9 أبريل، 2024 12:00 ص
Search
Close this search box.

مزاد المناصب الامنية… بين سليم والفياض

Facebook
Twitter
LinkedIn
تذكرنا كتب التاريخ بان ادولوف هتلر (النازي الألماني) كان مولعا بالموسيقى والرسم حتى انه كان يرسم أماكن لمجرد رؤيتها لمرة واحدة فقط، ويسافر لمسافات طويلة لحضور حفلات الأوبرا ودراسة الموسيقى وخاصة موسيقى “ريتشارد فاغنر” وهو الموسيقار الألماني الذي يتقاسم عالم الشهرة مع بيتهوفن، لكن هتلر أراد ان يصبح رساما، فتقدم خلال العام 1907 الى أكاديمية الفنون في فيينا وكله ثقة بانه سيحظى بأعلى درجات القبول، فجاءت النتيجة بالرفض وتحججت الأكاديمية بان رسومات هتلر اقرب الى الفن المعماري مِن الرسم وبامكانه ان يصبح معماريا وليس رساما.
لتكون تلك الصدمة المفتاح الذي حول هتلر من فنان يرى في الرسم والموسيقى موهبة جميلة الى “سفاح” مسؤول عن فقدان حياة اكثر من 19 مليون شخص، وقد يكون المتسبب الاول بظهور مايسمى “دولة اسرائيل” كما يقول المؤرخ سيباستيان هافنر، لا اعلم لماذا تطرقت لمخيلتي قصة حياة “الفوهرر” الألماني بعد كثرة الحديث عن ترشيح سليم الجبوري لمنصب وزير الدفاع وتمسك تحالف الفتح بالجنرال فالح الفياض كمرشح لوزارة الداخلية، على الرغم من الاختلاف الكثير بين مواهب هتلر الانسانية قبل تحوله لقائد حرب”، والفشل الكبير الذي حققه الجبوري والفياض بادرتهما للمناصب السياسية والأمنية، فصفقات الفساد التي كشفها وزير الدفاع الاسبق خالد العبيدي التي تتعلق بقضايا “امنية حساسة” كتوريد عربات عسكرية غير صالحة للاستخدام، والسعي للاستحواذ على عقود “اطعام الجيش” مازال “عُبَّاد الله” يستذكرونها كلما مر اسم السيد سليم الجبوري، رغم حصوله على “البراءة” من القضاء خلال جلسة تاريخية ستتذكرها الأجيال بوصفها “اسرع محاكمة”.
لكن تلك القضايا لم تكن الاخيرة في سجل رئيس البرلمان السابق، فمجرد زيارة واحدة لمخيمات النزوح في المدن الشمالية والمخصصة للمرحلين من محافظة ديالى ستستمع لروايات كثيرة عن بطولات الجبوري ومواقفه مع أهله في المحافظة التي ينتمي اليها، ومنها قصة “بنات عمه” التي حاول موظفو مكتبه خلال فترة ادارته للبرلمان، منع وسائل الاعلام من تداولها بعد عرضها في برنامج إذاعي ينقل معاناة النازحين، وهو ما يفسر هروب الجبوري من محافظته والترشيح في الانتخابات الماضية عن العاصمة بغداد، التي خرج منها “بخفي حنين” رغم محاولاته شراء ذمم موظفي المفوضية وأعضاء مجلس المفوضين من خلال زيادة أصواته بالاستعانة بتصويت الخارج، ليجد نفسه الخاسر الاكبر بعد ان كان رئيسا لمجلس النواب “بالصدفة”.
ياسادة.. بيع المناصب وصفقات “السمسرة” ليس أمرا جديدا وخاصة بعد ان اصبح “الصفة” المميزة للدورة الحكومية الرابعة، فالحديث بان مزاد بيع منصب وزير الدفاع انتهى عند الجبوري بمبلغ 60 مليون دولار، لم يعد يثير الاستغراب فالرجل يمتلك علاقات دولية واسعة وممكن ان يكون هذا مبلغ “قرض” من احدى دول الجوار، لكن مايدفع للتساؤلات ووضع الكثير من علامات الاستفهام يتعلق بالإنجازات التي حققها الفياض حين ما كان رئيسا لهيئة الحشد الشعبي وجهاز الامن الوطني الذي حوله الى “ضيعة” للأقارب والأصدقاء، حتى انك تجد الكثير من المنتسبين يتشابهون باسم “الجد الاول”، وهل تمكن “الجنرال” الفياض من حل جميع مشاكل جرحى وشهداء الحشد الشعبي، ليكون المرشح الوحيد لوزارة الداخلية والذي يصر تحالف الفتح بزعامة هادي العامري على منحه الحقيبة التي ترتبط بالامن الداخلي وحياة المواطنين، على الرغم من “الفيتو” الذي أعلنه زعيم التيار الصدري “الأب الروحي” لتحالف سائرون السيد مقتدى الصدر ليكون “عقبة كبيرة” لا يمكن للفياض الذي يوصف “بالمسؤول النائم” او العامري اجتيازها.
الخلاصة… ان منح وزارتي الداخلية والدفاع التي تعاقب عليها منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة قادة وشخصيات يشهد لها بالخبرة والكفاءة بغض النظر عن انتمائاتهم الحزبية والقومية، لشخصيات “فشلت” بجميع المناصب التي شغلتها خلال السنوات الماضية منذ 2003 وحتى الان، سيشكل تهديدا حقيقيا للمنظومة الامنية التي تعاني بالأصل من بعض “الإخفاقات” الامر الذي يتطلب معالجات سريعة وليست “زيادة الطين بلة”، اخيرا السؤال الذي لابد منه… هل سيتدخل عقلاء القوم لمنع “مهزلة” بيع المناصب الامنية وابعاد “الفاشلين”؟..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب