23 ديسمبر، 2024 10:30 ص

مسارات قلقة..السينما العراقية الى اين..!!

مسارات قلقة..السينما العراقية الى اين..!!

تمتد السينما العراقية الى العشرينيات من القرن الماضي كإنتاج وقاعات عرض ,واستمرت بخطى بطيئة لكن واثقة لأن المعنيين بصناعتها عزموا جهدهم لتطويرها بما يتلاءم ومع التطورالثقافي لبلد مثل العراق علم البشرية الكتابة وتأسست الدول والانظمة الحاكمة بالتشريعات والقوانين التي تنظم الحياة ,وبقايا الآثار توضح عمق وتطور هذه الحضارات العامرة بالثقافة والعلم.. فأول عرض سينمائي عراقي (سينما توغراف) في العراق ليلة الأحد 26 تموز 1909 في دار الشفاء في الكرخ .
– اول دار سينما انشأت في العراق في 5 / 9 / 1911 وهي سينما البلوكي في ساحة الميدان .
– وبعد ذلك سينما سنترال 1920, الوطني 1927, رويال 1929, ثم الزوراء والرشيد والحمراء , ثم الهلال 1932 مع جناح خاص للعائلات , روكسي 1932, غازي 1937, ثم تاج الصيفي وديانا , النجوم 1947, ثم مترو والفردوس وهوليوود , ثم الخيام , فيصل , ريجنت في الخمسينيات , ثم النصر , السندباد , سميراميس , أطلس , بابل في الستينات . حاليا بقيت 4 دور سينما مهترئة في بغداد , سميراميس , الخيام , السعدون , النجاح وأغلقت جميع الدور في البصرة والموصل .
– في 19 / 2 / 1931 عرض اول فيلم ناطق في سينما الوطني وهو فيلم ( ملك الموسيقى )
– عام 1943 اسست اول شركة لانتاج الافلام والتي عرفت بـ(شركة افلام بغداد المحدودة)، ابرز مؤسسي هذه الشركة هم: مهدي البصام (تاجر) وحسن حسني (ملاك) وناصر نعيم (تاجر وصاحب معمل)، برأسمال قدره (15) الف دينار طرحت منها للاكتتاب (12,600) سهماً وحدد سعر السهم ديناراً واحداً، لكن الشركة فشلت في انتاج الافلام السينمائية، ولم ينجح الانتاج السينمائي في عمل الافلام في العراق فاستمر مستورداً لها حتى نهاية الحرب العالمية الثانية .
– اول فيلم عراقي انتج عام 1946 وهو الفيلم العراقي المصري المشترك (ابن الشرق )
– اول فيلم عراقي ملون انتج عام 1962 وهو فيلم ( نبوخذ نصر )
– اقصر فيلم عراقي هو فيلم ( ادبته الحياة / 1958 ) ومدته 35 دقيقة
– اطول فيلم عراقي ( المسالة الكبرى / 1983 ) ومدته 170 دقيقة
– اول مؤسسة حكومية سينمائية عراقية انشأت عام 1959 ( مصلحة السينما والمسرح )
السينما الفن السابع الذي وجد فيه الجمهور متعتهم وفائدتهم في مراسيم فرحهم وجميعنا نتذكر كيف كانت افواج من الناس تقف على شبابيك بائع التذاكر للحصول على بطاقة الدخول للفيلم السينمائي كأفراد وعوائل .. الافلام العربية المثيرة .. نغم في حياتي .. أبي فوق الشجرة وكوميديا بود سبنسر وتران سهيل وغيرها .. المهم كان هنالك مجتمع يتابع بشغف ومن شتى الطبقات المثقفة وغير المثقفة .. وهذا الباب الشرقي شهد الكثرة والنوعية من قاعات العروض السينمائية وحملت اسماء تاريخية مثل الخيام .. والسندباد وغرناطة واطلس والنصر وبابل وبقية القاعات في المدن والمحافظات ..
والسؤال هنا هل كان الجمهور انذاك مثقفا وواعيا ام كانت هذه الاداة الثقافية هي المتنفس الوحيد بعد التلفاز ..؟
الجواب الاثنان معا الوعي والحاجة..لكن لما اختفت قاعات العرض بشكل ينذر بالكارثة وغدت من سينما الجماهير العامة الى سينما النخب حيث العروض الخاصة وفي مواسم محددة .. هل السبب الدولة كراعي للثقافة والناس ام المعنيين بحرفة السينما .
في كل الحقب السياسية السابقة كان هناك اهتمام ملحوظ وان كان بسيطا لكن الانتاج موجود بغض النظر عن جودته وعلى سبيل المثال لا الحصر .نبوخذ نصر .. عمارة 13 .. الظامؤن. الملك فيصل .. الاسوار .
اذا ماهي اسباب هذا التدهور المريع ..؟
1-عدم الايمان بصناعة السينما كأداة فنية فاعلة في عملية النهوض بالمجتمع من خلال المعنيين في الثقافة .. بدليل عدم تخصيص المبالغ اللازمة بل وعدم وجود التخطيط الآني والمستقبلي لها .
2- فقدان روح المبادرة والحماس عند المعنيين في الشأن السينمائي الاكاديمي والانتاجي والوظيفي .. مع وجود بعض الاستثنآت التي تعد على اصابع اليد .. ومنهم : د.طه الهاشمي استاذ قسم السينما في كلية الفنون الجميلة وبعض الطلبة المهتمين بهذا النشاط .. ومبادرات فردية للدكتور طارق الجبوري .. واسقاط فرض من بعض المؤسسات السينمائية الحكومية .
3-اندثار بل أجتثاث للقاعات السينمائية العراقية والتي هي جزء من تاريخ العراق الحضاري والمعماري .. ويبدو هنالك خطط ممنهجة للقضاء على ارث هذا البلد والذي بدأه البعض بعد الغزو الامريكي للعراق الى التدمير الداعشي لحضارة وادي الرافدين في الموصل وصلاج الدين ..
4-ضعف القدرات التقنية الموجودة ، وعدم وجود استوديوهات لانجاز الاعمال السينمائية .. نتيجة فقر البنى التحتية للسينما العراقية .
السينما مرآة للمجتمع، تعكس ما فيه من إزدهار أو تدهور، ولا تستطيع النهوض إذا كان المجتمع يعاني من كبوة. و السينما والمجتمع متواكبان حالياً، كلاهما متدهور الحال. فالثقافة والبحث العلمي والتكنولوجيا والأفكار المجتمعية، كل ذلك يشكو من التدهور والانحلال، ولا يمكن أن ينهض أي عنصر بمفرده، من دون باقي العناصر الأخرى. فإذا كان المجتمع متعلم ومثقف سيرفض نوعية الاهمال المقصود لهذا المرفق المهم ، وسيضطر المسؤولين عن الثقافة مراعاة الذوق المجتمعي والعمل على تطويره ..
القلق الآن هو كيف يمكن أن تعود السينما العراقية لحيويتها وحضورها الاجتماعي .. الحل يكمن في أن نؤمن بأهمية الفن السينمائي كثورة فكرية هائلة تؤدي في حالة صناعتها ودعمها بشكل ايجابي الى خلق اجواء صحية راقية في الحياة ..
السينما مدرسة حياتية مرئية .. تمنحك ان ترى الواقع برؤية جمالية واقعية .. وأسلوب مؤثر من خلال القصة والاخراج والممثل .. وبقايا ادوات السينما .