23 ديسمبر، 2024 10:17 ص

مسؤولية المنتمي للاحزاب الثورية

مسؤولية المنتمي للاحزاب الثورية

ماهي المهام والواجبات الملقاة على من امن بالاحزاب الثورية اليوم وفي المستقبل؟
ان الاحزاب الثورية هي الوعاء و التنظيم النضالي لمجوعة من الناس الذين امنوا وانتموا الى فكر ثوري ما ومن ينتمي الى هذا الفكر الثوري يسمى بالادبيات الحزبية (الطليعة ) والطليعة هي من نذرت نفسها من اجل تحرير ارضها من المحتل وشعبها من التبعية والفقر والجهل والمرض على طريق تحقيق الاهداف الكبرى التي وضعتها هذه الاحزاب كاهداف ستراتيجية  ، الاهداف التي لم تخترعها  اختراعا بل جاءت نتيجة معاناة ومخاض عسير و نتيجة لدراسة علمية للقوانين المحركة للواقع  والصراع الطويل الذي خاضته وتخوضه الجماهير الواعية وغير الواعية من اجل حريتها وانعتاقها وسيادتها ، الجماهير التي قامت وتقوم بدورها المطلوب هي القوة التي لها القدرة على صناعة التاريخ وهي الملهمة للحركات النضالية وليس العكس ، فلا ينبغي ان تضع الاحزاب والحركات الثورية  نفسها بديلا للجماهير ولا تبتعد او تنعزل عنها ، وعليها ان تاخذ على عاتقها  دورا طليعيا في الصراع القائم بين الجماهير  من جهة وبين القوى الاستعمارية وكل من تعاون معها من جهة اخرى.
ان اعضاء الاحزاب الثورية اليوم وفي ظل التامر الذي يحيط بها من كل جانب مطالبين بالتماسك وادراك واجباتهم تمام الادراك والتجاوب مع الجماهير والتفاعل معها و طرح الافكار والاهداف المشروعة المعبرة عن الجماهيروتطلعاتها ، الجماهير التي فقدت ثقتها بالزعامات التي نصبتها المستعمر والتي جاءت مع الاحتلال، فهذه الجماهير لايمكن ان تبقى في نفق مظلم ليس في نهايته ضوء ، والاحزاب الثورية هي الوحيد المؤهلة كما نعتقد لتقديم هذا الضوء ، فهي المعبر عن الجماهير في صراعها التاريخي مع اعدائها ، والمعبر عن تطلعاتها في التحرر والانعتاق والسيادة والاستقرار، وهي وحدها المؤمنة باهمية التنظيم الطليعي كقوة محركة للجماهير ، الجماهير التي لم تعد تصدق الاقوال والشعارات ، فقد استمعت في السنوات الاخير الى احسنها دون ان تلمسها في الواقع المعاش ، الجماهير تنتظر الاعمال لتحكم ما لها وما عليها ، والاحزاب الثورية كما نرى هي وحدها القادرة على ربط القول بالفعل وتحقيق  المنجزات الكبرى التي تنتظرها الجماهير .
ماذا نعني بالطليعة التي تركز عليها الاحزاب الثورية في ادبياتها وماهو دورها؟ الطليعة كما عرفتها ادبيات الاحزاب الثورية (هي ذلك الجزء من جماهير الشعب الواعي لدورالشعب التاريخي ، وهي التي تخوض المعارك بشكل عفوي وطبيعي ، لاينقصه الصدق في التعبير ولا الاخلاص في التنفيذ ،فالجماهير تخوض -كلها- المعركة ، ولكن طليعتها هي التي تعي معنى هذه الصراع تحليلا وتركيبا ، ووضعا له في اطاره التاريخي الصحيح ) ، الطليعة هي الضمان لاستمرار المقاومة ، مقاومة الشعب للمحتل واعوانه ، فالجماهير الشعبية قد تستسلم الى الحياة اليومية الرتيبة ومعاناتها في البحث عن لقمة العيش والحصول على الماء والكهرباء والوقود ، الامر الذي تتصدى له الطليعة التي تقود الجماهير وذلك من خلال الابقاء على جذوة الصراع والمقاومة مشتعلة.
الطليعة هي التنظيم والالتزام ، فالمعارك المصيرية لايقودها افراد ولاتتولاها جماهير من غير تنظيم ولا التزام وانما تقودها قيادة منظمة ملتزمة ليست منفصلة عن جماهير الشعب ، هي فئة من فئات الشعب ، لاهي فوقه ، ولاهي وصية عليه ، وانما هي بحكم وعيها وتنظيمها وممارستها للعمل المقاوم ، قائدة له من داخله وليس من خارجه، فلا فرق بينها وبين الجماهير ، فتطلعاتها واهدافها هي تطلعات واهداف الجماهير، والفرق هو في مقدار التنظيم ، والالتزام ، والتضحية، واستمرارية المقاومة والمطاولة في معركة مصيرية بين ابناء الشعب  وبين من يحاول اجتثاث وجود هذا الشعب فالشعوب وجدت لتبقى وتمارس دورها التاريخي الذي اجتباها الله جلت قدرته له ، ان مهمة الطليعة كما تقول الادبيات ( العمل على تفتيح بذور النضال وتحويل قطاعات الشعب من جماهير عفوية الى جماهير منظمة واعية لمهمتها التاريخية).
ان من الواجبات التي على الطليعة القيام بها هو قيادة المقاومة الشعبية المسلحة التي تهدف الى اقتلاع العوامل التي تقف حجر عثرة اما تحقيق الاهداف المشروعة لجماهير شعبها ، سواء تمثلت هذه العوامل بالاحتلال ومشتقاته وارتباطاته ، او بما يسمى بالحكومات العميلة ،وان من اهم الواجبات هو العمل على اقناع الجماهير الشعبية في دعم المقاومة والمشاركة الطوعية في العمل من اجل تحقيق الاهداف المرحلية والاستراتيجية وذلك من خلال انتزاع روح الاتكال ، ودعوة الجماهير الى تطهير الذات وخلق روح الابداع، والتوعية المستمرة في صفوف الشعب ، والتوعية المقصودة ليست عملية نظرية ، وهي لايمكن ان تتم بالقاء المحاضرات والخطب على ابناء الشعب ، ولكنها تتم في العمل المقاوم يد بيد مع جماهير الشعب المشارك في حمل البندقية والحضن ماديا ومعنويا للمقاومة التي تقودها الطليعة.