23 ديسمبر، 2024 8:56 م

مزدوجي الجنسية والهوية الوطنية‎

مزدوجي الجنسية والهوية الوطنية‎

الولاء المزدوج يعني بكل وضوح الولاء الى جهتين تختلف مصالحها واهدافها وكينونتها .. الولاء المزدوج اكبر البلاوي التي ساهمت في تدمير العراق وخدمة الاهداف الاجنبية ومصالحها .. من الطبيعي ان اي مواطن في اي دولة ينتمي لها يحصل على جنسية وطنه ولكن حينما يمنح جنسية بلد اخر عليه عدة شروط ومنها القسم بالولاء للدولة المضيفة والاخلاص لها ومما لاشك ولا جدال فيه ان من يتغرب عن بلده الاصلي ويجد في البلد الاخر ما فقده في وطنه الاصلي ولذلك نجد ان اكثر المهاجرين لا يعود الى بلده الا للزيارة او لانجاز مصلحة خاصة وقليلا ممن يصاب بالحنين للوطن او ما يسمى ( هومسك ) يصيب الانسان حينما يكون متوفر له كل اسباب الراحة والامان في بلده الاصلي .. ان ازدواجية الانتماء او الولاء حقيقة واقعة لا يمكن القفز عليها فمثلا الشخص المسلم في بريطانيا او امريكيا اواي دولة اخرى نراه يتعاطف مع البلد المسلم المعتدى عليه رغم  انتمائه الوطني الى تلك الدولة كما نجد ان اليهود في الولايات المتحدة يشكلون لوبي ضغط كبير على سياسة الولايات المتحدة وربما يدفعون الحكومة الامريكية بأتخاذ قرارات تضر بمصالح الولايات المتحدة وتصب في مصلحة اسرائيل ومنها موقف اليهود الامريكان من المحافظين الجدد والمؤيدين بشدة على شن الحرب على العراق في عامي 1991 و2003 والسعي لتقويض العراق بأعتباره يهدد الوجود والامن الاسرائيلي وفي ذاته انسلاخ تام عن وطنيته الاصليه والتوجه للولاء الى ان ( اسرائيل اولا ) والتاريخ الحديث يشير الى الكثير من اعمال التجسس التي قام بها بعض اليهود ونقل معلومات او اسرار الى اسرائيل لتصب في خدمتها مثل الاسلحة والطائرات والصواريخ او غيرها من المعلومات التكنلوجيه والفنية  كما من الواضح جدا مايجري في العراق من ولاء بعض الاحزاب الدينية والاشخاص لايران على مصالح العراق الوطنية .. قبل فترة قررت الحكومة الاسرائيلية تعيين اليهودية الاسرائيلية رؤوفين ريفين سفيرة لاسرائيل في ايطاليا وهذه كانت قد تركت بلدها الاصلي ايطاليا في عام 2013 وقد اعترض عدد من القياديين الاسرائيليين على ذلك خوفا من الولاء المزدوج لتلك المواطنة الاسرائيلية الايطالية الاصل .. ان الولاء المزدوج يكون صراع نفسي عند من يكتسب اكثر من جنسية فربما تسيطر عليه الرغبة في خيانة البلد التي لجأ اليها او بالعكس من ذلك  .. في عراقنا بعد 2003 وفد الاف الاشخاص من حاملي الجنسية الاجنبية وتقلدوا مهام ومناصب مهمة وخطرة مثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ووزراء ونواب ومستشارين وحتى مناصب امنية وعسكرية ونشير الى نماذج من هؤلاء على سبيل المثال غازي الياور والطالباني واياد السامرائي وموفق الربيعي وعبد الفلاح السوداني واياد السامرائي واياد علاوي وبهاء الاعرجي  وخالد العطية وعارف طيغور واياد جمال الدين وهوشيار زيباري وخضير الخزاعي  وحسين الشهرستاني وعلي العلاق وابراهيم الجعفري وعبد القادر العبيدي وسعدون الدليمي وصفية السهيل ولقمان الفيلي والقائمة تطول وتطول من 2003 والى يومنا هذا .. حتى من اعتمر العمامة منهم لازال متمسك بجنسيته المكتسبة ويرفض ان يتخلى عنها او عن المنصب او العمل الذي يمارسه ؟؟ وقد افاد عضو اللجنة القانوية النيابية كامل الزيدي ان الكابينة الوزارية الحالية تضم 11 وزيرا يحملون جنسيات اخرى غير الجنسية العراقية كما تشير المعلومات الى ان اكثر من 110 نائبا في البرلمان الذي يمثل الشعب كما يفترض يحملو ن جنسية مكتسبة  ؟؟ ومما يثير السخرية ان الكثيرمن سفراء العراق عين سفير او ممثلا دبلوماسيا للعراق في البلد الذي حصل فيه على الجنسية الاخرى مثل سفير العراق في امريكيا وسفيرة العراق في الاردن كما ان وزير الخارجية بريطاني الجنسية , ومما يزيد الطين بلة ان جميع هؤلاء وممن اقل منهم وظيفة او منصب يحملون جوازات دبلوماسية مما يوفر لهم التحرك بحرية وعمل اي شيء يرونه لمصلحتهم تحت غطاء رسمي وبحماية تؤمن لهم الخروج سالمين غانمين .. عليه يتطلب بشكل قاطع ودون تأخير او روية العمل وفورا على 1- سحب كافة الجوازات الدبلوماسية من الجميع بأستثناء العاملين في السلك الدبلوماسي وحصرا الذي يجب ان يحمل مثل هذا الجواز 2- تخيير المسؤول او النائب او من يشغل اي وظيفة في الدولة العرااقية بين التخلي عن جنسيته المكتسبة او التخلي عن المنصب او الوظيفة التي يشغلها 3- اعادة تدقيق كل العقود والاتفاقيات التي نفذت خلال السنوات التي تلت عام 2003 ورفع الحصانة عن كل الاشخاص المتورطين في سرقت المال العام او الاستغلال الوظيفي للاثراء على حساب مصالح الشعب وتقديمهم الى المحاكم واستقدام الفارين منهم خارج العراق عن طريق الانتربول 4- اصدار تشريع قانوني في حصر كافة المناصب والوظائف الرسمية بحاملي الجنسية العراقية حصرا ولا يستثنى من هذا الاجراء من يتخلى عن جنسيته المكتسبة وبذلك يسد الطريق على اكبر عامل من عوامل تشريع الفساد والاستغلال للمال العام وايقاف التدهور الذي يسير اليه العراق وطنا وشعبا بوتائر متسارعة املين من كل حملة الاقلام الوطنية الشريفة تكثيف الحملة بهذا الاتجاه خدمتا للوطن والشعب العراقي المقهور وعاش العراق حرا سعيدا .