بطلة الحكاية أمرآة عجوز تحكي و تقول عن خذلانها من قبل ولدها .
و تبدأ الحكاية في احدى زياراتي الى دار المسنين القريب من منزلي التقيت بأمرآة عجوز تجلس لوحدها و الحزن يملئ مكانها سلمت عليها بتردد إجاباتي بحزن (هلأ يمة)
و بعد سؤالي عن صحتها قلتُ لها لماذا انتي حزينة هكذا ؟؟
قالتي (يمه حجي و شكول و همومي جثيره)
قلتُ لها احجيلي قصتج لا تضلين كاتمة همومج شاركية وية غيريج ترتاح نفسيتج . و تبدأ بسرد حكايتها تقول العجوز …..- يمه انة وصغير تزوجت و على بيت زوجي رحت مدللة وياه احلئ عيشة عشت بس الله و حكمته ما رزقني بالطفل .
– وية ابو بيتي سولفت يا تاج راسي كلت تزوج و انة اخطبلك التجيبلك الولد .
– دمعت عيونة و كالي نعمة الله انتي اتعافيه عليج اخاف تطيرين مني و أبقى بطرك روحي ما اريد الولد اريدج انتي .
– و إجه ذاك اليوم الجنت انتظره و حامل انة صرت رحت لأبو بيتي و كلت يا رجال انة حبلت فرح وياه فرحت و الگاع ما شايلتنة . – يا رجال كالت ربي الرزق هاجر بإسماعيل و هي عجوز رزقني و انة عجوز . حمدنه الله و شكرنا . – و عل كبر جاني الولد آيه من الجمال نايم بالمهد .
– و مات ابو الولد و بقيت بطرك الولد نذرت روحي آلة و كبرته و وياه كبرت .
– كاعدة بحجرتي جاني يمة كلي اريد أتزوج سمعت منه و دمعت عيوني من الفرح – جاوبته يمه هنيال عيوني راح تشوف هذا اليوم و هنيال رجلية الراح تفتر بالبيوت ادولك علئ بنت الحلال . – كلي يمه بنت الحلال موجودة وياي بنية بالدوام .
– جاوبته يمه دام انته تحبه گليبي بالنص أكصنة نص باسمك و نص بأسمه .
– و رحت و شـفـتـه بنت الحلال مزيونة و خطبته و صار العرس امشي وراهم و أصيح (هذا ابني الحلو طوله عريس ليوم هلهلولة هاي مرت ابني الحلو طوله عروسه اليوم هلهلوله) .
– و إجت لبيتي مثل بنتي عاملته تركته هي تؤمر و هي تنهي . – بس هواي مرمرتني و عذاب اسود شوفتني انة المدللة بيت اهلي جنت و عند ابو بيتي أميرة عشت و وية ابني مرتاحة جنت هسه تجي مرت أبني تذلني ليش يا وكت هيج تخذلني . – و لخاطر وليدي تحملت عذاب هواي شفت بگلبي انة يأمه كتمت . لحد ما إجه ذاك اليوم الماجنت حاسبة حسابة راحت ظالمة البخت لابني و حجت أمك ما أريده منه تعبت .كله أمي هاي وين اوديه ما عدّه غير مكان بس بيتي إلباسمه .سمعته تكول ليش هذا البنت باسم أمك كله اي باسم أمي سكتت بــــــــــس طلعت غلطانة و مكيدة سوتلي و انة غفلانة بعقل ابني وسوست مثل الشيطانة و خلته على أوراق يبصمني و انة غفلانة لان ما اعرف اقرأ و أكتب انة بصمت بابني آمنت بــــــــــس طلعت أوراق تنازل عن البيت باسم ابني صار ما زعلت لان هذا بيته بــــــــــس زعلت لان و انة عايشة ورثني و سكتت .
و مره ثانية سمعت مرتة بعلو الصوت تكله أمك ما أريده منه تعبت .
– جاوبه أمي هاي وين اوديه كلته لدار العجزة وديه تعارك ويها و من البيت طلع .
– جتني عاركتني و كالت ارتاحيتي ويه زوجي تعاركت و من البيت طلع بسبتج . – كلته بنيتي انه بشنو آذيتج حتى مني تعبتي كالت بيتي ما اريد احد يشاركني بي .
– جاوبته يمه انه مثل امج تقبلين واحد هيج يسوي بأمج ضاجت و عليه صاحت اوووووف منج انه تعبت ما اريدج بيتي هي كوى . راحت و عافتني انه و دموعي على خدي و كلت ويه روحي لا ابني ما يرضى يبتعد عني . رجع للبيت ابني لحجرته دخل مرتة لحكته الله يعلم شنو براسه قرت بس اكيد مثل الشيطانة وسوست . ثاني يوم جاني انبي و كال يمه راح اوديج لدار العجزة هناك ترتاحين ستغريت و كلتله يمه هذا بيتي مرتاحة بي جاوبني يمه بــــــــــس مرتي ما تريدج . سكتت و ما حجيت شي لان ادري الحجي بعد ما يفيد كلتله يمه التشوفة يرضيك سوي بس كلي حتى الملم هدومي .
راح بعد يومين إجاني كال يمه حظري روحج كمت الملم هدومي و مرتة بالباب واكفه تبارع بيني و بين نفسي اكول بلكت كلبه عليه رف و ما تخلي ابني لدار العجزة يأخذني و من طلعت ذهباتي راحت لانبي و براسة قرت جاني كلي يمه جيبي ذهبج خلي يمه هناك خاف يبوكونة عرفت ثاريه جانت تنتظر اطلع ذهبي كلته يمه اخذه ما يغلة عليك و لميت هدومي و أخذني لدار العجزة جابني و من ثلاث شهور لا شـفـتـه و لا شافني ……….إنتهت و قالت هي هاي قصتي يا يمه و الدموع تملئ عيناها .
و انا كنتُ أستمع الى قصتها و الدموع تنزل من عيناي بـلا شعور قلتُ لها لا تحزني فغداً سوف يندم و يعود و يأخذك من هنا قالت (يمه بعد ما يندم وليدي ما يندم لحد ما اموت عود نوب يندم هاي اذا درى بيه من اموت) … حزنتُ و ذهبت الى قسم معلومات المسنين و طلبت من صديقي تفاصيل العجوز رقم ولدها و عنوان منزله لم يوافق على مساعدتي و قال (هذه أسرار المقيمين هنا لا يحق الي بتسريبها لأحد) قلتُ له ساعدني عسا و لعل ننحن قلب ابنها عليها و بعد إلحاح مني وافق و أعطاني الرقم و العنوان اتصلت به كأن الرقم مغلق فذهبتُ الى العنوان لكن لم اجد الشخص المطلوب لانه باع منزله و بعد محاولاتي بالبحث علمتُ انه قد ترك البلاد تارك ورائه أمه في دار المسنين .
هكذا كانت اول حكاية من سلسلة مساراتي حكاية حزينة و يوجد امثالها المئات من هذا النوع . ففي هذا الزمان زمان الانفتاح و التطور و التحظر تخلى الكثير من الناس عن وجدانهم و أصبحت قلوبهم قاسيه على اقرب الناس لهم . و الله و اعلم ماذا يخبئ الزمان .