جامعة عربية في الإمارات قد أسستها الحكومة العراقية آنذاك في سبعينيات القرن الماضي وبكادر تدريسي عراقي مئة بالمئة . أما الآن فالعراق يحمل التسلسل رقم (138) دوليا وبعده مصر .. أن مقياس “دافوس ” للتربية والتعليم يتألف من (140) وصنف العراق ضمن الدول الأكثر تراجعاً بهذا المجال خلال الفترة القليلة الماضية .العراق على مرور مراحله القديمة والجديدة يحمل تاريخاً مشرقاً وحضارياً في مجال التربية والتعليم وشهاداته المعترف بها دوليا ً تصل لشهادة السادس إبتدائي. إلا أن وزراء التربية والتعليم العالي على مدار 17 سنة خلت لم يطوروا التعليم شبراً واحداً , في مرحلة كثر الغش فيها وبيع الشهادات وإزدياد المدارس والكليات الاهلية والدروس الخصوصي وتغيير المناهج الدراسية كل سنه وتأخير توزيع الكتب بسبب شحتها وعقود فساد الطبع خارج العراق و”كوميشنات” فاسدة من قبل لصوص فاسدين مارقين يتحكمون في الوزارات والمؤسسات التربوية .العبور أو الزحف التي أجبرت كورونا المسؤولين عن إتخاذ مثل هكذا قرار , هو بحد ذاته تأخر للمستويات العلمية وإضمحلالها في وقت يعاني التعليم أسوء حالاته. الزحف الذي إتخذه الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم عام 1959 عانت منه العملية التربوية إحدى عشر سنة حتى إنتهت مساوءه عام 1968, حيث كانت مرحلة الابتدائي (6 ) سنوات ومرحلة الثانوي (5 ) سنوات لحين أقرار نظام المدارس الثانوية رقم (60) لسنة 1968. وبعد 2003 عانى قطاع التربية والتعليم تدهوراً خطيراً في أسسه التعليمية والمنهجية في ظل افتقار كبير لمقومات نجاح العملية التربوية في البلاد التي ما فتئت تحتل ذيل التصنيف العالمي في مؤشرات التعليم منذ سنوات عديدة وهو يشهد انتكاسات كبيرة بسبب عدم تطوير المناهج وفق رؤية علمية ومنح الشهادات وتفشي ظاهرة الجامعات الأهلية غير الرصينة ..!