23 ديسمبر، 2024 6:48 ص

مساران للتعامل مع الملف الايراني

مساران للتعامل مع الملف الايراني

على مر العقود الاربعة المنصرمة، إستفاد ويستفيد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإستمرار من طريقة واسلوب الدفاع السلبي من جانب دول العالم عموما والمنطقة خصوصا ازاء المخططات والسياسات المشبوهة له، ولايبدو إن نهج الدفاع السلبي قد أثمر عن أي نتيجة إيجابية لصالح المنطقة والعالم، وانما صب ويصب في مصلحة هذا النظام، ولذلك فإن الضرورة باتت ملحة من أجل تغيير هذا النهج بنهج واسلوب أکثر فعالية وأقوى تأثيرا.
التمعن في الموقف الدولي في التعامل مع الملف الايراني، فإن هناك مساران بهذا الصدد، هما:
الاول: إن المجتمع الدولي لايزال يسعى من أجل إعادة تأهيل هذا النظام أملا في جعله عضوا صالحا ولکن من دون جدوى، حيث إن معظم الادلة و المٶشرات تدل على إخفاق هذا المسعى وإستحالة تحقيقه طالما بقيت الدکتاتورية الدينية حاکمة في طهران.
الثاني: إن المجتمع الدولي، وخصوصا الدول الغربية ودولا في المنطقة، بدأت تنتفح على المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وعمودها الفقري منظمة مجاهدي خلق، ولاسيما بعد الانتفاضتين الاخيرتين للشعب الايراني والدور القيادي المميز لمنظمة مجاهدي خلق فيهما ومن إن المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق تمثل قوة تغيير أساسية في المعادلة السياسية الايرانية.
مايجدر ملاحظته هنا، هو أن النظام الايراني ينتهج حاليا نهج الدفاع السلبي أمام الدول الغربية، ولاسيما أمام الولايات المتحدة الامريکية بعد إنتخاب ترامب(بعد أن کان المباغت ويمتلك زمام المبادرة بيده طوال العقود الماضية)، لکن في بلدان المنطقة، فإن المعادلة لازالت على حالها على الرغم من أن هذا النظام قد ألحق الکثير من الاضرار الفادحة والکبيرة بها، ونظرة الى الاوضاع في سوريا والعراق ولبنان واليمن، تؤکد بأن هذا النظام لايزال يمضي قدما في سياساته غير آبه او مکترث للسيادة الوطنية واستقلال هذه الدول ويتدخل في شؤونها الداخلية بصورة سافرة، والانکى من ذلك أنه ومع تمادي النظام الايراني في تأسيسه لتيارات وميليشيات تابعة لها في هذه البلدان، فإن هذه البلدان لازالت وللأسف البالغ تتصرف بمنتهى الحيطة والحذر في قضية إقامة العلاقات مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وکذلك تإييد النضال المشروع للشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية، ولازالت هذه البلدان تنتظر ماستسفر عنه الاوضاع لتقوم بإتخاذ مواقفها في ضوء ذلك ولاتقدم ولو خطوة واحدة للأمام لتأخذ بزمام المبادرة وتضع حدا لتلك المعادلة السلبية التي تصب في صالح النظام الايراني فقط، ولاريب من أن الوقت يمضي سريعا ولابد من التفکير جديا بهذا الموضوع قبل فوات الاوان، خصوصا وإن هناك متغيرات مهمة تشير الى تزايد الاهتمام الدولي بالمقاومة الايرانية ودورها على الصعيد الايراني وإن مايجري حاليا من أجل تدويل مجزرة صيف عام 1988، التي إرتکبها النظام الايراني بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق ناهيك عن مٶشرات تدل على تزايد الميول الدولية بالاعتراف بالمقاومة الايرانية کبديل لهذا النظام.