20 أبريل، 2024 4:04 ص
Search
Close this search box.

مرّنوا أصابعكم على الصح أغاتي .. وإلاّ فاتركوها للـ ……… !

Facebook
Twitter
LinkedIn

عجيب كيف يعيد التاريخ نفسه .. والأعجب من ذلك كيف لا يتعظ اولي الألباب .. فالكل يتذكر بشكل مبين كيف انتشرت تلك القائمة (الدسمة) بعد شهرين او ثلاثة من تاريخ احتلال العراق ، بواسطة الأنترنيت عندما لم تكن خدمة الهواتف المحمولة قد وجدت طريقها الى أسماع وأنظار وجيوب العراقيين لحد تلك اللحظة .. تلك القائمة الخنفشارية التي كانت وكما اكتشف الجميع من أكبر كذبات الأحتلال وعرّابيه من أجل تجميل صورته وصورتهم ورسم مشاهد وردية للخير الذي سيعم على أبناء الشعب خصوصا اولائك المشككين بغايات واهداف مغامرة الأدارة الأمريكية في اسقاط أهم بلد من بلدان الشرق الأوسط .. ومن المؤكد فان معضمنا يتذكر كيف كانت تلك القائمة تؤمّل العراقيين بحصة تموينية خرافية لا يقل تسلسل موادها عن مائة مادة ، تبدأ بالدجاج واللحم المعلب والطحين الصفر وتمر على الحلويات ومساحيق التنظيف وغيرها ولا تنتهي بأمواس الحلاقة وحتى (الفلاش لذر) .

الآن وبعد وصول الحاج ترامب الى المكتب البيضاوي بدأت تلك الكذبة السابقة تتحول الى نهج منسق من الخرافات ومسلسل مدروس من الأكاذيب السمجة ملأت الفضاء الأكتروني وكل مواقع التواصل الأجتماعي ، بدأت تنطلي على الكثير منا مع الأسف وكأن المجوي منا لم يتعظ وما زال يصرّ على أن يضع يده بالنار.. فبدأنا نقرأ كيف ان ترامب سيحجز كل ارصدة السياسيين الذين سرقوها من العراق .. وبعدها سيلغي الأتفاق النووي مع ايران ويستعد لحرب كونية معها .. ثو تواصل نشر تلك الفبركات لتنتهي بكيفية موافقة ايران على سحب يدها وميليشياتها من العراق وسوريا ولبنان واليمن مقابل أن لا تصدر ادارة ترامب قرارا تعتبر فيه الحرس الثوري الأيراني منظمة ارهابية ، وآخر كذبة ما زالت طازجة ان قاعدة الحبانية تغص بالآلاف من القوات الأمريكية بكامل عتادها وعدتها .. العجيب هذه المرة أن كل الأكاذيب والأخبار المفبركة تشير من قريب او من بعيد الى ايران ، وكأن العالم أكتشف أخيرا أن ايران هي مشكلة المشاكل وليست جزءا حتى ولو صغيرا من الحل .

حقيقة ، علينا أن نأخذ العبر من التاريخ القريب ومما جرى وما زال يجري في ارض الرافدين .. وعلينا أن نضع امام انظارنا أن تلك سياسة مدروسة تنتهجها الطبقة السياسية الفاسدة التي حكمت وما زالت تحكم العراق ، لكي تؤمل هذا الشعب المسكين ان الأصلاح الحقيقي قد أزف وقته ، وهم رجالاته ولا بديل لهم ، خصوصا وأن زمن الأنتخابات ليس ببعيد ، وأيضا فالخير قادم على اياديهم القذرة .. وحقيقة ومن خلال تحليل منصف يستنتج العاقل انها رفسة الموت لكل الطبقة السياسية العراقية بمعمميها وشيوخها وافندييها .. لأنهم يعلمون قبل غيرهم أنهم مثل داء الكنكري أجلكم الله ، لا علاج له سوى البتر ، لذلك يجب أن لا يستثنى منهم واحد أو حتى نصف واحد من الأزاحة من المشهد السياسي .. وعليه أستوجب الأمر ومنذ اللحظة أن نبدأ بتدريب أصابعنا على التغيير الحتمي الحازم الحاسم ، ومن قبله تعليم انفسنا على كيفية الخروج من حال القطيع الذي تم حشرنا فيه من اجل ان نبقى نقول نعم وليس غير النعم ، لكي نخرج من عوزنا وفقرنا وجهلنا وغبائنا وتشرذمنا ومذلتنا وفرقتنا .. فالأمر منوط (بأصابعنا) اولا وآخرا وليس برئيس امريكي او روسي او سلطان او ملك او بمرجع ديني او عالم كبير او شيخ عموم .. أما اذا أصرت أصابعنا على اعادة انتخاب نفس تلك الشكولات الزفرة الكالحة الفاسدة الباغية الحقيرة الصفراء .. فالأفضل لنا أن نلتزم بأماكننا وان نترك أصابعنا تمارس دورها في (البعابـ.. ــص) حصرا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب