21 مايو، 2024 11:21 م
Search
Close this search box.

مرور على رصيف السياسة والكرامة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

A :  ثاني رئيس وزراء عراقي في العهد الملكي السيد ” عبد المحسن السعدون ” , وُلدَ في الناصرية سنة 1879 , كان يتمتع بعلاقاتٍ متميزة مع رؤساء العشائر , وامتلك شعبيةً واسعة بين الجماهير العراقية , وكان مناهضاً للسياسة البريطانية ورفض التوقيع على معاهدة 1925المجحفة بحقوق العراق , وجرّاء مواقفه تلك تمّ تلفيق تهمة ” استخبارية ” له بالخيانة .! , فأبى تحمّل ذلك فأنتحر .! , فجرى تشييد نصب او تمثال تخليدي له في ساحة النصر في بغداد منذ ذلك الحين , وبقي التمثال شامخاً الى غاية سقوط بغداد في 9\4\ 2003 حيث جرى تفكيكه وسرقة المواد المستخدمة في نحته , وسرقوا معاني الوطنية معه .! وبدا أنّ وراء ذلك اكثر من سبب , خلافاً < للحواسم > التي حسمت كشف عورتها على العلن .!

B : ما لمْ يجرِ كشفه وإعلانه في الإعلام خلال سنوات الحرب العراقية – الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي ولسببٍ مبهمٍ لا يمكن تفسيره وقبوله ! , فأنّ عدداً قليلاً ومحدوداً من الضباط ” وبرتبٍ عسكريةٍ مختلفة ” , ومعهم بعض ضباط الصف العريقين في الجيش العراقي السابق , انتحروا ” بأوقاتٍ ومعاركٍ مختلفة حين شعروا بأنهم محاصرين بالكامل من القوات الأيرانية كي لا يقعوا في الأسر .! وكان مؤدّى ذلك الأنتحار بأنّ أسرهم يمسّ كبرياءهم وكرامتهم العسكرية .

C : نحوَ العشرة – الى الخمسة عشر سنةٍ التي اعقبت ثورة تموز – 1958 والتي شهدت فضاءاً شبه مفتوحٍ للمداخلات وحراك الأحزاب اليسارية والقومية آنذاك فيما بينها , فكانت النظرة السائدة للمجتمع العراقي تنظر بأنحطاطٍ وازدراء لأيٍّ من الذين يغيّرون مواقفهم السياسية وينتقلون من حزبٍ الى آخر .! وقد حدث ذلك بنطاقٍ محدود , لكنه يتوسّع الآن بشكلٍ مقرف .!

سُقنا سَوقاً الأمثلة الثلاث ” اعلاه ” المختارة او المنتخبة ! من بين عشراتٍ او مئات من مثيلاتها وامثالها بغية الإشارة والمقارنة < غير القابلة للمقارنة ! > بين ما مضى وانقضى سياسياً على تلك الساحة العراقية , وبين ما يجرى الآن لما يتعرّضون له ساسة الأحزاب والعملية السياسية , والذين يتوزعون وينتشرون ويقطنون زوايا المنطقة الخضراء , من إهاناتٍ ومسبّة وشتيمةٍ في السوشيال ميديا , وما يرافقها ويصاحبها من كشفٍ عوراتٍ مالية واجتماعية ووطنية وسواها وغيرها , وهم لا يتحرّك لهم جفنٌ او تهتزّ شُعيرة .! , فحتى زمن العار في مراحل التأريخ لم يكُ بهذه النسبة من العار الحارّ .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب