20 ديسمبر، 2024 1:48 ص

تحت ذريعة ممارسة حقوق الإنسان وتحت تقليعة التمسك بحرية التعبير يستغل المجتمع الذكوري المراة ببشاعة وتحت هذه الذرائع الخبيثة ذات المقاصد المسمومة والسيئة من قبل الذكور فالمراة تشارك غالبا غير واعية وغير مدركة لمحاولات إستعبادها واستغلالها  بشكل اناني  وانتهازي من قبل الرجل في المجالات التي يفتح ابوابها لها ليتاجر بجسمها وسمعتها واخلاقها وامتهان كرامتها وتغييب شخصيتها ويجعل منها إلعوبة بين يديه ينال منها ما يريد حتى على مستوى الإستغلال غيرالأخلاقي والدفع نحو العهر وارتكاب الفجور 0

 ومن أسوأ مجالات وانشطة وتقليعات استغلال المرأة من قبل الرجال هي اشراكهن في فعاليات كثيرة منها مسابقات الجمال ومنها الفعاليات الرياضية المختلفة والتي اعترفت فيها الكثير من اللاعبات الى تعرضهن للاغتصاب المهين من قبل الكادر التدريبي الذكوري المرافق للفريق عند مشاركة الفرق النسوية في البطولات العالمية والإقليمية وحتى الداخلية0

 فعلى مستوى فرق اللعب الجماعي قرأت الكثيرعن حالات تعرض لاعبات فرق كرة القدم للإغتصاب من المدربين حتى في اوقات التدريب وعلى مستوى بطولات الالعاب الفردية قرأت ايضا تعرض بعض لاعبات التنس مثلا للاعتداء الجنسي من قبل المدرب 0

وهذه توطئة تمهيدية اردت منها الدخول الى عالم مسابقات ملكة الجمال والتي لا يساور الإنسان الشك أي إنسان فيها بأنها ابتكاراو اختراع من العقلية الذكورية في استدراج المرأة نحو عالم الإستغلال الاباحي وارتكاب الفواحش من اجل جني الأرباح من ورائها فضلا عن التمتع بجسمها 0

ومن الغريب أن يصدق الناس هذا المسألة على ان المسابقة تجري ضمن اجواء واماكن مشبَّعة بالنزاهة نزاهة القصد من قبل الرجل الذي يديرها وانها ذات مصداقية في التعامل السليم مع المتسابقات لا تشوبها شائبة  ولا يتسرب الشك فيها الى سلامة نية الرجل الذي يتولى الإعداد والإشراف على هكذا نوع من الفعاليات العصرية 0

 ثم يقمون باغراء المرأة على انها حقيقة ليس لها مقابل أي ان المرأة التي تفوز بالمسابقة هي اجمل نساء بلدها او العالم فهي دعوة محض وهم وتدليس صنعه وسوَّقه الى الناس اصحاب الأغراض المشبوهة تجاه المرأة والمتاجرة بجسمها فالذين ينضِّمون هذا النوع من المسابقات يجنون من ورائها المليارات فضلا عن قيامهم باستغلال المتسابقات خلف الكواليس استغلالا غير اخلاقيٍّ0

 ولنأخذ مثلا على ذلك مسابقات الجمال التي تقام على المستوى الداخلي للبلدان ولنأخذ اقل دولة في التعداد السكاني للنفوس ومنها دول الخليج مثل الكويت وقطر وعمان التي لا يزيد تعداد سكانها عن (5) ملايين نسمة فإن النساء المشاركات على مستوى الكلام الإفتراضي  وليس الواقعي في مسابقة الجمال التي تقام في هذا البلد لا يمثلن سوى نسبة ضئيلة من عدد نفوس نساء عمان وبالتالي فالتي تفوز بملكة جمال عمان لا يمكن ان تكون هي اجمل نساء هذا البلد فهناك بين السكان من جهة النساء من هي اجمل منها بكثير ولكنها تمنعها قيم الحشمة والتمسك بتقاليد الحياء وغيرها من المشاركة في هكذا مناسبات لأنها تجعل من جسم المرأة وهي شبه عارية وبارزة المفاتن عرضة لأنظار الرجال والطمع في التمني بنيلها وقد قال الراجز رؤبة بن العجاج  رجزاً :-

          واهاً لليلى ثم واهاً واها — هي المنى لو انَّنا نلناها

وكذلك قال أبو النجم العجلي بيتا وهو ضمن ما يسمى بالأدب المكشوف لوجود الفاظ  فيه عميقة المعنى بخصوص العلاقة بين المرأة والرجال فقال :-

        واها لسلمى ثمّ واها واها … يا ليت عيناها لنا وفاها

ومن غير المستساغ عند بعض الناس والمجتمعات ان تجعل المرأة من جسدها  عرضة لأبصارالرجال الطوامح عبر ظهورها سافرة امام انظار العالم ووسائل الإعلام المختلفة وارتدائها لملابس براقة وكشفها لمفاتن جسمها ومواطن السحر والجاذبية فيه في محافل عامة من اجل ان تحصل على منفعة مالية او اية فائدة مادية اخرى 0

 فقد قرأت ذات يوم ان رجلا تحرش بإمرأة  وكانت ذات حياء والتزام بقيم الشرف وفي اليوم التالي خرجت من الدار وهي تعصب رأسها بعصّابة كتبت عليها  (نحن العفائف انفسا وجيوبا ) 0

كتبت هذا على ضوء مشاركة شابة لبنانية تدعي (ياسمينة زيتون) في مسابقة جمال العالم للعام 2024م التي جرت في الهند والتي تفاعل معها اللبنانيون على المستوى الرسمي والشعب بشكل كبير وبفرح غامر وسعادة معطرة بالفخر والإعتزاز بفوزها وصيفة اولى لملكة جمال العالم رغم ان بلدهم دخل طرفا في الحرب مع اسرائيل تضمنا ودعما لإخوتهم في غزة في الوقت الذي تخلى فيه عنهم العرب والمسلمين وانقل هذه السردية من هذه المشاعر :- وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي سيلاً من ردود الفعل الشعبية والسياسية التي أثنت على ذكاء زيتون وجمالها، مع رسائل كثيرة عبّر أصحابها عن فرحتهم بهذا التصنيف الأعلى لملكة جمال لبنانية في تاريخ المسابقة.

وكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي عبر حسابه على منصة “إكس” عن نتيجة زيتون “رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بنا، تبقى ومضات الجمال رسالة حب وأمل من لبنان الى كل العالم”.

أما النائبة بولا يعقوبيان فتوجهت بالشكر إلى ياسمينا “لأنكِ حملتِ إلى العالم زجاج بيروت المكسور والمرمم كما تحملين قضية تفجير بيروت أينما كنت

علما وكا ذكرت سابقا بان طئرات الحرب الأسرائيلية اخترقت الاجواء اللبنانية وقصفت مناطق آهلة بالسكان مما ادى الى استشهاد بعض المدنيين اللبنانين وقد رفع لبنان دعوى ضد العدوان الإسرائيلي الى مجلس الأمن الدولي 0

نهنئهم بفوز الشابة الغرنوقة ياسمينة زيتون ونواسيهم بشهداء القصف الإسرائيلي العدواني الظالم اعمق المواسات وتغمد الله الشهداء برحمته الواسعة ، فالشاعر احمد شوقي قد رصد هكذا حالة فقال فيها :-

   وإذا نظرت الى الحياة وجدتها — عرسا اقيم على جوانب مأتم 

أحدث المقالات

أحدث المقالات