يجلسون في المكان المعتاد, توضع طاولة هناك, وتوزع الكراسي, بطريقة طائفية, بين القاتل والاكثر قتلا, ثم تبدء بكلمته الموروثة “من يزيد” تختفي الاصوات, يتهامسون فيما بينهم, يأتي النداء, انا اربعون, يزيد عليه الاخر, خمسون.. شخص عن يمين قال فوق المئة, حتى صاح رجل يتوسط الجموع ,لدي اربعمائة من بين اضلعي غدروا في الضلوعية, قام هناك رجل قال الم تكفيكم الالف والسبعمائة وردة, بين القصور زهقوا, في هذه اللحظات دخل علينا رجل يعرف بالثرثار, قال مئة واربعون, بين اسير وشهيد, جميعهم ذبحوا “من يزيد” قالها ثانية “من يزيد” ثم رفع يده وقال, مبارك لكم يا نواب فقد بيع الشعب بنجاح, طرقة الاجراس, وقرعة كؤوس الفرح, مملؤة بدمائنا, فراحوا يتراقصون على جثثنا, ويستهزئون بعقولنا, مرددين نفذ العتاد؟!
ماذا؟ اعدها ثانية, لم اسمع “نفذ العتاد” قيل والعهدة على القائل : حدث العاقل بما لا يعقل, فان صدق فلاعقل له!
لست في صدد بيان الاحداث ولكن, كما تقول جدتي “نحسبه احساب عرب “(هي تقصد بالطريقة القديمة ) تبعد منطقة الثرثار ,عن العاصمة, بمئة وعشرون كيلومتر. تبلغ سرعة الطائر الهليكوبتر ثلاثمائة وعشرون كيلو متر في الساعة, والعاقل يفتهم!
معناه ان الطائرة تحتاج عشرون دقيقة للوصل الى منطقة الحادث, فكيف حصل ذلك؟
مما تقدم يتضح ان هناك مؤامرة, وحرب اعلامية, وتزييف للحقائق, مدروسة وتنفذ بأجندات داخلية وخارجية, تحاول اثارة الشارع العراقي, من جهة, وسحب الاضواء من ساحات النصر للجيش والحشد في تكريت و الكرمة, والانبار, الى ساحات الذبح في الفلوجة المزعومة!
هناك احتمال كبير جدا, ان هذه الصور ومشاهد الفيديو, الذي نسب الى اسرى الثرثار, انه مفبرك, او مقاطع قديمة لم تبث سابقا, حصلت في منطقة ما, اريد منها تقليل حجم انتصارات الجيش وقابض ارواح الدواعش, الحشد الملائكي, انها لحقا حرب شائعات, لن تنتهي, سنسمع في القريب العاجل عن اشاعة , يطبل لها, هذا وذاك, وكما يقال ” الحبل على الجرار” بفضل ما تبقى من اصحاب العقول الكبيرة والتي تعي حجم المؤامرة, سنكون بخير, ان شاء الذي بيده كل شيء وهو عليهم لقدير.