سألت صديق يعتزم السفر لاجيء الى بلاد الغربة ٠ ٠ سألته عن اسباب اصراره على الهجرة الى امريكا التي افهمونا انها عدوة الشعوب ٠٠ فقال لي لقد اثقل همي رخص دمي فقد سكنت بيوت الخرفان وبيوت الارانب والجرذان فوجدتها بيوتا هشة لاتقوى مقاومة كلب اجرب جوعان ٠٠ فهي ان طال عمرها او قصر ضعيفة غالبا ما تهرب من بيوتها مرعوبة خائفة من اي عدوان تاركة ديارها خوفا ورعبا من اي تهديد او عدوان في عالم تسوده لغة الغاب وسيطرة الاقوى من الانس والجان ٠٠ قال صديقي هذه الحالة استفزتني وجعلتني اعيش في دوامة بين حياة الذل والخضوع لارادة القوي وبين حياة معززة بالكرامة فاخترت ان اعيش في امريكا داخل عرين الاسد خاضعا لسطوته اؤدي فروضه لكني لن اهرب خائفا مرعوبا من سطوته بعد ان امنت الدار التي اسكنها فاصبحت من اتباعه ومريديه وأُؤدي فروض الطاعة له ٠٠ وقال لايهمني مانويت بعد ان أمنت حياتي وبيتي٠٠ قد اكون خروفا وديعا جاء من وراء البحار ليعيش في عرين الاسد أمنا مستسلما خوفا من سيف جلاد قد ينحر رقبتي قربانا لاله مجهول الهوية ارضاءاً لنزوته في حب من يسميها الشهادة والتقرب من ذلك الاله الذي نجهله والذي لايشبه الاهنا لان الاهنا اله الرحمة والاهه اله النقمة٠٠ الاهنا الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياه نعبد واياه نستعين ٠٠ فقال لي دعني ياصديقي التجيءالى بلاد من اسميتموهم كفار اعيش في عرينهم بلا خوف من سيف الطعان بعد ان ملت نفسي مشاهدة الاكفان فلا اريد الموت مثل الخرفان وان يسيل دمي مثل القطران فانا انسان لايرتضي لنفسه ان يكون حيوان بلا اسنان عاجز حيران فدعني يا صديقي ان اعيش بعيدا عن ارضي وارض الجيران وان تكون حياتي آمنة حتى وان كانت بلا عنوان فدعني ارحل وليشطب اسمي من سجلاتكم. لاكون انسان يأمن على نفسه من سيف ينحر رقبته مثل خروف جبان ٠٠ انا عربي مسلم عريان حالي حال ملايين السبايا فدعني ياصديقي البس ثيابا جميلة لا تشبه الاكفان وان أكل طعاما لذيذا خالي من الديدان وان ارفع صوتي عاليا في الوديان وان اعيش بكرامة لايسلبها مني كائن من كان لاني مللت حياة الذلة والمسكنة وان اعيش مثل الطرشان ٠٠ ها انا اليوم أُلملم حقائبي مسافرا بلاعنوان فقد ماتت في بلدي انسانية الانسان.