مساؤئ ستراتيجية في الدولة !
على الرغم من أنّ لا اثنين من كل سكّان العراق ” بما فيه الأقليم ” يختلفان فيما بينهما حول انّ الدولة العراقية الجديدة التي انجبها الإحتلال بشكلٍ غير شرعي , ويقرّان بأنّ هذه الدولة ملآى من اخمص قدميها الى رأسها بما هو اسوأ من السيئات < وعبر كل الحكومات التي تعاقبت عليها > , بل أنّ الأسوأ من ذلك أنّ المساؤى غدت تخرج من مسامات قيادات الدولة واجهزتها , نتيجةً او جرّاء الإكتضاض الداخلي بهذا السوء وما بلغه من فائضٍ , صار يخرج بعضه بهدف التنفيس .. ورغم هذه الإطالة التي تمهّد الأرضية لما يراد ذكره بهذا الشأن , فننوّه ايضا بأننا لا نتطرّق الى مسألة الفساد الذي ساد ولا الى فرق الموت السابقة والتي ربما خلاياها نائمة في قيلولةٍ سياسية , فلا ندري ولا غيرنا ايضا لماذا لم تشر ولم تتطرّق كلّ وسائل الإعلام العراقية بكلا شقّيها من القطاع العام والخاص , عن تدخّل بعض زعماء الأحزاب في السياسة الخارجية للدولة , وكأنها تتحدث بالنيابة عنها .! ومع صمتٍ مبهمٍ او مخنوق من وزارة الخارجية , وكأنها في حالة شللٍ نصفي في الصوت والحركة ! , فكيف يمك تفسير وتفكيك وهضم ان يلتقي السيد خميس الخنجر ” رئيس تحالف السيادة الجديد ” بالسفير الروسي الأستاذ ” البيروس كوتراشيف ” في الثلاثاء الماضي , ويدين موقف روسيا من الحرب التي شنّتها على اوكرانيا .!؟ وبأيّ صفةٍ يتحدث الخنجر ليختزل موقف العراق كدولةٍ وحكومةٍ وحتى كشعب وقواه الوطنية , وتُرى من طلب منه اعلان ذلك , وكيف سيفسّر السفير الروسي ابعاد هذا الكلام ! وهل سيستبعد في تحليله عن كونه موقفاً امريكياً مؤازراً لأوكرانيا بالضد من موسكو .!
وبذات الصدد فقد سبق للسيد عمار الحكيم ان التقى السفير الروسي وابلغه بضرورة اعتماد لغة الحوار مع الاوكرانيين بدلا من شنّ الحرب , فهل كان سعادة السفير بحاجةٍ ماسّة الى هذه النصيحة .! وما شأن تيّار الحكمة بهذه الحرب التي اضحت معظم دول اوربا وامريكا كطرفٍ مقابل لموسكو , وكلّ هذا والخارجية العراقية كأنّها < تُغمضُ وتسدّ الأخرى > .!
الجمهور العراقي لم يعد يستوعب موقف الرئاسات الثلاث من تدخّل مثل هذه الاحزاب بشؤون الدولة , لكنّ هذا الجمهور يستوعب ويهضم بأنّ هذه الدولة بلا رئاسات .!