22 نوفمبر، 2024 3:36 م
Search
Close this search box.

مساعي محمومة لإحتواء التظاهرات

مساعي محمومة لإحتواء التظاهرات

بعد إصطباغ التظاهرات الاحتجاجية الصاخبة في المحافظات الجنوبية والوسطى وبغداد بطابع سياسي واضح ولاسيما وبعد ترديد شعارات مناوئة لإيران وحرق صور زعمائها المعلقة في العراق ولاسيما صور خميني وخامنئي ومهاجمة مقرات الاحزاب والفصائل التابعة لها، فإن هناك محاولات ومساعي محمومة بتوجيهات مباشرة من طهران بالعمل من أجل إحتواء هذه التظاهرات والسيطرة عليها بصورة أو أخرى من أجل عدم السماح لها بالمضي قدما على الاتجاه الحالي الذي يبدو إنه بات يخيف إيران کثيرا.
طلب النظام الايراني من أتباعها بالسعي لإحتواء التظاهرات، هو من أجل إعادة تطبيق تجربة له في إيران على إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي طالبت بإسقاط النظام ورفعت شعارات معادية لجناحي النظام، حيث حاول قادة ومسٶولين إيرانيين رکوب موجة الانتفاضة والتظاهر بدعمها في حين کانوا يخططون من أجل إخمادها والقضاء عليها، لکن وکما هو واضح فإن المقاومة الايرانية قد أفشلت هذه المخططات عندما قامت بفضحها منذ البداية ولذلك فإن الاحتجاجات لازالت مستمرة، وإن دعوة هادي العامري، زعيم ميليشيا بدر، والمقرب جدا من النظام الايراني، الحکومة العراقية الى الامتثال للمطالب التي يطالب بها المتظاهرون، هو بمثابة نسخة طبق الاصل من الموقف الذي أبداه الرئيس الايراني من الانتفاضة الايرانية بالتظاهر بتإييدها.
مطالب المتظاهرين العراقيين ليست تحسين الخدمات وتطويرها فقط وانما طرد النظام الايراني من العراق وإنهاء نفوذه ومکافحة الفساد الذي يعتبر قادة الاحزاب والفصائل التابعة لطهران من أبرز وأهم قادتها، ولاندري هل إن العامري يخدع نفسه أم يتظاهر بالجهل أو إنه يقول کلاما للإستهلاك والتمويه وخداع الاخرين وواضحا جدا إنه يخدع المتظاهرين على المکشوف وإن المتظاهرين أيضا يعلمون بذلك جيدا، والذي فات على العامري ومن ورائه النظام الايراني إن العراقيين صاروا يعلمون جيدا إن هناك ترابطا قويا جدا بين الحالة الوخيمة لهم وبين الدور الايراني في العراق.
تورط أفراد من فصائل من الحشد الشعبي وتحديدا من ميليشا بدر ذاتها بقتل وإغتيال وإعتقال وضرب متظاهرين، تجعل من هذه الفصائل وقادتها ليس غير مرغوبين ومرحب بهم من جانب المتظاهرين وانما حتى خصوم لهم خصوصا وإنهم يعتبرون أدوات ووسائل وأذرع للنظام الايراني من أجل تحقيق أهدافه المشبوهة في العراق، ولذلك فإنه من المنتظر أن تبقى هذه التظاهرات مستمرة ولايمکن خداع العراقيين بهذه الطرق والاساليب الملتوية.

أحدث المقالات