لم تأخذ الثقافة التي يكتسبها الإنسان المعنى الحقيقي من تلك الثقافة المنتفع بها في البلدان المتقدمة ولايفضل لأحد أن يطلق على صاحبها بالمثقف , مالم توظف تلك الثقافة في خدمة الإنسان والمجتمع والبشرية , فالمثقف الحقيقي هو ذلك الإنسان العملي الذي يبحث عن الطاقات والابداعات والامكانيات والنتاجات وفي مختلف المجالات ويكتشف أصحابها ويسلط الضوء على أصحاب تلك العقول النيرة والآراء البناءة والرؤى المستقبلية ويعرفونها للآخرين , فالمثقف الحاذق هو الذي لاينظر إلى زاوية معينة ويترك الزوايا الأخرى , فهو ينظر إلى مختلف الاتجاهات , فكم من العلماء والأدباء والمفكرين تأخر حصاد نتاجهم وسبقنا إليه غيرنا قبل وصوله إلينا نتيجة الغفلة والتوجه والنظرة الأحادية الجانب التي يعيشها المثقف , مع العلم أن هناك نتاج واضح ودال على صاحبه كالنور الذي يسطع من سراج في ليلة ظلماء , فأين هو المثقف من ذلك المحقق الباهر الذي أطفأ نيران الشرك والتكفير والإلحاد المتمثلة بدولة الخرافة ( داعش ) التي تحاول بفكرها المتطرف والمنحرف والذي اجتاح العديد من المدن والبلدان باسم الإسلام ونبي الإسلام , من خلال محاضراته وبحوثه التي كشفت حقيقة ذلك التنظيم وقلبت الطاولة عليه ورفع من خلالها الغشاوة عن أبصار العديد ممن التحق بهم وسار على نهجهم , فأصبح قادة ذلك التنظيم ينصبون العداء له ولأنصاره كما نصبها من قبلهم أجدادهم لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أمثال الخوارج وغيرهم , لذلك فمِن حق النتاج الفكري العقائدي والتاريخي الرصين والمعتدل ، الموسوم (( الدولة .. المارقة … في عصر الظهور … منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) و( وقفات مع …. توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري )) علينا أن نبحث عنه وعن صاحبه ، المحقق الأستاذ الصرخي ، ونتاجه المتمثل بعُباب علمه الغزير، بشتى صنوف العلوم المختلفة ، الذي قوّض الفكر الداعشي ونسف منهجه التكفيري المتطرف ، خاصة ونحن شعب مثقف بامتياز، عُرف عنه الريادة الثقافية والأدبية وبعشقه للقراءة ، حتى ذاع صيتنا وعُرفنا بفضلنا على المفكرين والكُتّاب والأدباء في العالم ، بأننا شعبُ يقرأ ، لنغوص في أعماق تجربته العلمية المزدهرة ، التي امتدت لعقود من البحث والتحقيق ، والتي أثّرت في وقتنا المعاصر، بشكل سريع وملفت في الساحة العلمية المحلية والدولية ، والتي لمسناها من خلال التحول الكبيرالذي حصل في موقف المنظومة الفكرية
…