انا مستاء
من غرفة ضيّقة
ونوافذ مغلقة
ومن كرسيٍّ
حملني ستين صيفآ
وشتاء ,
ضعيفآ فقيرآ
وثلاثة اخرى
فعلن بي ..
ما فعلته السابقة , جلست
بماهية الكاتب
بلا نطق أسأل بها
عقلي العتيق
كيف آل الى ماهية
بمزاج النقد الفارقة
في حقبة اللصوص
والعصابات
والغيلان الفاسقة ,
ومسامير الخرف
تُطرق في صميم مفاخري
المحترقة ,
ومما يعكّر مزاجي
بالنقد أحيانآ
ان يكرهني المثليون
والمطبّعون
والمنفلتون
والعملاء
والأمراء
والجواسيس
من اصحاب السوافل
والزندقة
فهؤلاء ينصّبون الحرّاس , شراكآ
على الأبواب
مخافة ان افشي
بين اذنابهم
سرَّ تحوّلهم في صوامع
صَنعَتهم بمحض فكرة
انهم رأبوا الماهية الى نوع
مزاجها لصوصية
تتيح لعدوى السرقة
والهذيان رأبوه الى ماهية
مزاجها هرطقة ,
لذلك قالوا :
من يأتي مثل هذا
الناقد بأدنى النعوت
فإمنعوه
لإن الزمان تردّى
وجاءت سيوفه
الذلقة
ولم أُبدِ شرآ من هذيهم
ولم اكُ من تلك
الخِلقَة ,
فأنا وغيري
وكل عنوان محال
بقانون عن الخدمة
جالسين في قعر
المقهى
نشرب الشاي
في عصرالعدوى
ونأكل الهمَّ كعكة
تثنى بكعكة
وجريآ على فكرة الرأب
نرسم ترتيب جدول
يتيح لتمييز مزاج اللصوصية
لخماسية من اللصوص
كبادرة مكتوبة ومعلقة
يحدجها المحالون
وكل محتسب
في المقهى , وعلامة
عن المتحولين
الى انواع مشتقة
كما اتاح التمييز بالعروض
فراهيدي الأمة
أولها :
ماهية الطويل باللسان
مزاجها كاذب من الأذان
الى المغرب ,
والمديد بالتبعية
يُعرف بالحمائل
والمَركِب ,
والوافر بالخيانة
في عينه حُمرة
عن السهر
لا تكذب ,
والكامل بالعمالة
في نومه سكرانآ
متقلب ,
والمجتث بالغيرة
عن حشد الرجال
محتجب ,
وعلى انفراد
جميعهم لصوص
من الأخمص
الى القمة
ولا عذر لمن
خامره شك
أو ريبة
إلا إذا شزر
بذنب العين
وكان لهم ذَنَبآ
غَضب .
28 حزيران 22