23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

مساكين أطفال العراق

مساكين أطفال العراق

” حقاً أن أطفال العراق مساكين وخصوصاً تلك الطبقات التي نُطلق عليها – الطبقة الفقيرة وحتى المتوسطة-. اليوم شعرتُ بألأحتقار لكل شيء يعود الى موارد العراق من النفط والزراعة والصناعة وحتى التعليم. أدركتُ الى ألأبد أن العراق سيبقى متخلفاً ..لن يصل الى مصاف الدول العظمى من ناحية – الموارد البشرية والتنية ألأجتماعية- . الفلم القصير المصور والمنشور في شبكة التواصل ألأجتماعي مزق كل المعنويات الكامنة الراكدة في صدري. فلم يحكي قصة ضياع هذا الجيل من ألأطفال وحرمانهم من أبسط العاب ذكريات الطفولة البريئة. قصة الفلم – الذي تم تصويره بالموبايل- تحكي حكاية مجموعة صغيرة من ألأطفال في عمر الزهور جلسوا على ألأرض ووضعوا زجاجة في دائرة أمامهم وراحوا يحركونها في حركةٍ دائرية وعند وقوف رأس الزجاجة مقابل أحدهم يبدأ ألأخرين بجلدهِ وضربهِ بقوة على رأسة بقطعة من الشبشب أو – النعال- كما يسمى في العراق. شاهدتُ الفلم عدة مرات وفي كل مرة أشعر بالحزن بالقلق بالخوف بالرعب بألأسى على هذا الجيل من ألأطفال. أيُّ لعبةٍ هذه؟ أي متعةٍ هذه ؟ مع كل ضربة أشعر أن قلبي يكاد يتوقف عن الحركة. حينما كنتُ في سنهم مارستُ مع زملائي الصغار كل أنواع اللعب الطفولي البريء ولكننا لم نكتشف هذه اللعبة المخيفة. قبل كل شيء أود أن أُنَوّه هنا الى أن الضرب المتواصل وبهذه القوة من قبل ألاخرين على رأس الطفل الصغير قد تُسبب له أمراض في الرأس أو شيءٌ آخر لاتحمد عقباه – هذا من الناحية الطبية والجسدية- . من الناحية ألأخرى ترمز هذه الضربات المتواصلة الى أعلى درجات الذل والأحتقار لهذا الطفل الذي تسابق علية ألأطفال ألأخرين وراحوا يوجهون له كل هذا ألأحتقار النفسي والمعنوي. ماذا سيتذكر هذا الطفل حينما يتحول الى رجل؟ وقد يلعب الحظ دوره ويصل هذا الرجل الى وظيفة مهمة وعندها سيسترجع من خلال عقلهِ اللاواعي كل تلك الضربات المُهينة وعندها سيحاول ألأنتقام بشتى الطرق للتعويض عن ألأنهيار النفسي الذي كان قد تعرض إليهِ في طفولته التي لم ترسم له في ذاكرته إلا الذل والهوان. لو كان هؤلاء ألأطفال قد وجدوا في بقعة ألأرض التي يسكنوها  منتزهاً كبيراً يحتوي على وسائل شتى للترويح عن الذات أو مرفقاً عاما آخر يحتضن كل ألأشياء الجميلة من ألعاب وأشياء أخرى لما تحولوا الى قُساة عتاة بهذه الصورة المأساوية البشعة.
أنا لاأعرف الى أي منطقة ينتمي أؤلئك ألأطفال.. ولكن بالتأكيد أن في قريتهم أو مدينتهم مجلس بلدي ومتنفذين وربما تجار من الدرجة ألأولى. ألم ينتبه أحداً منهم الى هذه الطريقة المأساوية التي يرزح تحت وطئتها هؤلاء ألأطفال الذين هم في عمر الزهور؟ ملايين الدولارات لا بل مليارات الدولارت تقبع في خزينة العراق – المنهوبةِ بين الحين وألآخر- ونحن وأطفالنا نعيش في ضنكٍ من العيش ونحلم بملعبٍ صغير أو مدينة ألعاب تنقذ أطفالنا من هذا العقاب المرعب بعضهم لبعض. هل يضرب أطفال الدول الكبرى بعظهم ببعض ليمارسوا ألعابهم الطفولية البريئة أم أنهم يمارسون شيئاً آخر يعدهم لمستقبلٍ زاهر بكل ألأتجاهات؟؟ سننتظر – ذكرى – وما ستعفعله من ملاعب لأنقاذ أطفال العراق من هذا الجلد المتواصل – بالنعال-  كي يقضوا وقتاً أسمه – اللعب أو التسلية – ؟ لا أعتقد أنها ستفعل شيء فحيتان النهب والسلب ستحيط بها من كل ألأتجاهات وتصرفها عن إنجاز شيء جميل إسمهُ – برنامج التنمية البشرية-. سلاماً أطفال العراق وأنتم تجلدون بعضكم البعض من أجل قتل الوقت بطريقة ذليلة…………………