5 نوفمبر، 2024 1:36 م
Search
Close this search box.

مسؤولية من الذي حدث

مسؤولية من الذي حدث

من قلب الحدث وفي وسط المأساة أحاول أن انقل وجهة نظري حول  من المسؤؤل  عن ماحدث وبكل امانه ودون اي تحيز لاي جهة او ربما عاطفه تميل الى تشويه الحقائق , بالتالي هي وجهة نظر  قد تصيب او تخطأ .    ان ماحدث في الموصل لم يكن وليدة يوم او يومين او قرار خاطيء اتخذه قائد عسكري  او.. بل هو تراكمات سنين عجاف مرت على هذه المدينه وهذا يعرفه الجميع وسكتوا عنه او انهم لم يكونوا يفقهوا  مايدور. ان الذي حدث تتحمله اطراف عديده سوف نحاول ان نلقي الضوء عليها وان كان بعضهم تكون مسؤوليته اكبر الى انهم اشتركوا جميعا في احداث المأساة . الاطراف المسوؤله هي :-

الحكومه المركزيه , الحكومه المحليه , حكومة اقليم كردستان .

الحكومه المركزيه تتحمل الجزء الاكبر في هذا  ومسؤليتها  تكمن في الجانب الامني اولا وفي الجوانب الاخرى التي لها تاثير في ما حصل , لان كان لها القرار الاول والاخر وكانت اللاعب الاول , ففي الجانب الامني و بعد دخول الجيش والشرطه الاتحاديه  الى المدينه والسيطره على كل قرارات الاجهزه الامنيه وتوجيها حسب ماتريد ولم تكن تسمح لاي احد من التدخل بل جلبت قاده غير مهنيين ولم تكن لهم اي اهتمام بتحسين الوضع او التعامل معه حسب مايمليه الواجب الوطني , مافعله هؤلاء قطع اغلب الطرق والازقه مما اثر بشكل كبير على حركة الناس ومعيشتهم وهذا العمل كان بدون جدوى فلم يقلل من السيارات المفخخه او الاغتيالات  او الابتزاز وما الا ذلك , بل ان الطرق المفتوحه والطرق الخارجيه للمحافظه كانت عملية قطعها بسهوله ويستطيع  ابسط جندي ان يقطع الطريق لساعات او ربما يوم دون ان يتمكن احد من ردعه وكانه هو قائد العمليات. هذا العمل ولد استياء كبير لدى الناس واحباط  من ان الامور لايمكن اصلاحها بالقريب العاجل , بل حدثت حالات على الطرق الخارجيه لنساء واطفال انهم قضوا حاجاتهم على انفسهم بسبب الانتظار الطويل وليس هنالك من حيله , من الامور الاخرى الابتزاز وجمع الاموال التي بدأ قسم من الاجهزه الامنيه ممارستها وبنفس اسلوب الاخريين على التجار واصحاب الاموال والمعتقلين  وهنالك العشرات من الحالات التي سجلت ويمكن لاي واحد التاكد منها , الاسوء من ذلك هو اخراج المجرمين من السجون مهما كانت جنايتهم  بعد اخذ الاموال منهم مما شجع وبشكل كبير على ممارسة العنف بل اصبح تحدى حتى لمن كان مهنيا من الاجهزه الامنيه, وتعدى اولئك المفسدين الى من هم بمعيتهم من الجنود ليمارسوا عليهم اخذ الاموال مقابل عدم الدوام مما اضعف الكثير من فاعلية الوحدات في التصدي واداء واجبها بشكل فعال عوضا عن بيع المناصب والوقود الخاص بالقطعات العسكريه ولم تحرك الحكومه المركزيه اي شيء بخصوص ذلك مع العلم ان كثير من الشرفاء من ابلغهم يذلك . من الافعال الشنيعه التي كان تمارسها الاجهزه الامنيه هي قطع الطريق على المواطنين من التعاون معها او الابلاغ عن اي حالات وذلك بان تقوم بتبليغ المسلحين عن من يرشدها اليهم ويكون عرضه للقتل وهنالك المئات من المدنيين من قضى نحبه بسبب ذلك ويمكن اجراء تحري لمعرفة  عددهم , ولك ان تتخيل وانت تدور في سيارتك في المدينه دون ان يسمح لك بالوقوف بالشارع  ولن تجد ساحة وقوف لقضاء اعمالك بسبب غلق 99% من الساحات ومساومة اصحابها بالمال مقابل السماح بفتحها  ,  واخر ماكان تفعله هذه الاجهزه الامنيه هي اهمالها لواجبها وعدم مراعاتها لمهنيتها وعدم قدرتها مجارات خصمها بسبب انغماسها في ملذاتها والسرقات والفساد, ولم يكن باستطاعتها مجارات عدوها بل كانت تعطي رسائل سلبيه من خلال اجرائها تحصينات اكثر من اللازم وقطع طرق بعيده عن مقراتها وهذا يدخل ضمن الحرب النفسيه التي لم يكن اي عسكري معرفتها  مما جعل الاخريين اكثر جرأه وقوه , أما حذر التجوال فهو أسوء اجراء يتخذ عندما يستخدم حسب الاهواء والمزاجات لحفنه من الغير مهنيين ويطبق حتى على عناصر من الاجهزه الامنيه والخدميه وتمنعهم من الحركه وبهذا يفقد الغرض الذي وجد لاجله بسب جهل وسذاجة وعدم التنسيق بين المعنيين بهذا الامر .

أما الجانب الاخر يتعلق بالاهمال المتعمد لاحدى ثاني اكبر مدن البلد والتي ينم عن قصر نظر وعدم تقدير للعواقب , بل ان الموضوع اخذ اكثر من ذلك بان تم تقريب فئه وابعاد اخرى جعل اغلب الناس تفقد الثقه بالحكومه وتتهمها بالطائفيه والحزبيه وهذا اثر بشكل كبير في ان يتحول كثير من الناس الى حواضن ومنظرين للجانب الاخر, كان هذا التصرف محاوله للانتقام او لاخذ الثار كما كانوا يتصورون ولم يكونوا يعلموا ان هذا العمل سوف ينعكس عليهم على عكس الكثير من الاخريين يفكروا لمدى بعيد في مايتعلق بمسالة الامن بالنسبه لدولهم وليس لمدنهم .

الحكومه المحليه لايقل تقصيرها في هذا الموضوع عن الحكومه المركزيه على الرغم من ان القرار الامني لم يكن بيدها الا ضمن مجالات بسيطه جدا , يكمن تقصيرها في السكوت على الاخطاء التي كانت ترتكبها الحكومه المركزيه والتي من المفروض عدم السكوت عليها وفضح كل المقصريين والوقوف بوجههم مهما كان السبب وبكل الوسائل والطرق لان هذا من مسؤليتهم ومن صلب عملهم , الامر الاخر هو انها لم تحاول التقرب من الحكومه المركزيه ومحاولة ايجاد تفاهم مشترك وهذا هو من مفاهيم السياسه وليس التزمت والعداء الشخصي والذي اوصل المحافظه الى ماهيه عليه , لايخفى على الكل ان تقلب اراء الحكومه المحليه وحسب الاهواء والمصالح كان له مردود سلبي في ايجاد ارضيه بسيطه للحوار بين المعنيين بهذا الموضوع , حيث انك تجد ان الحكومه المحليه  مره مع الاكراد واخرى ضدهم وكذلك الحال مع المركزيه وعلى مر السنين التي سبقت المأساة .

حكومة الاقليم كانت تعمل على مبدأ خراب نينوى من اجل اعمار كردستان وعملت على هذا المبدأ منذ البدايه ضانين ان الشر لن يصل اليهم حيث انهم كانوا يمارسون العديد من الاساليب من الضغط على المواطنين والسجن للعديد منهم في الفتره التي سبقت دخول الجيش الى المدينه , والاستفزاز المستمر اضافه الى ممارسات كان قسم من الافراد التابعون لهم يمارسونها بشكل فردي دون ان يردعوهم , اضافه الى العلاقه السيئه في كثير من الفترات مع الحكومه المحليه والتي ادت الى توترات كثيره جعلت العلاقه مع الناس علاقة عدم الثقه والكراهيه احيانا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات